بلاتر وبلاتيني ضد الأمير علي.. هكذا جرى سيناريو انتخابات الفيفا
شهدت الأشهر الأخيرة أحداث مثيرة في محيط عالم كرة القدم، أبرزها ما حصل داخل منظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، سواء بأزمة تحقيقات الفساد التي طالت عدد كبير من مسؤوليها بسبب تهم رشاوي وتلاعب بالنتائج وابتزاز وتزوير، وصولاً إلى انتخابات الفيفا التي فاز بها السويسري جوزيف بلاتر للمرة الخامسة على التوالي على حساب الأمير الأردني علي بن الحسين.
في الشارع العربي بشكلٍ عام والأردني بشكلٍ خاص لا يهتم الكثير بأمر التحقيقات والأغلبية لا تقرأ الأخبار حول ذلك، لكنهم تفاعلوا بشكلٍ كبير مع انتخابات المنظمة الأكبر في عالم كرة القدم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سبب ذلك الاهتمام هو تواجد الأمير العربي الأردني علي بن الحسين في الانتخابات، ضد الرئيس السابق بلاتر، والذي فاز بها الأخير بعد انسحاب الأول من الجولة الثانية بسبب تأخره في الأولى.
لكن السؤال الذي يدور في ذهن الكثير داخل ذلك الشارع : كيف خسر الأمير علي رغم أن قارة أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية تدعمه ؟، وهل هنالك اتفاق بين أكبر داعميه الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، والمرشح للبقاء على كرسي رئاسة الفيفا – والذي بقي - السويسري جوزيف بلاتر ضد الأمير علي ؟.
هنالك سيناريو قد يكون واضحاً بنسبة كبيرة، هو اتفاق فعلي حدث بين بلاتيني وبلاتر ضد الأمير الأردني، حيث يجعل الأول رئيساً مستقبلياً للفيفا، ويخرج الثاني مرفوع الرأس، والثالث خالي الوفاض.
لكن كيف حدث ذلك ؟، الإجابة نلخصها بهذا السيناريو :
بلاتر : الخروج منتصراً
الحل أمام بلاتر كان البقاء ودخول الانتخابات، ومن ثم إعلان الاستقالة بعد فترة من الزمن سواء قصيرة أو طويلة، لكن لماذا؟، لأن السويسري كان يعيش في تلك الفترة تحت اتهامات الفساد والرشاوي وغيرها من الأمور.
والحل الوحيد ليخرج منتصراً وبريئاً هو دخول الانتخابات والفوز بها، كي يوجه رسالة للمتهمين مفادها "لقد فزت بجدارة على من يحارب الفساد – الأمير علي ومناصريه-، فكيف تتهموني بالفساد؟!".
وبعد فترة يعلن استقالته وحدث ذلك بالفعل، كي يبتعد عن تلك المشاكل ويعيش في حالة استقرار، ويزيل عنه تهم الفساد بحجة أن أغلبية رؤساء الاتحادات قام بدعمه.
بلاتيني : المنتصر المستقبلي
كان إلزاما على بلاتيني الابتعاد عن الانتخابات الأولى للفيفا، حتى لا يكون منافساً لبلاتر من أجل مصلحة الأخير كمان ذكرنا سابقاً، وفي الوقت ذاته لا يؤثر على نفسه من حيث "التسويق والدعاية" في حال دخل انتخابات ثانية بعد رحيل بلاتر والإبقاء على قوة أسهمه بدلاً من إضعافها بالخسارة.
وفي الوقت ذاته الوقوف بجانب الأمير علي "المحارب لفساد بلاتر"، يوجه خلالها رسالة للناخبين تتضمن "أنا في طريق محاربة فساد بلاتر، وأحمل أفكار الأمير علي، فيجب انتخابي" علماً أنه كان من أكبر الداعمين للأمير الأردني وكل ذلك ظهر أنه مجرد أمر شكلي لكن بأهداف أخرى.
الأمير علي : الضحية
في المرة الماضية عندما دخل الأمير علي الانتخابات لم يحدث ذلك بتخطيط مدروس، بل جاء بشكلٍ مفاجئ ورغم ذلك أوهمه الجميع بأنه سينتصر على الفساد وعلى بلاتر.
لكن بعد الخسارة ومعرفة أن القارة الأوروبية لم تقف معه أصبح الأمر في الانتخابات الثانية يحتاج لدراسة أعمق من الأولى، ويبدو أن نتائج الدراسة أظرهت له أنه كان مجرد "ضحية" في فيلم الفيفا الذي صنعه بلاتر وبلاتيني كي يخرج السويسري مرفوع الرأس ويصبح الثاني رئيساً للفيفا بسهولة تامة.
للمزيد: تحليل 360: بالصورة .. أتلتيكو مدريد مؤهل للفوز ببطولة كبيرة الموسم المقبل