تحذير أممي من "مجاعة وشيكة"تهدد مليونين من سكان راخين في ميانمار
حذرت وكالة الأمم المتحدة للتنمية في تقرير جديد من أن ولاية راخين في ميانمار، موطن أقلية الروهينغا الغارقة في الصراع بين القوات الحكومية وجماعة عرقية قوية، على وشك مواجهة مجاعة حادة. وحذرت الأمم المتحدة أمس الخميس السابع من نوفمبر / تشرين الثاني 2024 من أن ولاية راخين -التي تشكل إحدى أفقر ولايات بورما (ميانمار)- باتت "على شفا كارثة غير مسبوقة"، مبدية قلقها خصوصا على أكثر من مليوني نسمة مهددين بالمجاعة. وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير إن "ولاية راخين على شفا كارثة غير مسبوقة. ثمة عاصفة تلوح في الأفق بسبب سلسلة عوامل مترابطة" تهدد بدفع السكان "الضعفاء جدا" نحو "الانهيار في الأشهر المقبلة".
واستنادا إلى بيانات جُمعت عامي 2023 و2024 ومقابلات -أجريت مع أشخاص من المجتمع المدني والقطاع الخاص ومنظمات غير حكومية وسواها- يصف التقرير اقتصادا "توقف عن العمل مع وجود قطاعات حيوية شبه متوقفة مثل التجارة والزراعة والبناء".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويرتبط هذا الوضع خصوصا بالقيود المفروضة على دخول البضائع إلى الولاية من بقية أنحاء البلاد ومن بنغلادش المجاورة، وبانخفاض الإنتاج الزراعي، على خلفية تصاعد القتال بين جماعات عرقية متمردة والمجلس العسكري الحاكم منذ عام 2021.
وشدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن ولاية راخين "قد تواجه مجاعة حادة وشيكة"، مشيرا إلى أن الإنتاج الغذائي المحلي لن يكون قادرا إلا على تغطية 20% من الحاجات بحلول مارس / آذار وأبريل / نيسان 2025.
ولفت إلى أن إنتاج الأرز "ينهار" مع وجود 282 ألف طن في عام 2023 تتيح تغطية 60% من حاجات السكان، وتوقعات بوجود 97 ألف طن في عام 2024، وهو ما يكفي لـ 20% من السكان. وفي الوقت نفسه فإن التجارة بهذا العنصر الغذائي الأساسي باتت "في طريق مسدود تقريبا" وهو ما يمثل تهديدا "بالمجاعة لأكثر من مليوني شخص" من أصل حوالى 2,5 مليون نسمة.
وقد تدهور الوضع خصوصا منذ نوفمبر / تشرين الثاني 2023، عندما امتد الهجوم الذي شنته مجموعات من الأقليات العرقية ضد الجيش البورمي إلى ولاية راخين، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشار التقرير إلى سلسلة من التطورات المتداخلة بما في ذلك القيود المفروضة على البضائع من أماكن أخرى في ميانمار وبنغلاديش المجاورة، وغياب الدخل للسكان، والتضخم المفرط، وانخفاض إنتاج الغذاء بشكل كبير، ونقص الخدمات الأساسية وشبكة الأمان الاجتماعي. يشار إلى أن ميانمار ذات الأغلبية البوذية لطالما اعتبرت أقلية الروهينغا المسلمة "بنغاليين" من بنعلاديش على الرغم من أن عائلاتهم تعيش في البلاد منذ أجيال. وقد تم حرمانهم جميعا تقريبا من الجنسية منذ عام 1982.
ع.م / و.ب (أ ف ب ، أ ب)