تطبيق جديد يشجع المستخدمين على اللقاء الشخصي بعد التواصل على الإنترنت
في الوقت الذي تنتشر فيه الدراسات التي تشير إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ تجعلنا أكثر تعاسةً، حتّى أنّ بعض الدول تذهب إلى فرض قيود قانونية على استخدام الأطفال للتكنولوجيا الرقمية، يحاول أشوت مناتساكانيان ورافاييل هاروتيونيان دمجَ هذَين الواقعَين لمساعدة الناس على "اكتشاف" بعضهم من دون الاتصال بالإنترنت.
المؤسِّسان الشريكَان لمطوِّرة البرامج "بروجرامرز" BROgrammers التي تتّخذ من أبو ظبي مقرّاً لها، أطلقا "جلتيي" Jeltee قبل أسابيع في دولة الإمارات العربية المتّحدة. و"جلتيي" هو تطبيقٌ يربط بين أشخاصٍ يبحثون عن رفيقٍ لارتشاف فنجان قهوة أو رفيقٍ على الغداء أو زميلٍ يهتمّ بالسينما، دون الحاجة إلى اختراع تطبيقات مواعدة مثل "تيندر" Tinder.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وبعد ذلك، يعمد التطبيق إلى مكافأة الذين يجتمعون في الحياة الواقعية بدعواتٍ إلى المطاعم أو حسومات على تذاكر السينما. وبحسب مناتساكانيان، فإنّ هذا ما يضع حدّاً لدوّامةٍ "لا نهاية لها من الدردشة" على شبكة الإنترنت، وهي الطريقة التي تتّبعها "تيندر" و"سناب شات" Snapchat لإبقاء مستخدِميها مندمِجين مع منصّاتهما.
وفي حديثٍ له مع و"مضة"، يقول مناتساكانيان إنّ "تعبير ‘جلتيي‘ يأتي من كلمة ‘جلدي‘ jeldi، وهو ما يعني الاندفاع أو العجلة في الهندوسية،" مؤكّداً أنّه ليس تطبيق مواعدة.
ويضيف أنّ التطبيق يتشابه مع "تيندر" من حيث ربط المستخدمين عبر ميزة الإعجاب أو التجاهل؛ ومع "سناب شات" من حيث أنّه يتوجب على المستخدِمين المطابِقين اتّخاذ القرار في اللقاء أو عدمه في خلال 24 ساعة. كما يتشابه مع "جروبون" Groupon أيضاً، من ناحية أنّه في حال الموافقة على اللقاء، يحصل المستخدمون على حسوماتٍ في أماكن محدّدة.
ويبدو أنّ أكثر ما يُسعد مناتساكانيان، هو مفهوم الحسومات على غرار تطبيق "جروبون"، حيث يتمّ تفعيل الحسم فقط إذا اجتمع المستخدمان في المكان نفسه. وفي الوقت الحاليّ، يسعى لتسجيل براءة اختراعٍ للبرنامج الذي تمّ اختراعه للقيام بهذه المهمّة.
يمكن للمستخدِمين أن يقوم كلٌّ منهم بدعوة الآخر للمشاركة في الفعاليات التي تدخل ضمن واحدةٍ من الفئات الأربع التالية: حانات، مطاعم، مقاهي أوأماكن أخرى يختارها المستخدم. وفي المقابل، توجد خططٌ مستقبليةٌ لإنشاء فئةٍ جديدةٍ حيث يمكن للناس دعوة الأصدقاء من "فايسبوك" للمشاركة، حتّى يتمكّنوا من الاستفادة من الحسومات دون الحاجة إلى "التشابك"، كما سيتمّ إضافة ميزة شراء التذاكر.
وبدوره، يقول هاروتيونيان، "نعتقد أنّ الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الحالية عمدَت إلى التركيز على أساليب لإبقاء مستخدِميهم ناشطين على أجهزتهم. وإذ يمكن لهذا أن يجعل المستخدِم يشعر بالراحة، لكنّه يفشل في تقديم متعة التواصل المباشر." ويضيف قائلاً، "تمّ تصميم ‘جلتيي‘ لتغيير هذا الواقع، وذلك من خلال توفير نظام مكافأةٍ فعّال، حيث سنتمكّن من تشجيع الناس على ترك الإنترنت والاعتماد على اللقاء وجهاً لوجه."
وحتّى الآن، فإنّ "جلتيي" الذي تمّ تنزيله من متجر شركة "أبل" Apple Store من قبل أكثر من ألفَي شخص، يملك 600 مستخدمٍ نشطٍ مع تسجيل حوالي مئتَي دعوةٍ للمشاركة. وتقدّر الشركة أنّها قد ساهمَت بزيادة ألفَي دولار لشركاتٍ من الإمارات العربية المتّحدة، من خلال نظام الحوافز الشبيه بنظام "جروبون".
من جهته، يعتقد مناتساكانيان أنّ شعبية التطبيق تعود جزئياً إلى إعجاب الناس بوجود وسيلةٍ لتسهيل العملية المربكة في العثور على أصدقاء جدد في مدينةٍ كبيرة. أمّا الجزء الثاني، فيعود إلى حظر استخدام تطبيق "تندر" في دولة الإمارات العربية المتّحدة منذ شهرين من قبل شركة الهاتف "إتصالات" Etisalat، بالإضافة إلى الحظر المقام على جميع مواقع المواعدة في دولة الإمارات.
كما يجري إعدادُ خططٍ لإتاحة "جلتيي" في متجر شركة "مايكروسوفت" Microsoft قبل نهاية الشهر. أمّا الآن، يسعى كلٌّ من مناتساكانيان وهاروتيونيان للحصول على استثمارٍ بقيمة 70 ألف دولار أمريكيّ، من أجل إطلاقه تطبيقهما في متجر "أندرويد" Android. ولكن ينبغي على "جلتي" إثبات نفسه أوّلاً في السوق المحلّيّ لدولة الإمارات العربية المتّحدة، حيث يجب عليه إظهار مدى فعالية نموذج العمل هذا.
ويضيف مناتساكانيان أنّ "التطبيق سيتمكّن في الواقع من كسب المال من خلال إيرادات الإعلانات، حيث ستدفع الشركات مبلغاً من المال ليرِدَ إعلانها في التطبيق."
أمّا الآن، فقد بدأ المؤسِّسون بالتفكير في تطوير الجانب التجاريّ من التطبيق، نظراً لتمتّعهم بقاعدة مستخدِمين عريضة، إضافةً إلى إمكانية بيعها للشركاء المحتمَلين، مع تكلفةٍ متوقّعة تبلغ 16 دولاراً للمستخدِم.
وعن تجربته في الإمارات، يقول مناتساكانيان، "إنّ فكرة إطلاق التطبيق بدايةً في هذا البلد مهمّةٌ لاختبار إمكانات التوسّع في المستقبل، حيث يأتي العدد الأكبر من الناس في الإمارات من جميع أنحاء العالم." ويضيف أنّ "نجاحنا في سوق الإمارات سيوفّر خبرةً قيّمةً ورؤىً مستقبليةً، قبل الانطلاق في بلدان أخرى حول العالم."
كما أردف قائلاً، "نحن لا نخاف من المنافسة مع ‘تندر‘ أو ‘فورسكوير‘ Foursquare، لذلك نفكّر في الانتقال إلى نيويورك أو لندن، بالإضافة إلى السوق الروسية المثيرة للاهتمام". وبدورهما، يتوقّع الإثنان نموّاً طبيعيّاً في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الإشارة إلى الأسواق الأخرى، قال مناتساكانيان إنّ مصر مرشّحٌ قويٌّ لإمكانية الانتقال إليها. أمّا المملكة العربية السعودية فهي سوقٌ صعبةٌ، نظراً للقواعد الصارمة في البلاد حول الفصل بين الجنسين.