تعرّف على أولاف شولتس مستشار ألمانيا الجديد بعد رحيل ميركل
أدى الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس اليمين الدستورية، أمس الأربعاء، ليصبح حاكماً ومستشاراً لألمانيا خلفاً لأنغيلا ميركل التي استمر حكمها للبلاد لمدة 16 عاماً.
فاز شولتس البالغ من العمر 63 عاماً بالمنصب الكبير بعد فوزه بأصوات 395 نائباً من أصل 707، ليكون للحزب الديمقراطي الاشتراكي الحق في تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة وقيادة البلاد للمرة الأولى منذ عام 2005.
من هو أولاف شولتس؟
ولد أولاف شولتس في مدينة أوسنابروك في 14 يونيو 1958 في ألمانيا الغربية، وكان والده تاجراً ووالدته ربة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1975 في سن السابعة عشرة، وكان يُعرف بارتداء بدلات صوفية ويُشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية. وقد أكمل دراسته الجامعية في القانون من جامعة هامبورغ.
أسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في المدينة، وهو ما سمح له بتعلم آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، فترك ذلك أثراً على شخصيته.
انتخب أولاف شولتس في البرلمان الفيدرالي الألماني عام 1998، وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. ثم أصبح في عام 2007 وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية حتى عام 2009. ثم عُين نائباً لرئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وشغل منصب عمدة هامبورغ من 2011 إلى مارس 2018، وتولى بعدها منصب وزير المالية ونائب مستشار ألمانيا حتى اليوم.
اتبع شولتس حينما كان وزيراً للمالية، نهجاً مالياً صارماً، لكن بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، لم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وقد أكسبته سياساته الناجحة في التعامل مع الأزمة الكثير من الشعبية والمصداقية.
يُلقي شولتس خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، وهو اللقب الذي أثار انزعاجه، ودافع عن نفسه قائلاً: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وقال مؤخراً خلال تصريح صحفي "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، مؤكداً على دعوته لتحقيق "مجتمع عادل".
كان شولتس يستلهم من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلدها في الإيماءات، خصوصا إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن بعض التقارير الصحفية وصفته بأنه نسخة "متحورة" من ميركل!
يُعرف شولتس بانتقاده لسياسات موسكو تجاه شبه جزيرة القرم والأحداث في شرق أوكرانيا. ومع ذلك، في مايو 2021 دعم مشروع "السيل الشمالي" وانتقد العقوبات الأمريكية ضد الشركات المشاركة فيه، واصفاً إياه بـ "التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا وأوروبا". وقد صرّح شولتس خلال الحوار الألماني الروسي بطرسبورغ عام 2016، أنه لا يوجد أي سيناريو "مقبول" تتمتع فيه روسيا بعلاقات جيدة مع ألمانيا وعلاقات صعبة مع الاتحاد الأوروبي في آن واحد.
تعتزم حكومة شولتس تبسيط إجراءات الحصول على الجنسية، وخفض مدة الإقامة المطلوبة لذلك إلى خمس سنوات، والسماح بالجنسية المزدوجة، بالإضافة إلى إجازة بيع الماريجوانا ورفع الحد الأدنى للأجر بالساعة من 9.6 يورو إلى 12.5 يورو.
شولتس لا يعتنق أي ديانة، وهو متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست البالغة من العمر 60 عاماً، والتي يصفها بأنها "حب حياته". وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ، وليس لديهما أطفال.
معاش ميركل التقاعدي
يُذكر أن وسائل إعلام كانت قد أفادت أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ستتلقى حوالي 15 ألف يورو كل شهر بعد مغادرتها لمنصبها. وذكرت تقارير أن ميركل تستحق معاشاً تقاعدياً قدره 65% من راتب البرلماني، البالغ اليوم حوالي عشرة آلاف يورو، بالإضافة إلى معاش تقاعدي آخر عن عملها كمستشارة.
حصل سلفها غيرهارد شرودر، الذي شغل هذا المنصب لمُدة 7 سنوات، على حوالي 6.5 ألف يورو شهرياً.
دخلت أنغيلا ميركل، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية، التي ولدت فيها عام 1954، وألمانيا الشرقية التي نشأت فيها وقضت فيها كل حياتها إلى أن توحدت البلاد.
ارتقت ميركل في المسؤوليات السياسية لتصل إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم لتُصبح في عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية، وذلك بعد أن فازت ميركل بفارق ضئيل على المستشار، غيرهارت شرويدر.
ميركل ليست فقط أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، لكنها أيضاً أول مواطنة من ألمانيا الشرقية تقود البلاد بعد الوحدة. وأًعيد انتخابها لفترة ثانية عام 2009، ثم لفترة ثالثة عام 2013. وأعاد البرلمان الألماني في عام 2018 انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا للمرة الرابعة.
كانت أنغيلا ميركل منذ توليها منصب المستشارة الألمانية محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، بسبب شخصيتها المتميزة ومنصبها الكبير في الساحة الدولية.
يُذكر أنه في نهايات عام 2019، توصلت الحكومة الألمانية إلى حل وسط بشأن زيادة المعاشات للمتقاعدين من ذوي الدخل المنخفض. وكان المحافظون في عهد ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، يسار الوسط، قد وصلوا إلى طريق مسدود بشأن هذه القضية.
في المستقبل، يجب أن يتوقع الأشخاص الذين يتلقون معاشات تقاعدية صغيرة على الرغم عملهم لعقود تلقي المزيد من الأموال. قالت زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع أنغريت كرامب كارينباور في مؤتمر صحفي في برلين، إن المتقاعدين سيتعين عليهم الخضوع لمراجعة الدخل من أجل التأهل للحصول على مدفوعات إضافية.
قال ماركوس سودر زعيم حزب CSU إن الخطة من المُقرر أن تُكلف 1.5 مليار يورو إضافية، نحو 1.65 مليار دولار.
يُشكل المعاش الأساسي دفعة إضافية من شأنها أن تُضاف إلى معاش المتقاعدين، لضمان حصولهم على ما يكفي من المال لتغطية أكثر من مجرد تكاليف المعيشة الأساسية. يجب على المتقدمين الخضوع لمراجعة الدخل حتى يكونوا مؤهلين.