بعد وفاتها.. من هي سهير ترك الزوجة الأخيرة لفريد شوقي؟
شيعت جنازة سهير ترك من مسجد الكواكبي
كانت قصة سهير ترك، الزوجة الخامسة والأخيرة لأسطورة السينما المصرية، فريد شوقي، من أكثر القصص البارزة في عالم الفن والأضواء، كمثال للحب الهادئ والدعم الثابت.
من هي سهير ترك؟
سهير الترك، التي اختارت البقاء بعيدة عن الأضواء، كانت السند والملهم لفريد شوقي لمدة 28 عاما هو عمر زواجهما، وظلت إلى جانبه حتى وفاته في عام 1998.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولدت سهير في مصر، وعلى الرغم من كونها بعيدة عن الوسط الفني، إلا أنها كانت الركيزة التي استند عليها شوقي في حياته الشخصية والمهنية.
وتزوج الثنائي في عام 1970، وأنجبا اثنتين من البنات، عبير ورانيا فريد شوقي، اللتان واصلتا مسيرة والدهما في الفن.
يُذكر فريد شوقي بألقاب عديدة، منها "ملك الترسو" و"وحش الشاشة"، لكن في قلب منزله، كان "أبي البنات"، الأب الحنون الذي يعشق بناته ويضعهن فوق كل اعتبار، وقد كان لسهير دور كبير في توفير الحب والاستقرار لهذا العملاق الفني.
الحياة بعيدًا عن الأضواء
على الرغم من أن سهير ترك لم تكن نجمة سينمائية مثل زوجها، إلا أنها كانت نجمة في حياته الخاصة، كانت معروفة بذكائها وحسن تدبيرها لشؤون الأسرة، مما سمح لفريد شوقي بالتركيز على مسيرته الفنية دون قلق.
كانت سهير ترك الزوجة الخامسة للفنان الراحل فريد شوقي تتمتع بشخصية قوية ومستقلة، وكانت تعتبر العمود الفقري للأسرة، وهو ما أكسبها احترام وتقدير زوجها.
قصة حب سهير ترك وفريد شوقي
على الرغم من فارق العمر بينهما، إلا كان للقدر كلام آخر، فخلال عرض فريد شوقي مسرحية "الدلوعة" لفرقة نجيب الريحاني مع الفنانة نيللي في الإسكندرية، خطفت سهير ترك قلبه من أول لقاء.
فيقول فريد شوقي في أحد اللقاءات الإعلامية: "هي التي رأتني أولا، كنت عامل موسماً صيفيا كبيراً في ذلك الوقت، بعد ما انتهيت من المسرحية وجدت سيدة تصافحني وتقوم بتهنئتي بالرواية، كان هذا أول لقاء بيننا في سنة 1968".
وتابع: "كنت سيدة محترمة ومعجبة وفي نفس الوقت حلوة فقررت وأن أمثل عليها دور الاحترام بعد أن عاملتني باحترام، فكنت عين في النار وعين في الجنة، ولا أعرف ماذا أفعل، وبعد ذلك بدأنا الكلام على الهاتف معجبة عن الأفلام".
وعن ما لفت نظره في أول لقاء جمعهما أكد فريد شوقي أن ما جذبه لزوجته هو حبه الجمال والذوق والمظهر في الست سواء كان في الملابس أو الحديث.
وأضاف: "حديثها معي كمعجبة لم يكن فيه الميوعة ولا الفجاجة ولا قلة الأدب، كانت معجبة فعلاً بالأفلام والتمثيل، لاسيما أنها كانت تعلم أني رجل متزوج، وكان هذا ما أعجبني بها، فكانت علاقتنا من خلال الهاتف تتحدث عن الأفلام وتعاتبني إذا كان فيلم سيئا".
وعن تحول علاقتهم من الإعجاب إلى الحب والزواج، فقال فريد شوقي: "كانت علاقتنا قائمة على الإعجاب فقط، ولم تتحول إلا بعد انفصالي عن زوجتي السابقة هدى سلطان، وقتها أصبحت وحيداً وأنا رجل أحب الأسرة والبيت والأولاد، فعشت فترة الطلاق وحيداً وأنا أخاف من الوحدة، وفي ذلك الوقت جلبت أمي وعمتي للعيش معي".
واستكمل قصته قائلا: "كنت أريد الاستقرار وأريد الزواج وأريد متابعة عملي الذي أهملته بعد طلاقي، بالصدفة والدي توفي، فجاءت سهير ترك مع والدها لتعزيتي في مكتبي، فجأة بدون سابق إنذار ولا تفكير في لاحظتها قولت لها أريد أن أراكي غداً، وفي أربعين والدي طلبت منها الزواج".
وتروي سهير ترك قصة حبها مع فريد شوقي: "رأيت أغلب أفلامه القديمة، وكان أول مرة أراه شخصيا عندما رأيته على المسرح، كنت أتعامل معه على أنه فنان كبير ومعجبة بأعماله، ولم يخطر في بالي إنني سأرتبط به".
وأردفت: "شعرت بالدهشة عند عرضه الزواج عليا بعد وفاة والده كنت اعرف أنه رجل متزوج وكان في ذلك الوقت ينشر في الصحف أن هناك خلافات بينه وبين زوجته ويحصل انفصال ويرجع لها ثانياً".
وتابعت سهير ترك: "سألته إذا كان سيرجع لزوجته السابقة وأن الخلافات ستنتهي، ولكن قال إن موضوعه معها انتهي، وبعد ذلك ذهبت إلى عزاء أربعين والده، وتعرفت على عائلته وتزوجنا بعد ذلك".
دورها في الحياة الفنية لفريد شوقي
على الرغم من أن سهير ترك لم تظهر أمام الكاميرا، إلا أن دورها في حياة فريد شوقي الفنية كان واضحًا. كانت مستشارته وناقدته الأولى، وكثيرًا ما كان يعتمد على رأيها في اختيار الأدوار والأعمال الفنية.
فكان لها دوراً في اختيار تأليف فيلم "كلمة شرف" الذي طرح في السينمات عام 1973، وبعد اعجاب فريد شوقي بما فعلته، منها مكافأة "5 جنيهات" على سبيل المزاح.
فكانت سهير ترك دورا مهما في حياة فريد شوقي فكانت تشاركه النجاحات وتدعمه في الأوقات الصعبة، وكانت مصدر إلهام لبعض من أشهر شخصياته التي قدمها على الشاشة.
الإرث والذكرى
بعد وفاة فريد شوقي، استمرت سهير ترك في الحفاظ على إرثه وذكراه. كانت تشارك في الفعاليات التي تكرم زوجها وتحرص على أن تظل ذكراه حية في قلوب محبيه.
وفي آخر ظهور لها عام 2022، مع الإعلامي محمود الليثي في عيد الأم، دافعت عن زوجها الراحل فريد شوقي وأنه لم يكن شخصاً سيئا أو كان "بتاع ستات" على حد وصفها، وأنها كانت تتعامل مع ملاحقة المعجبات له ببرود وهدوء أعصاب لأن الأمر ليس لديه ذنب فيه.
وفاة سهير ترك
وأعلنت الفنانة ناهد السباعي في الساعات الأولي من صباح اليوم الخميس 21 مارس 2024، عن وفاة زوجة جدها فريد شوقي، ووالدة خلاتها رانيا وعبير فريد شوقي، بعد صراع كبير من المرض، وشيعت جنازتها من مسجد الكواكبي بعد صلاة الظهر، إلى مثواها الأخير بمقابر العائلة.