بعد واقعة القبطانة كارولا.. ما الذي يحمله المستقبل لمنظمة "سي-ووتش"؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 10 يوليو 2019
مقالات ذات صلة
انطلاق المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في أبو ظبي
وفاة محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك
ما هو الهاتف الذي يحمل أفضل شاشة؟

لطالما كانت (سي-ووتش) شوكة في خصر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني ، الذي اتهم مرارًا وتكرارًا عمال البحث والإنقاذ التابعين للمنظمات الأهلية ليس فقط بتشجيع المتاجرين بالبشر بل ودعمهم أيضاً.

لذلك لم يكن من الغريب أن تعتقل السلطات الإيطالية كارولا راكيته (31 عامًا )، قبطانة سفينة (سي ووتش) بعد تحديها للحظر المستمر الذي فرضته إيطاليا على السماح لسفن الانقاذ مثل (سي ووتش 3 ) بدخول مياهها ومرافئها وإنزال من تم إنقاذهم. السلطات الإيطالية احتجزت السفينة واعتقلت راكيته بتهمة تجاوزها لسفينة عسكرية إيطالية، حتى أن سالفيني اتهم قبطانة السفينة بارتكاب "عمل من أعمال الحرب"، كما حدث أثناء مناورة راكيته لسفينة حرس السواحل الإيطالية والالتحام معها، فيما صُدم زورق شرطة إيطالي آخر.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ومع ذلك ، قضت محكمة إيطالية بعد عدة أيام من احتجاز القبطانة الألمانية بأنها لم تتصرف ضد القانون لأنها كانت تقوم بواجبها كقبطان في البحر وتنقذ أرواحاً بشرية، وبالتالي ألغت أمر الإقامة الجبرية ضد راكيته.

وعلى الرغم من أنها لم تعد قيد الاعتقال والإقامة الجبرية، إلا أن كارولا راكيته لا يمكنها مغادرة إيطاليا في الوقت الحالي، حيث يتم التحقيق معها بشكل منفصل بتهمة المساعدة في الهجرة غير النظامية. من غير المرجح أن تغادر راكيته إيطاليا قبل ذلك، وفقًا لمحاميها. فقضيتها ستُعرض على المحكمة وسيتم استجواب قائدة السفينة في جلسة استماع خاصة في الـ18 تموز/يوليو الجاري.

ومع بقاء سفينة (سي-ووتش 3 ) قيد المصادرة في أحد موانىء جزيرة صقلية وبقاء راكيته داخل إيطاليا غير قادرة على المغادرة بسبب استمرار التحقيقات معها، ما هي الخطوة التالية بالنسبة للمنظمة غير الحكومية؟

تهديدات بالقتل قبل جلسة المحكمة

أصبحت راكيته عنواناً ولافتة سواء للطرف المناصر لحقوق المهاجرين أو للجماعات التي تعارض بشدة الهجرة غير الشرعية. بالنسبة للبعض، هي بطلة، فيما يراها آخرون شريرة خاطرت بحياة مسؤولي إنفاذ القانون الإيطاليين الذين كانوا على الزورق الذي حاول منعها من الرسو عنوة.

تحدثت تقارير عن وجود تهديدات لقتل كارولا راكيته، والتي كان من الواضح أنها يجب أن تؤخذ على محمل الجد بالقدر الكافي الأمر الذي اضطر القبطانة الألمانية إلى الاختباء قبل أقل من أسبوع من جلسة المحكمة، وفقًا للمتحدث باسم منظمة ( سي ووتش) روبن نيوباور.

مساعٍ لإيجاد طريق بديلة للعودة إلى العمل

في هذه الأثناء، طالبت منظمة (سي ووتش) بالإفراج عن سفينتها المحتجزة لدى السلطات الإيطالية حتى تتمكن من مواصلة عملياتها، حيث يستمر غرق المهاجرين خلال محاولاتهم لعبور البحر الأبيض المتوسط.

على تويتر نشر موقع منظمة سي ووتش صورة لعمليات نقل ضحايا سكن لاجئين قرب طرابلس الليبية نتيجة قصف أودى بحياة عشرات المهاجرين.

تقول المنظمة إنها ستبدأ البحث عن سفينة أخرى لمواصلة عمليات البحث والإنقاذ. ومع تقديم أكثر من مليون يورو (1.1 مليون دولار) لمساعدة كارولا راكيته تم جمعها من ألمانيا وحدها (بالإضافة إلى ما يقرب من 500000 يورو جمعت في إيطاليا)، فإنه من المفترض أن تكون المنظمات غير الحكومية قادرة على إيجاد وتمويل حلول جديدة تكفل الحفاظ على استمرار عملياتها.

وخلال مؤتمر صحفي في برلين، قال المتحدث باسم منظمة ( سي ووتش) نيوباور، إن الأموال ستستخدم بالفعل لتمويل مهام الإنقاذ المستقبلية. وقبيل إطلاق سراح كارولا راكيته، قالت ممثلة منظمة سي ووتش لهيئة الإذاعة الكندية CBC إنه وبغض النظر عن العواقب القانونية، فإن المنظمة ستواصل العمل لإيجاد سبل لإنقاذ الأرواح في البحر الأبيض المتوسط، وأضافت: "نحن ملتزمون بالقوانين ونحترمها، كما أننا ملتزمون بواجبنا الإنساني، وسنواصل القيام بهذا العمل."

سرتان ساندرسون/ع.ح