تحسن ملحوظ في جودة الهواء بالاتحاد الأوروبي وتحديات تواجه الدول النامية
نشرت مجلة "Our World in Data" مقالًا استعرضت فيه جودة الهواء في دول ذات دخل مرتفع ومتوسط، حيث تبين أن الدول الغربية أصبحت تتنفس هواء أنظف من أي وقت مضى منذ بداية التحضر، وفقًا لما نقله موقع Good News Network. وتركز المقالة على غازين ملوثين أساسيين: ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكسيد النيتروجين (NOx)، اللذان ينبعثان من حرق الفحم ومحركات السيارات.
ويؤدي تدهور جودة الهواء إلى فقدان ملايين السنين من الحياة بسبب أمراض التنفس والقلب. انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت تنتج أساسًا من حرق الفحم في المناطق الحضرية. ومع التراجع الكبير في استخدام الفحم في الغرب، شهدت هذه الانبعاثات انخفاضًا ملحوظًا. بينما لا تزال الدول ذات الدخل المتوسط مثل الصين والهند تعتمد بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، ولكن هناك أمل في تحسن الوضع البيئي هناك أيضًا.
على الرغم من انخفاض استهلاك الفحم في المملكة المتحدة،تقدم الولايات المتحدة والصين أمثلة على كيفية التعامل مع انبعاثات الكبريت من محطات الفحم. على سبيل المثال، في عام 1990، أطلقت الولايات المتحدة مخططًا لتنظيم انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، مما أجبر محطات الفحم على استخدام تقنيات لتقليل الانبعاثات أو دفع غرامات. أدت هذه الاستراتيجية إلى تقليل الانبعاثات بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة تقارب 80% بحلول عام 2010.
تحديات تلوث الهواء في الدول النامية
وفي المقابل، تعاني العديد من المدن في الدول النامية مثل دلهي ودكا وأكرا من تلوث هواء شديد، مما يؤدي إلى ملايين الوفيات المبكرة سنويًا بسبب تأثيره الكبير على الصحة. وفقًا لموقع Our World in Data، تشير التوقعات إلى أن الدول النامية قد تستغرق مئات السنين لتحقيق نفس المستوى من التحسن في جودة الهواء الذي شهدته الدول المتقدمة.
ورغم أن تحسن جودة الهواء سيحدث بشكل تدريجي في جميع الدول، فإن الدول النامية تواجه تحديات إضافية قد تجعل هذا التحول يستغرق وقتًا أطول. اليوم، لدينا تقنيات متطورة وفهم أعمق لكيفية معالجة تلوث الهواء مقارنة بالماضي. وإذا اعتمدت الدول السياسات والتدخلات المناسبة، فإنها يمكن أن تسرع هذه العملية بشكل كبير. ومن خلال النظر في كيفية تحسين جودة الهواء في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يمكن للدول الأخرى تعلم طرق أكثر فعالية لتحقيق نفس التحسن بشكل أسرع.
فيما نشرموقع curia rationum تقريرًا يشير إلى أنه في العقدين الماضيين، شهدت انبعاثاتتلوث الهواء انخفاضًا ملحوظًا، مما ساهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء. بين عامي 2005 و2022، تراجعت الوفيات المرتبطة بالجسيمات الدقيقة (PM2.5) في الاتحاد الأوروبي بنسبة 45%، مما يقرّب الاتحاد الأوروبي من تحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، وفقًا لخطة عمل "صفر تلوث". ورغم هذا التحسن، يظل تلوث الهواء يشكل أكبر تهديد بيئي يؤثر على الصحة في أوربا. .
ن.ف.د