تعرف على طريقة تحقيق الربح من الاكتتاب في الأسهم في 2022
يُقصد بالاكتتاب على الأسهم الإجراء الذي تقوم به الشركات الخاصة لتحويل ملكيتها إلى العامة، يتم ذلك من خلال بيع جزء من أسهم هذه الشركات الخاصة، التي تكون على الأغلب لا زالت شركات جديدة، للمستثمرين من عامة الناس، أو إصدار أسهم جديدة مخصصة للعامة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على طريقة تحقيق الربح من الاكتتاب في الأسهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الاكتتاب؟
يُقصد بالاكتتاب على الأسهم الإجراء الذي تقوم به الشركات الخاصة لتحويل ملكيتها إلى العامة، يتم ذلك من خلال بيع جزء من أسهم هذه الشركات الخاصة، التي تكون على الأغلب لا زالت شركات جديدة، للمستثمرين من عامة الناس، أو إصدار أسهم جديدة مخصصة للعامة.
يهدف هذا الإجراء إلى زيادة رأس مال الشركة، ويؤمن لها التمويل اللازم للتوسع والتحديث في مشروعاتها. خلال عملية الاكتتاب تقوم بنوك الاستثمار، والتي تُعتبر المسؤول الأساسي عن عملية الاكتتاب، بطرح أسهم الشركة في البورصة، كما أنها تُحدد السعر الذي سترسو عليه أسعار أسهم الشركة.
عندما تُقرر شركة أو مؤسسة طرح أسهمها في البورصة، من أجل زيادة رأسمالها، فإنها تقوم بالإعلان عن ذلك الطرح أو العرض العام، ليقوم الأفراد المتعاملون في البورصة والمؤسسات أيضاً بالمشاركة في هذا الطرح، من خلال ما يسمى بـ"الاكتتاب" أو الاكتتاب في الأسهم، ويكون الاكتتاب في صورة بيع جزء من الشركة لأشخاص آخرين.
بعد عملية الاكتتاب الأولى تكسب الشركة المال، وتصبح الأسهم بعد ذلك ملكاً للمستثمرين المسموح لهم التداول بها بحرية فيما بينهم من ناحية البيع والشراء، وذلك ضمن أسواق تداول ثانوية. قد تكون عملية الاكتتاب هذه هي السبيل الوحيد الذي يسمح للشركات الجديدة بالنمو والتوسع وتجديد البنية التحتية وسداد الديون إذا كان عليها ديوناً. لذلك، قد تكون عملية الاكتتاب بمثابة المنقذ للشركات الكبرى المهددة بالانهيار.
هناك نوعان من الاكتتاب، الاكتتاب الخاص، وهو نوع الاكتتاب الذي يكون موجهاً للمؤسسات والمستثمرين الأفراد من ذوي الملاءة المالية، واكتتاب عام، ويكون موجها لأي فرد يريد المشاركة من المتعاملين في البورصة. عندما تقرر شركة خاصة أن تصبح شركة عامة، فهذه هي بداية شركة جديدة. تتغير عمليات الإدارة الكاملة للمؤسسة عندما تنتقل من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة.
كيف تتم عمليات الاكتتاب؟
بمجرد أن تتخذ شركة خاصة قرارها بالانتقال من ملكية خاصة إلى ملكية عامة، تبدأ المفاوضات التي تُحدد بيعًا محددًا لأسهم الشركة إلى بنك استثماري. يعمل هذا البنك الاستثماري كمتعهد اكتتاب في طرح الاكتتاب العام. ثم تبدأ هذه البنوك الاستثمارية في بيع حصصها للجمهور.
تسمح البنوك الاستثمارية للشركات الخاصة بالإدراج في الأسواق العامة. في الفترة التي تسبق إدراج الاكتتاب العام، ترتفع أسعار الأسهم بشكل روتيني فوق سعر الاكتتاب العام المتوقع. تُثير أخبار الاكتتاب العام ضجة كبيرة في الأسواق المالية. فينتظر العديد من مستثمري التجزئة والمستثمرين المؤسسيين بفارغ الصبر إدراجات الاكتتاب العام.
قبل الاكتتاب العام، يكون لدى الشركة عدد قليل جداً من المساهمين وهذا يشمل المؤسسين والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال. لكن خلال الاكتتاب العام، تفتح الشركة أسهمها للبيع للجمهور. كمستثمر، يمكنك المشاركة في الاكتتاب الأولي للشركة وتصبح مساهماً.
هل الاكتتاب مربح؟
تحديد ما إذا كان الاكتتاب مُربحاً أم غير ذلك، يتوقف على العديد من العوامل، منها إنه إذا قامت الشركات ذات السمعة الطيبة بالإعلان عن الاكتتاب العام، فستحصل كمستثمر على فرصة لشراء أسهم هذه الشركات بسعر أقل بكثير من سعرها المُستقبلي الذي سيرتفع بدرجة كبيرة إذا استمرت الشركة في النمو والتوسع. فإذا كانت الشركة تتميز بقدرتها على النمو، فإن شراء الأسهم في الاكتتاب العام يمكن أن يكون مربحاً جداً.
ما يُساعدك على معرفة ما إذا كان الشركة لديها فرصة للنمو أم غير ذلك، هو البحث عن الأساسيات القوية للشركة، هذه الأساسيات هي وحدها التي تعني أن الشركة لديها فرصة جيدة للنمو بشكل أكبر. لذلك، تأكد من قيامك بالتحليل المدقق لأساسيات الشركة وقدرتها على النمو والتوسع.
بالرغم من الميزات التي يوفرها الاكتتاب للمستثمرين إلا أن له مجموعة من العيوب. ويتمثل أكبر عيب للاكتتاب في درجة تقلب الأسعار، حيث سيكون من الصعب عليك الاحتفاظ بأسهمك عندما تنخفض قيمتها ويمكن القول حينها أن الاكتتاب فيها خسارة. فإذا لم يقم المستثمر بأبحاثه اللازمة قبل المشاركة في الاكتتاب، فمن المحتمل أن يكون الاكتتاب فيها خسارة في حالة ما إذا انخفض سعر السهم بعد الطرح الأولي. لتجنب حدوث هذه الخسارة، يجب التحقق من وجود بعض نقاط القوة في الشركة نفسها واسأل نفسك بعض الأسئلة الأساسية، مثل: ما هو السبب المُحتمل الممكن لعدم نمو الأعمال في الشركة وفقاً لمعدل معين؟ ما هي احتمالات حدوث بعض الإخفاقات؟ هل هناك براءات اختراع، أو علامات تجارية، أو مديرين تنفيذيين، أو بعض العوامل الفريدة الأخرى التي يمكن أن تحمي السهم؟
لجعل الاكتتاب مُربحاً، أوصى بنجامين جراهام، المستثمر البريطاني الشهير، في كتابه "المستثمر الذكي" أن يبتعد المستثمرون عن جميع العروض العامة الأولية. وذلك لأنه وأثناء الاكتتاب العام، يحاول المساهمون السابقون زيادة رأس المال عبر بيع السهم بسعر ممتاز. دعا بنجامين المستثمرين إلى الانتظار لبعض الوقت حتى ينخفض سعر السهم في غضون بضع سنوات مما يمنح المستثمرين فرصة الحصول على السهم بسعر أقل.
نصائح لتحقيق الربح من الاكتتاب
لتحقيق الربح من الاكتتاب في الأسهم يُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
- افهم طبيعة عمل الشركة: قد لا يكون لدى المستثمر في الاكتتاب العام الأولي سوى وقت محدود جداً للتعرف على الشركة المطروحة للاكتتاب، وهذا على خلاف ما يحدث قبل الاستثمار في الشركات المدرجة بالفعل في البورصة، حيث يمكن للمستثمر أن يأخذ وقته في التفكير والتعرّف على الشركة. الاستثمار في الاكتتابات العامة يتطلب جهداً بحثياً كثيفاً في فترة زمنية قصيرة، وغالباً ما تكون المعلومات والبيانات المالية المتاحة محدودة جداً مقارنة مع تلك الخاصة بالشركة المدرجة بالبورصة. ولكن تبقى هناك معلومات وبيانات تنتظر من يحللها ويفهم دلالاتها.
- تجنب عقلية القطيع: لا تشارك في اكتتاب عام فقط لأن السوق متحمس له، بل كن موضوعياً وأعلم جيداً أن الاكتتابات العامة المسلط عليها الضوء بشكل كبير غالباً ما ترتبط بمشكلتين رئيسيتين: الأولى هي أن تلك الأسهم تميل إلى كونها مبالغاً في تقييمها، والثانية هي جذبها للكثير من الأموال السريعة التي قد تفقدها بسهولة مع ظهور أول مشكلة. ما عليك فعله هنا هو الدراسة والتحليل والتأني. يقول بنيامين جراهام: "أنت لست على صواب أو خطأ لأنك مختلف مع الحشود. أنت على صواب لأن بياناتك واستدلالك صحيحان".
- تقييم أداء إدارة الشركة: عند تحليل شركة مدرجة بالبورصة غالباً ما يسهل تقييم أداء الفريق الإداري، لكن قد يكون الأمر أصعب في حالة الشركات المطروحة مؤخراً للاكتتاب العام. يمكن أن تساعدك إجابات هذه الأسئلة في تقييم أداء الإدارة، مثل: منذ متى والفريق الإداري الحالي يرأس الشركة؟ ماذا حقق خلال ذلك الوقت؟ إذا كان هناك عضو مجلس إدارة تم استقدامه من مكان آخر، من هو؟ وما دوره؟ وماذا حقق في الشركة وفي مكانه السابق؟
المستثمر الذكي هو من يعرف جيداً أنه في حقيقة الأمر لا يستثمر في الشركة بقدر ما يستثمر في قدرة إدارتها على توجيهها وقيادتها من نجاح إلى آخر، وأفضل طريقة لتوقع الأداء المستقبلي لمجلس الإدارة هي من خلال النظر في تاريخ أعضائه.
- لا تغرك الأسماء الكبيرة: لا تشارك في اكتتاب عام أولي لأي شركة لمجرد أن لاسمها صدى في السوق. اتخذ قرارك على أساس البيانات والمعلومات المتاحة وتوقعاتك لاتجاهات السوق. وبالتالي إذا خلص تحليلك إلى أن أساسيات الشركة ضعيفة ولا تبرر بأي شكل سعر السهم، اتخذ قرارك على هذا الأساس حتى لو وجدت نفسك مخالفاً لكل المشاركين في السوق.
- الانتظار قد يكون أسلم: في كثير من الأحيان، وخصوصاً في الاكتتابات العامة المسلط عليها الضوء أكثر من اللازم، قد يكون من الأفضل للمستثمر ألا يشارك في الاكتتاب العام أو يشتري السهم في أيام التداول الأولى، ويقوم بدلاً من ذلك بالانتظار لبضعة أسابيع أو عدة شهور، حتى يهدأ السوق ويتحرر الجميع من الهوس المسيطر عليهم.