تطبيق تقنية متطورة في نيوم لاستخراج الماء من الهواء: كيف تعمل؟
كشف أحمد جلال إسماعيل، الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم العقارية، عن تقنية مبتكرة لاستخراج الماء من الهواء في مدينة نيوم، والتي لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتساءل الكثيرون عن طريقة عمل هذه التقنية، خاصة وأنها تمثل حلاً مثالياً لمشاكل نقص المياه على مستوى العالم؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تقنية متطورة بدأ العمل عليها من 20 عاماً
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن هذه التقنية المتقدمة هي نتاج جهود طويلة من العمل الشاق، بهدف إيجاد طريقة آمنة وفعالة واقتصادية لاستخراج المياه من الهواء، دون أن يتم استهلاك كم كبير من الطاقة.
شاهد أيضاً: كيف يمكن الحدّ من استهلاك المياه في السعودية؟
وقالت التقارير أن تقنية استخراج المياه من الهواء بدأ العمل عليها قبل نحو 20 عاماً، ضمن جهود عالمية لمحاولة إنتاج المياه بدون استخدام الطاقة، حتى نجح باحثون من جامعتي بيركلي وإم آي تي الأمريكيتين من تحقيق إنجاز تكنولوجي هائل، حيث استطاعوا تحويل الرطوبة الموجودة في الهواء إلى مياه عذبة صالحة للشرب.
واستطاع فريق من العملاء في تطوير تقنية حديثة قائمة على اكتشاف علمي أنجزه قبل 20 عاماً البروفيسور في جامعة بيركلي الأمريكية، عمر ياجي، حيث اعتمد اكشتافه على استخراج المياه من الهواء باستخدام الطاقة الشمسية فقط، دون الاعتماد على أي توصيلات من أي نوع، أو تكبد أي تكاليف إضافية.
علماء يبحثون عن مصدر جديد وغني للمياه العذبة
فمن المعروف أن هناك 3 مصادر للمياه العذبة الصالحة للشرب، وهي: المياه الجوفية، المياه السطحية، الأمطار، إلا أن العلماء يرون أن هناك مصدراً رابعاً من الممكن الاعتماد عليه واستخدامه من أجل الحصول على هذه المياه، وهو متمثل في الرطوبة الموجودة في الهواء.
ووفقاً للباحثين، فإن الغلاف الجوي لكوكب الأرض يحتوي على 13 تريليون لتر تقريباً من المياه على شكل بخار في الهواء، وهي كمية تعادل حوالي 10% من إجمالي مياه البحيرات العذبة الموجودة على سطح الأرض، مما يعدها مصدراً هائلاً للمياه، مع الأخذ في الاعتبار أن تتزايد بشكل مستمر بسبب احترار الأرض.
ونقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى الباحثة الرئيسية في الدراسة الخاصة بالتقنية الجديدة، إيفلين وانج، قالت فيها أن النظام الجديد لاستخراج الماء من الهواء يحتاج فقط إلى ضوء الشمس أي الطاقة الشمسية، وهي متوفرة بشكل ملحوظ في المناطق الصحراوية، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذه التقنية لا تحتاج إلى مصادر طاقة إضافية أو أي أجزاء متحركة أخرى.
مكونات التقنية المبتكرة لاستخراج الماء من الهواء
وعن مكونات التقنية الحديثة لاستخراج الماء من الهواء، أوضحت التقارير أنها تتكون من جهاز مصنوع على شكل صندوق صغير، يطلق عليه العلماء اسم حاصد المياه، وهذا الجهاز يمكن نقله من مكان إلى آخر.
ويستطيع جهاز حاصد المياه إمداد أسرة بأكملها بكل احتياجاتها من المياه، حتى في أقسي الظروف الصحراوية الجافة، والتي قد تصل فيها نسبة الرطوبة إلى 8%.
ويحتوي هذا الجهاز على مسكبة من حبيبات يُطلق عليها اسم الإطار المعدني العضوي، والذي يأتي على شكل بلورات مجرية مفتوحة على الهواء لامتصاص الرطوبة، وهذه المسكبة موضوعة في مكعب بلاستيكي يبلغ حجمه حوالي قدمين مكعبين.
وأشارت التقارير إلى أن الجزء العلوي من هذا الصندوق يتم تركه مفتوحاً في الليل حتى يتدفق الهواء إلى الإطار، وعند شروق الشمس يتم تغطيته حتى يسخن ويقوم بطرد الرطوبة إلى الخارج، وفي نفس الوقت، تكون هناك عدة صناديق أخرى فارغة جاهزة لاستيعاب رطوبة الهواء في الليل مرة أخرى.
ولفتت إلى أن المكون الرئيسي لجهاز حاصد المياه هو مادة مسامية تحتوي على ثقوب صغيرة ينفذ منها الهواء والسوائل فقط، مع العلم أنها تعتبر جزء من مركبات تنتمي إلى ما يُطلق عليه اسم الأطر المعدنية العضوية.
وأضافت التقارير أن هذه المادة المسامية تبدو للعين المجرد أشبه بحبات رمال، رغم أنها تركيب هجين من عدة مواد معدنية وعضوية.