تعرف على رحلة ناسا الأخيرة للمريخ Mars 2020 Perseverance
يمكن أن تحمل مهمة ناسا الأخيرة إلى المريخ مفتاح اكتشاف الحياة على الكوكب الأحمر، فبفضل التكنولوجيا المتطورة اليوم وبفضل الأدوات الحديثة التي لدينا أصبح الوقت مناسبًا لإطلاق الرحلة الاستكشافية Mars 2020 rover.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي مهمة المريخ 2020 التابعة لناسا؟
إن رحلة Mars 2020 rover تحتوي على أحدث مستكشف روبوتي يهبط على سطح المريخ كجزء من مهام ناسا المستمرة إلى المريخ، وهو مركبة جوالة تسمى المثابرة "Perseverance". حيث تم تصميم العربة الجوالة لاستكشاف سطح المريخ بحثًا عن علامات الحياة التي يعتقد أنها وجدت سابقًا أو إذا ما وجدت حياة حالية على المريخ، وذلك للمساهمة في دفع الأهداف العلمية لبرنامج استكشاف المريخ التابع لناسا، حيث ستقوم المركبة الجوالة بالعديد من المهام العلمية خلال مهمتها التي ستستغرق عامين.
وعلى الرغم من استمرار مركبة Mars Curiosity Rover (آخر مركبة الفضائية لناسا إلى الكوكب الأحمر) في العمل وإرسال البيانات العلمية الحيوية، فإن مسبار Perseverance سيسمح لناسا باستكشاف مناطق جديدة من كوكب المريخ والبدء في اختبار التكنولوجيا لدعم السفر البشري في المستقبل إلى المريخ.
متى هبطت المثابرة على سطح المريخ؟
هبطت المثابرة بنجاح على سطح المريخ في 18 فبراير 2021 الساعة 8.55 مساءً بتوقيت جرينتش في المملكة المتحدة (12.55 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ / 3.55 مساءً بالتوقيت الشرقي)
وقد تم بث الهبوط بالكامل على الهواء مباشرة عبر قناة ناسا على YouTube وتمكنت العربة الجوالة لاحقًا من إرسال لقطات عالية الدقة من اللحظات الأخيرة من هبوطها.
حيث يمكنك مشاهدة الهبوط الكامل للمركبة في هذا الرابط
ما هو موقع Perseverance الحالي؟
يمكنك تتبع المكان الذي توجد فيه المركبة Perseverance الآن وذلك بواسطة خريطة المركبة الجوالة التفاعلية التابعة لوكالة ناسا والتي تستخدم البيانات الحية لرسم رحلة Perseverance حول حفرة Jezero التي يبلغ عرضها 45 كيلومترًا والتي حطت فيها عند هبوطها.
وتمامًا مثل فوهة Gale "وهي موقع المركبة الفضائية الحالية الأخرى التابعة لناسا Curiosity " إن Jezero هو موقع بحيرة قديمة في المريخ ويشتبه في أنها كانت دلتا نهر سابقًا، ونظرًا لأن الماء جزء مهم للغاية من وجود كل أشكال الحياة المعروفة على الأرض فقد تم اختيار هذه الفوهة حتى تحط Perseverance وتبحث عن الحياة فيها.
إن أي مكان يمكن العثور فيه على ماء أو بقايا مسطحات مائية على سطح المريخ - سواء في العصر الحديث أو في الماضي القديم - يعد مكانًا جيدًا للبحث عن دليل على وجود الحياة على هذا الكوكب.
وتمامًا كما يأخذ الجيولوجيون هنا على الأرض عينات من الصخور من أماكن مختلفة حول المنطقة لدراستها فإن Perseverance ستأخذ العينات وتحللها باستخدام "مجموعة كيميائية" متطورة ومن ثم تقوم بنقل نتائجها إلى العلماء هنا على الأرض.
هل ستعثر مركبة Perseverance التابعة لناسا على الحياة على سطح المريخ؟
ربما نعم وربما لا، ووفقًا لوكالة ناسا "تأخذ المهمة الخطوة التالية ليس فقط من خلال البحث عن علامات لظروف صالحة للسكن على المريخ في الماضي القديم، ولكن أيضًا البحث عن علامات الحياة الميكروبية السابقة نفسها."
ولا تتعلق الأهداف العلمية لمهمة مارس 2020 بالبحث عن علامات الحياة على المريخ فقط، بل إنها تبحث أيضًا عن إمكانية البشر من العيش على المريخ في المستقبل، حيث تم تصميم إحدى أدواتها لإنتاج الأكسجين من الغلاف الجوي للمريخ.
ماذا ستفعل عربة Perseverance؟
ستبحث Perseverance عن علامات الحياة الماضية والحالية على المريخ بالإضافة إلى اختبار تقنيات جديدة لمساعدة البعثات البشرية المستقبلية هناك.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أربعة أهداف رئيسية لمركبة المريخ الجديدة
- تحديد ما إذا كانت الحياة موجودة على كوكب المريخ من قبل، حيث ستبحث المركبة الجوالة عن علامات الحياة المحفوظة في منطقة من المريخ ربما كانت ملائمة للحياة في ماضي الكوكب.
- وصف مناخ المريخ، حيث ستقوم أدوات المسبار بالتحقيق في الظروف المناخية السابقة للمريخ، والبحث عن العلامات القديمة التي تشير إلى أن الكوكب كان قابلاً للسكن في يوم من الأيام، وذلك بناءً على الأبحاث التي أجرتها المركبة كيوريوسيتي.
- فهم جيولوجيا المريخ، حيث ستسمح أداة الحفر الخاصة المضمنة في المسبار بجمع عينات الصخور وختمها وتخزينها على سطح المريخ، حيث يمكن بعد ذلك استرداد هذه العينات "المخزنة مؤقتًا" أثناء البعثات المستقبلية إلى المريخ وإرسالها مرة أخرى إلى الأرض حيث يمكن دراسة العينات بمزيد من التفاصيل.
- الاستعداد للاستكشاف البشري للمريخ، حيث تتضمن المركبة الجوالة تقنية تجريبية ستحاول فيها إنتاج الأكسجين من الغلاف الجوي للمريخ، وهذه القدرة يمكن أن تمهد الطريق لبعثات بشرية مستقبلية إلى هناك.
ولإكمال هذه الأهداف العلمية تم تزويد المركبة بالعديد من الأدوات العلمية كل منها مصمم لإجراء تجارب مختلفة أو اختبار تقنية جديدة.
وتشمل هذه الأدوات والتقنيات الجديدة
- الماسح الضوئي المتقدم بالأشعة فوق البنفسجية
- الكاميرا المجهرية المعروفة باسم SHERLOC (مسح البيئات الصالحة للسكن باستخدام تشتت RAMAN وبواسطة تألق المواد العضوية والكيماويات)، وهي تمامًا مثل المحقق شارلوك هولمز، ستبحث SHERLOC عن أصغر الأدلة التي يمكن أن تساعد في حل لغز الحياة الماضية على المريخ. كما ستحمل عينات من بدلات الفضاء الخاصة برواد الفضاء لاختبار ما إذا كان بإمكانهم تحمل بيئة المريخ القاسية.
- تجربة تقنية أخرى تسمى MOXIE (تجربة استخدام موارد المريخ لإنتاج الأكسجين في الموقع) إلى إنتاج الأكسجين من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للمريخ، فإذا كان من الممكن استخراج الأكسجين من الغلاف الجوي فيمكن استخدامه عندئذٍ في البعثات البشرية المستقبلية لتوفير الأكسجين لرواد الفضاء وربما يمكن استخدامه في تقنيات أخرى مثل أنظمة النقل على الكوكب.
- سوف تتضمن العربة الجوالة أيضًا طائرة هليكوبتر صغيرة مستقلة تسمى Ingenuity. وهي عبارة عن عرض تقني يمكن استخدامه "إذا نجح" في مهمات مستقبلية لاستكشاف مناطق أخرى من سطح المريخ.
ما هو حجم Perseverance rover التابعة لناسا؟
يبلغ طول المسبار المتجول التابع لوكالة ناسا 3 أمتار وعرضه 2.7 مترًا أي بحجم سيارة صغيرة، فإنه مشابه في الحجم لمركبة Curiosity Rover وذلك على الرغم من أنه أثقل بحوالي 150 كجم.
كم يبعد المريخ عن الأرض؟
يدور كل من المريخ والأرض حول شمسنا حيث تستغرق الأرض عامًا أرضيًا واحدًا لإكمال رحلة دورة واحدة حول الشمس، بينما يستغرق المريخ أقل قليلاً من دورتين أرضيتين ليكمل دورة واحدة حول الشمس، ولهذا السبب يمكن أن تكون المسافة إلى المريخ أقل من 55 مليون كيلومتر عندما يكون كلاهما في نفس الجزء من مداراتهم "على خط واحد مع الشمس"، أو بقدر 400 مليون كيلومتر عندما يكونون على الجانب الآخر من الشمس. في المتوسط حوالي 225 مليون كيلومتر.
فعند التخطيط لبعثات المريخ سيختار العلماء والمهندسون وقتًا محددًا لإطلاق صواريخهم بحيث تكون الرحلة إلى المريخ سهلة قدر الإمكان - يحدث هذا عادةً عندما يكون المريخ والأرض بالقرب من بعضهما البعض - ويرجع ذلك جزئيًا إلى إنها رحلة أقصر، ولكن في الغالب لأن حركة الأرض في ذلك الوقت مثالية لإطلاق المركبة الفضائية للوصول إلى المريخ بعد حوالي ثمانية أشهر.
وفي الواقع إن المسار الذي تسلكه المركبة الفضائية في ذلك الوقت أطول بكثير من الحد الأدنى للمسافة بين المريخ والأرض وذلك لحقيقة أن السفر في الفضاء نادرًا ما يحدث في خط مستقيم، وبدلاً من ذلك ينحني إلى حد ما مثل مدارات الكواكب.
لزيارة الموقع الرسمي الخاص برحلة Mars 2020 والاضطلاع على كافة التفاصيل والصور بإمكانك زيارة الرابط التالي