ترصد معاناة الأطفال حول العالم: صور اليونيسف لعام 2024

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
أقوى جوازات السفر لعام 2024
ذروة شهب الثوريات الشمالية لعام 2024
بداية عودة الأضواء الشمالية لعام 2024

للمرة الخامسة والعشرين، يمنح مكتب اليونيسف في ألمانيا جوائز للصور والتقارير المصورة التي توثق الظروف المعيشية للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وفي حفل توزيع الجوائز، قال رئيس مجلس إدارة اليونيسف في ألمانيا، جورج غراف فالديرسي: "التصوير الوثائقي عالي الجودة يمكن أن يفتح العيون"، بحسب موقع صندوق الأمم المتحدة للطفولة. وأضاف فالديرسي أنّ "الأعمال التي تفوز بجوائز مسابقة التصوير الفوتوغرافي السنوية التي تنظمها اليونيسف تحقق هذا بالضبط: إنها تفتح أعيننا على وضع الأطفال في عالمنا".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

للصدمة والألم والحزن وجوه عديدة في إسرائيل

نجا الطفل الإسرائيلي ستاف، البالغ من العمر ثماني سنوات، من هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذى أنهى طفولته الخالية من الهموم فجأة.

وتحت عنوان "لابد أنه رأى أشياء مروعة"، يعكس وجه الطفل الألم والشعور بالخسارة. وقامت المصورة الإسرائيلية، أفيشاج شار-ياشوف، بتصوير الصبي وأطفال آخرين في ملجأ للطوارئ بعد أن تعرضت منازلهم للدمار.

وحصلت المصورة على المركز الأول عن تقريرها المصور المثير للإعجاب، جنبًا إلى جنب مع مصور فلسطيني. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المسابقة منذ 25 عاما التي تمنح فيها لجنة التحكيم جائزتين للمركز الأول.

وذكر موقع اليونيسف: "لجنة تحكيم صورة العام لليونيسيف، والتي تدرك تمام الإدراك الأعداد المختلفة للغاية للضحايا في إسرائيل وغزة، لم تضع تصنيفاً للمعاناة".

الأطفال الفلسطينيون ضحايا الحرب: دارين وكنان

دارين البالغة من العمر11 عامًا وأخوها كينان البالغ من العمر 5 أعوام وصلا أخيرًا إلى بر الأمان بمستشفى في قطر. وبعد أن قُتلت عائلتهما بأكملها في غزة خلال غارة جوية إسرائيلية، يواجه الطفلان مستقبلًا مجهولا.

وتمكنت الفلسطينية سمر أبو العوف، والتي تعلمت التصوير الفوتوغرافي بنفسها باستخدام كاميرات مستعارة، من التقاط صور للعديد من ضحايا الحرب ممن فقدوا أطرافهم أو بصرهم. وفي جميع صورها، تسلط أبو العوف الضوء على كرامة هؤلاء الأطفال، حتى في أصعب الظروف، لتحصل أيضًا على المركز الأول في المسابقة.

فيروس يتقدم في الكونغو

أُصيب يافيت، والذي يبلغ عمره سبعة أشهر فقط، بالفيروس المعروف باسم "جدري القرود". وابتكر العلماء بالفعل لقاحًا ضد الجدري المائي، ولكن في البلدان الأكثر فقراً مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، موطن الطفل يافيت، هناك نقص في اللقاحات.

ويعتبر الأطفال ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس بشكل خاص. وتوفي حتى الآن ألف شخص بسبب الفيروس، فضلًا عن أعداد أكبر بكثير من المصابين، بحسب الاتحاد الأفريقي.

وبالنسبة للطفل يافيت، فهو يعتبر محظوظا حيث أرسلته والدته إلى مركز صحي ليتلقى علاجًا للبثور بأدوية مطهرة. وعلى الرغم من أن المركز ليس مجهزا بشكل جيد، لا يزال وضع الطفل هناك أفضل من البقاء على أرضية طينية في كوخ.

وحصل المصور الصحفي الفرنسي باسكال مايتريه على المركز الثاني عن الصورة التي التقطها للطفل يافيت.

طريق شاق نحو الحياة

يعتبر الرضيع جابين واحدا من 10 بالمئة من الأطفال المولودين قبل الأوان حول العالم، وفقا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية.

وكل أسبوع أقل من المفروض للجنين في رحم الأم يعني استقبالًا أصعب بالنسبة له في الحياة. وعلى الرغم من أن جابين وُلد بعد أقل من ستة أشهر فقط في رحم أمه، يبدو أن لدى الرضيع إرادة لا تُقهر للبقاء على قيد الحياة.

والتقطت المصورة الفرنسية مايليز رولاند تلك اللحظة المؤثرة في المستشفى عندما قام جابين، والذي كان لا يزال يرتدي قناع التنفس، بالوصول إلى أنف والدته دوريان. وحصلت هذه الصورة على المركز الثالث في مسابقة التصوير.

بالإضافة إلى المراكز الثلاثة الأولى، منحت لجنة تحكيم الخبراء المستقلة التابعة لليونيسف صورًا أخرى جوائز شرفية، بما في ذلك الصور التالية:

مأساة تم التغاضي عنها في السودان

إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا نادراً ما تتصدر عناوين الأخبار. فبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من 14 مليون شخص في السودان بسبب الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عام 2023.

وفي الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، تتعرض المدارس والمراكز الصحية للتدمير ويُجند الأطفال قسراً للقتال وتقع الفتيات ضحايا للاغتصاب. ويعاني حوالي 730 ألف طفل من سوء التغذية الشديد في السودان مما يرفع من حكم الخطر الذي يهدد بالفعل حياتهم.

وتمكن المصور الأيرلندي إيفور بريكيت، والذي يعمل أيضًا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من التقاط صور مؤثرة لمأساة السودانيين.

عندما يتوقف الصبي عن الكلام

يعاني الطفل ميلو من حالة نادرة منذ أن كان في السادسة من عمره. ففي المنزل يستطيع التحدث بسعادة، ولكن بعيداً عن أمان عائلته لا يستطيع النطق بكلمة واحدة. ويطلق الطب على هذه الحالة اسم "الصمت الانتقائي".

وقامت الأم، وهي المصورة الكندية المكسيكية باتريشيا كريفانيك، بإعطاء ميلو كاميرا حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره من خلال الصور مع كتابة ما يضايقه.

طفولة بلا أهل

تشير الأمم المتحدة إلى أن حوالي 140 مليون طفل في جميع أنحاء العالم ليس لديهم منزل، إذ يعيشون في دور الأيتام أو يكافحون في الشوارع بمفردهم وبدون حماية.

ولم يحظ هؤلاء الأطفال بفرصة للحزن على فقدان آبائهم وأمهاتهم بسبب الحروب أو الأوبئة أو الجوع. كما أن العديد منهم يأتي من أسر مفككة تعرضوا فيها للعنف والإساءة.

وأثناء السفر عبر أمريكا اللاتينية وأفريقيا لتوثيق الحياة اليومية للأيتام، يريد المصور الإيطالي فاليريو بيسبوري أن يعطي صوتًا لهؤلاء الأشخاص "غير المرئيين" الذين يعيشون منسيون دون أن يلاحظ أحد وجودهم كما لو أنهم "لم يولدوا أبدًا".

اكتساب الثقة بالنفس باالرقص في نيجيريا

بعيدًا عن الأرضية المصقولة في مدارس الباليه حيث يبلغ متوسط ​​الدخل الشهري حوالي 200 يورو، يمارس الفتيان والفتيات حركات بهلوانية في تحدٍ للجاذبية عبر قفزات رشيقة.

هذا هو الحال على سبيل المثال في العاصمة النيجيرية لاغوس، حيث يتدرب نحو 20 طفلاً بانتظام تحت إشراف معلمهم دانييل أجالا في ساحة خلفية مفتوحة بين الدجاج.

كان الأمر غريبًا في البداية بالنسبة للجميع في هذه المنطقة الفقيرة، لكن أراد أجالا منح الأطفال منظورًا جديدًا للحياة ومساعدتهم على "رفع أصواتهم والدفاع عن أنفسهم".

والتقط المصور الفرنسي فينسنت بواسو هذا المشهد حيث تقوم طفلة بفرد ملابس رقص مغسولة حديثًا لتجف في الهواء.

في قبضة الهواتف الذكية

يحيط الهاتف الذكي اليوم بالأطفال في كل مكان. ويحدق الأطفال في الجهاز بشكل متزايد، رغمًا عن آثاره السلبية على المهارات الاجتماعية لديهم وعلى قدرتهم على التواصل والتعلم.

وقام المصور الفرنسي جيروم غينس بتناول "جنون" الهواتف المحمولة في مجموعة من الصور، حيث يجلس البعض سويًا وهم ينظرون إلى هواتفهم المحمولة بدلاً من التحدث مع بعضهم البعض. كما يشير غينس إلى أن 50 بالمئة من العائلات الفرنسية تستخدم هواتفها أثناء تناول الوجبات.

وشخص بعض الباحثين في مجال طب المخ والأعصاب بتشخيص الجيل الأصغر سنا بما يسمى بالـ "الخرف الرقمي"، ليس في فرنسا فقط، بل في جميع أنحاء العالم.

تقرير: سوزان كوردز

أعدته للعربية: دينا البسنلي