ترامب يود العودة بأمريكا إلى خمسينيات القرن الماضي
بينما يبدأ عام 2017 بتوقعات باستمرارية النهضة التقنية وحضارة التواصل بين العالم، يود الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" أن يعود بالعالم إلى خمسينيات القرن الماضي، بنصيحته بعدم إرسال الرسائل الهامة عبر الإنترنت والاعتماد على البشر في توصيلها.
فخلال احتفال ترامب بعشية العام الجديد في مقره في فلوريدا، وجه نصحه للمراسلين قائلاً أنهم إن كانوا يودوا إرسال رسائل هامة، فعليهم كتابتها على الورق وإرسالها عبر شخص أمين، مثلما كان العالم يفعل قديماً، فأجهزة الكمبيوتر والتواصل عبر الإنترنت لم يعد آمناً على الإطلاق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولنكون منصفين وعلى الرغم من تحيزنا للتطور والتقدم التقني، إلا أنه لا يمكن القول بأن ترامب كان مخطئاً كلياً. فلقد أصبح من الصعب جداً توفير الحماية الكاملة لكافة الأجهزة المتصلة بالإنترنت، خاصة بعد التطور الرهيب الذي يعيشه المخترقون الفترة الماضية، والتي أدت لأكثر من عملية اختراق كبرى عام 2016.
ولكن في الوقت نفسه، هل يعني اقتراح ترامب توفير أكبر قدر من التأمين للوثائق والرسائل الهامة؟
الإجابة هي لا بالتأكيد. فإرسال الرسائل الهامة عبر الأفراد يعني مزيداً من التدخل البشري، مما يعني وسائل اختراق أسهل، حيث يمكن شراء هؤلاء الأفراد أن استغلالهم هم لهذه الرسائل، خاصة أنه من السهل نسخ الأوراق المطبوعة أو نقل البيانات من على شرائح بطاقات الذاكرة وغيرها من وسائل الحفظ الرقمية.
فالحل يكمن إذا في تطوير إمكانيات صد هجمات المخترقين، فخلال الأعوام القليلة الماضية سبق المخترقون وسائل الحماية بخطوة أو خطوتين على الأقل، وهو الأمر الذي يدعو للقلق بكل تأكيد، ويدعو أيضاً الشركات المتخصصة في الحماية للعمل لا على اللحاق فقط بتقنيات المخترقين بل بسبقها بخطوات حماية أكبر وأكثر تعقيداً.