تحيز التقارب.. ما هو وكيف يؤثر على حياتك المهنية؟

مقالات ذات صلة

التحيز التأكيدي.. ما هو؟ وكيف يؤثر على قرارات العمل؟

كيف تغير مسار حياتك المهنية؟ إليك هذه النصائح

العقل الباطن.. ما هو؟ وكيف يؤثر على حياتك؟

تحيز التقارب هو ميل بشري طبيعي لتفضيل الأشخاص المنتسبين لأفكار الشخص ومعتقداته. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على تحيز التقارب وكيف يُمكن أن يؤثر على حياتك المهنية.

ما هو تحيز التقارب؟

تحيز التقارب هو ميل بشري طبيعي لتفضيل الأشخاص المنتسبين لأفكار الشخص ومعتقداته. قد يتجلى هذا في حياتك المهنية خلال اختيار الأشخاص المُقربين منك، مثل فرد يشاركك هواياتك المفضلة، أو عناصر خارجة عن إرادتك، مثل شخص نشأ في ظروف مشابهة لك. قد تجعل التجارب المشتركة من السهل تكوين روابط مع هؤلاء الأفراد.

لكن، من ناحية أخرى، إذا أدت هذه الروابط إلى اتخاذ قرارات بناءً على أوجه التشابه هذه، مثل اختيار صديق للانضمام لفريقك بدلاً من زميل عمل أكثر تأهيلاً، فقد يكون لذلك تأثير سلبي.

قد يؤثر تحيز التقارب عليك عندما تتفاعل بشكل إيجابي فقط مع الموظفين الآخرين الذين تربطك بهم روابط مشتركة. قد يؤثر تحيز التقارب على قرارات المحترف المهنية. من أمثلة تحيز التقارب في الحياة المهنية ما يلي:

• تحيز التقارب في التوظيف: يقود مدير موارد بشرية عملية التوظيف في شركة ما وقد وصل إلى مرحلة استئناف الفرز. يتقدم خمسة عشر مرشحًا لهذا المنصب، لكن المحترف المسؤول عن التوظيف لديه الوقت فقط لمقابلة خمسة. عند تحليل السير الذاتية للمرشحين، يصادف مدير الموارد البشرية سيرة ذاتية من موظف التحق بالجامعة نفسها التي التحق بها أخصائي التوظيف. يمكن أن تساعد هذه التجربة المشتركة في تكوين اتصال بين مدير الموارد البشرية وهذا المرشح، وقد تجعل المسؤول أكثر عرضة لاختيار هذا المرشح كأحد الخيارات الخمسة.
• التحيز في التقارب في الترقيات: يتلقى قائد فريق ترقية، مما يؤدي إلى توافر وظيفة شاغرة لموظف إدارة مبتدئ جديد. تقوم الشركة بالتوظيف من الداخل وتكلف الموظف الذي تمت ترقيته باختيار بديله. كقائد فريق، يكون هذا الشخص قد قام بتكوين روابط شخصية مع مختلف موظفيه، مثلًا قد يكون شارك موظف واحد العديد من الهوايات المفضلة للمسؤول الذي تمت ترقيته، الأمر الذي سمح لهم ذلك بتكوين علاقة شخصية قوية خارج الروابط المهنية. هنا يظهر تحيز التقارب عندما يختار المسؤول الشخص الذي تقارب معه حتى وإن كان هناك آخرون أفضل منه.

أهمية التعرف على تحيز التقارب

هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الهام أن تتعلم كيف تحدد وتبذل جهدًا واعيًا للتعرف على تحيز التقارب وتصحيحه.

أولاً وقبل كل شيء، يُعدّ التعرف على تحيز التقارب هو أول خطوة نحو تصحيح الأمر. سواء كان ذلك في العمل أو المنزل، فإن معرفة كيف تؤثر التحيزات اللاواعية على سلوكنا واتخاذنا للقرار يمكن أن يساعدنا في أن نكون مدركين لكيفية تعاملنا مع من حولنا. من الأسباب التي تجعل التحقق من تحيزك في التقارب هامًا ما يلي:

• يمكن أن يؤدي تحيز التقارب إلى قرارات سيئة: إذا كنا نحب أو نثق في الأشخاص الذين هم مثلنا فقط، فقد نفشل في التفكير في جميع الخيارات، مما قد يؤدي في النهاية إلى قرارات سيئة. تدعم العديد من الدراسات أهمية التنوع. من المرجح أن تتفوق الشركات الأعلى تنوعًا بين الجنسين بنسبة 25٪ على أقرانها.
• تحيز التقارب يمكن أن يتسبب في تفويتنا لتجارب جديدة مفيدة: إن إحاطة أنفسنا بمعتقدات وخلفيات مختلفة يمكن أن يمنحنا تجارب جديدة ومثيرة ومفيدة.
• خلق الخلافات والانقسام والصراع: إن وضع ثقتنا وتعاوننا فقط مع من هم مثلنا يؤدي إلى الإقصاء والتمييز. يمكن أن يتسبب هذا في شعور أقرانك بالتقليل من التقدير وعدم الاحترام. يمكن أن تتراكم هذه المشاعر السلبية لتسبب الانقسام والصراع داخل فريق أو منظمة.
• كبح الإبداع: وفقًا للدراسات الحديثة، فإن تحيز التقارب والتشابه بين جميع العاملين في مكان ما ليس أمرًا جيدًا لتنمية الإبداع. تعريض أنفسنا لثقافات مختلفة وطرق تفكير مختلفة يغير أفكارنا ويُطورها، ويعزز الإبداع وتطوير القدرة والابتكار في حل المشكلات.

نصائح لتجنب تحيز التقارب في العمل

غالبًا ما تتم مناقشة تحيز التقارب عند التوظيف، ولكن يمكن أن يحدث هذا الأمر على أي مستوى من مستويات المؤسسة في أي وقت. قد يحدث تحيز التقارب مع الجميع، ولا يعني ذلك أنك شخص سيء. إن حقيقة أنك تسعى للحصول على معلومات حول كيفية التعامل مع هذا الأمر وتصحيحه تدل على أنك تتخذ خطوات في الاتجاه الصحيح. مما يُمكنك فعله لتجنب تحيز التقارب ما يلي:

• اسأل نفسك الأسئلة الصعبة: عندما تجد نفسك تنجذب نحو شخص ما في العمل، توقف واسأل نفسك عن السبب. هل هذا لأنهم يشاركونك اهتماماتك أو صفاتك؟ هل تنظر فقط في أفكار أولئك الذين يفكرون بالفعل مثلك؟ إذا كنت تحصل على مدخلات من زملائك، فاسأل نفسك من تقدر أكثر ولماذا.
• استمع: استمع حقًا إلى ما يقوله الآخرون، حتى لو كنت تختلف معهم. لن يساعدك ذلك على فهم وجهة نظرهم فحسب، بل سيُظهر لهم أيضًا أنك تحترمهم كأفراد. لا تتجاهل ما يقولونه تلقائيًا لأنك تنظر إليهم على أنهم مختلفون.
• ابحث عن التنوع والآراء المختلفة: سيكون عليك أيضًا أن تبذل جهدًا واعيًا للبحث عن الأشخاص الذين لديهم آراء مختلفة عنك. سيساعدك هذا على توسيع منظورك الخاص وتجنب الوقوع في فخ الاتفاق مع الأشخاص الذين يفكرون مثلك.
• لاحظ أوجه التشابه: انتبه إلى السمات أو السلوكيات المشتركة بينك وبين الآخرين داخل الشركة. إذا لاحظت عنصرًا مشتركًا يحتفظ به جزء كبير من زملائك في العمل، أو في المجموعات التي تختار العمل معها أو توفير فرص لها، فقد يُظهر هذا تحيزًا في التقارب. افحص عملية تفكيرك عند تحديد من تعمل معه أو من ستعينه للمشاريع لتحديد ما إذا كانت اختياراتك تستند إلى الجدارة فقط أو ما إذا كانت ارتباطاتك الإيجابية تؤثر على اتخاذك للقرار.
• ابحث عن آراء خارجية: يُمكنك أيضا أن تتحدث مع محترفين آخرين تثق بآرائهم. توفر لك مشاركة المعلومات حول موقف أو موظف مع شخص آخر لا يشاركك نفس اتصالاتك مع الموظف منظورًا جديدًا. نظرًا لأنهم يفتقرون إلى صلاتك بالفرد المعني، فقد يسمح ذلك لهم بتقديم رأي أكثر حيادية.