تعرفوا على تاريخ صناعة السفن عبر العصور
عبر العصور، حاول الإنسان استكشاف البحر بحثاً عن الأراضي البعيدة أو اكتشافاً للمجهول، وأحياناً هروباً من الموجود، فكيف استطاع البشر اقتحام ذلك العملاق المائي المخيف؟ في هذا الفيديو سنتعرف على تاريخ صناعة السفن عبر الزمان.
الإنسان القديم والبحار
منذ بدء الحضارة على الأرض، ويُعتبر البحر عملاقاً مخيفاً للإنسان لا يمكن إحتواؤه ولا السيطرة عليه، فبدأت محاولات اقتحام هذا العملاق المائي عن طريق كتلة من الأخشاب بعد اكتشاف قدرة الأخشاب على الطفو فوق سطح الماء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
واستعمل الإنسان البدائي يداه للتجديف لتحريك كتلة الخشب الطافية.
وفي مصر القديمة بدأ استخدام سيقان النباتات والخيرزان، وربطها معاً لتعمل كالحبال، وكانت تلك هي بداية صناعة العوامات الطائفة.
استخدام قوة الرياح وبدأ زمن القوارب الشراعية
وبحلول عام 4000 ق.م تقريباً، تعلموا صناعة السفن ذات الدفع اليدوي، وهي سفينة ضيقة وطويلة تُدفع باستخدام صفاً من المجاديف.
وخلال الألف سنة اللاحقة، استطاع المصريون أن يجعلوا صناعة السفن تمر بطورين مهمين.
فبحلول عام 3000 ق.م تقريباً، اكتشف المصريون أن الأشرعةَ يمكن أن تجمع الهواء فتدفع قواربهم، وبالإضافة إلى ذلك، استطاعَ المصريون صناعةَ القوارب باستخدام قطع سميكة من الخشب الثقيل.
أول من ارتاد البحر من العرب والأوروبيين
وبعد أن عرف الناس كيف يصنعون القوارب من الألواح الخشبية، استطاعوا بعد ذلك بناء السفن والناقلات الكبيرة التي أضحت قادرة على عبوِ البحر.
واشتهر العرب إبان العصور الوسطى ببناء سفن كانت تجوب بحار العالم المعروف إذ ذاك، واشتهرَ عدد من الملاحين العرب على رأسهم سليمان التاجر الذي دون رحلاته عام 859 م، وكذلك ابن ماجد وسليمان المهدي.
وأول من ارتاد المحيط من الأوروبيين كانوا البرتغاليون الذين أبحروا من الأطلسي جنوباً حتى الشواطئ الغربية لإفريقيا، وذلك في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.
ففي عام 1492 م، وصل الإيطالي كريستوفر كولمبوس الذي كان في خدمة ملك أسبانيا إلى العالم الجديد (أمريكا ) بعد أن عبر المحيط الأطلسي مستخدماً ثلاث سفن بحرية صغيرة.
تواريخ غيرت صناعة السفن في العصر الحديث
وفي العصور الحديثة، مرت صناعةُ السفن بتواريخ غيرت مفهوم ارتياد البحار والسيطرة على المحيطات، ففي عام 1807 م بنى الأمريكي روبرت فيلتون أول قارب ذي دفع بخاري ناجح تجارياً.
وفي عام 1818 م دشنت بريطانيا سفينتها فولكان وهي أول سفينة صنعت آلياً من مادة الحديد، وبعدها بعام أضحت السفينة الأمريكيةُ السافانا أول سفينة ذات دفع بخاري تعبر المحيط الأطلسي في رحلة دامت 29 يوماً.
وعام 1836 م سُجلت براءة اختراع البريطاني فرانسيس سميث والسويدي جون أريكسون لمجاديف الدفع اللولبية لقيادة القواربِ البخارية.
وبحلول عام 1838 م أصبحت السفينةُ البريطانية سايروس أول سفينة تقدم خدماتها بإنتظام عبر المحيط الأطلسي مستخدمة الدفع البخاري وحده، وفي عام 1897 م أثبت البريطاني تشارلز بارسونز كفاءةَ التوربينات البخارية في زورقه البخاري المُسمى التوربينيا.
وبين عامي 1910 - 1911 م، دخلت السفن ذات المحركات الدوارة التي تعمل بحرق الوقود الداخلي.
وفي عام 1959 م كانت لحظة فارقة للسيطرة على العملاق المائي، حيث دشنت الولايات المتحدة الأمريكية أول سفينة تجارية ذات دفع بالطاقة النووية، وعُرفت باسم السافانا.
وفي عام 1980 م تم تطويل الناقلةَ سيوايز جاينت لتكونَ أضخم سفينة في العالم، وكان طولها 458 متراً.