تعرف على قصة مهند إيهاب الذي ضجت شوارع مصر بخبر وفاته
ضجت شوارع مصر بخبر رحيل الشاب المصري مهند إيهاب -20 عاما- الذي توفي أمس في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية.
قصة مهند بدأت في أعقاب ثورة 25 يناير بمصر، عندما كان عمره 15 عاما، حين قرر النزول إلى شوارع الإسكندرية التي يعيش بها ليوثق بكاميرته أحداث ثورة أدهشت العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعاد مهند للمشاركة في التظاهرات عقب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وفي يوم 27 ديسمبر 2013 اعتقلته الشرطة المصرية حينما كان يصور إحدى المظاهرات بكاميرته، وكان عمره آنذاك 17 عاما، فأودع إصلاحية الأحداث، ثم صدر الحكم بسجنه 5 سنوات تم تخفيفها في الاستئناف إلى 3 أشهر، خرج بعدها ليستكمل دوره في توثيق أحداث المظاهرات.
وفي 21 يناير 2015، تم القبض على مهند مرة أخرى بسبب تصوير وقفة احتجاجية وتم نقله إلى سجن برج العرب في مارس 2015، ولم يمر سوى شهرين فقط حتى بدأت حكاية مهند تأخذ منعطفاً أكبر من الاعتقال.
كتب مهند على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" بعد شهرين من الاعتقال: "بدأت أشعر بالمرض مع استمرار عمليات القيئ، وعدم قدرتي على تناول الطعام، ثم بدأت أنزف الدم من أنفي ولا أستطيع الحديث أو إمساك الأشياء أو دخول الحمام، وعندما ذهبت لمستشفى السجن بعد رفض الإدارة لمدة 3 أسابيع قالوا لي إنني مصاب بالأنيميا دون توقيع الكشف الطبي علي، ثم قالوا تايفود، ثم قيل لي فيروس في الكبد، ثم نقلوني إلى مستشفى الحميات، ولم يستطيعوا تشخيص المرض، حتى سمحوا لوالدي بأخذ عينة دم من جسدي ليحللها بالخارج ويكتشف تمكن مرض السرطان من دمي بنسبة 93%".
وقال مهند في منشور آخر: "لم أكن أعلم حقيقة مرضي رغم كل ما حدث مع إدارة السجن، وأول مرة أعرف بها عندما ذهبت إلى جلسة تجديد الحبس الاحتياطي، ومع هزالة جسدي وبدء تساقط شعري وجدت المحامي يخبر القاضي بمرضي وإصابتي بالسرطان، بعدها صدر قرار الإفراج عني على ذمة القضية لأخرج وأسافر في رحلة علاجي إلى أميركا".
وبعد عدة أشهر من محاولات العلاج، اتضح أنه لا يوجد دواء مجد من العلاجات المعتمدة، فوافق مهند أن يتطوع ليتم تجربة أدوية جديدة عليه لعلها تجدي، وفي 28 يوليو نشر مهند ما يلي:
قد تظن أن هذا كوب من الكولا، إلا أن الصورة التي نشرها مهند على صفحته بتاريخ 14 أغسطس 2016 كانت لكوب وضع بداخله شعره الكثيف، ليكتب تحتها معلقاً: "إنه شعري وذلك ليس اختياري، آمل أن أقصه المرة القادمة.. السرطان مؤلم".
وفي الرابع والعشرين من الشهر ذاته، كتب مهند آخر كلماته على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" قائلاً: "اليوم هبدأ نوع علاج جديد وهيكون صعب جداً وآثاره الجانبية خطيرة جداً، فضلاً وليس أمراً أي حد يشوف الكلام ده يدعيلي دعوة حلوة بالله عليكم".
رغم الوهن الشديد الذي اعترى جسد مهند من اعتقال القضبان لكنه كان حريصا على أن يلتحق بكلية التجارة جامعة الإسكندرية للعام الدراسي 2015/2016، وعندما رحل مهند أقام له زملاء الجامعة صلاة الغائب على روحه.