بعد فوزه باللقب.. هل تنصف جماهير كرة القدم نادي ليفركوزن العريق؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الإثنين، 15 أبريل 2024
مقالات ذات صلة
هل تغيب الجماهير عن ملاعب كرة القدم المصرية مرة أخرى؟
جماهير ميسي تصفه بالمحسود بعد فوزه بالكرة الذهبية للمرة السابعة
دولة أوروبية تُعلن عودة مباريات كرة القدم بها بحضور جماهيري

منذ 2018 يشغل الإسباني فرناندو كارو منصب المدير الإداري لنادي باير ليفركوزن الذي يلعب في الدوري الألماني الممتاز. وفي حوار صحفي قال العداء في مسافة 3000 متر: "نحن لسنا نادي الحبوب الطبية، أو نادي لكبار المانحين، نادٍ تقليدي بنسبة 100 بالمائة". وأضاف كارو أن النادي سيحتفل صيف هذه السنة بعيد ميلاده الـ120. وبالفعل فتاريخ نادي باير ليفركوزن أطول من تاريخ بعض الأندية الأخرى في الدوري الألماني الممتاز كبوروسيا دورتموند (الذي تأسس عام 1909) أو المنافس اللدود إف سي كولونيا ( الذي تأسس عام 1948).

نادي رياضي عريق بتخصصات متعددة

في فاتح يوليو/ تموز عام 1904 قام فريدريش باير وشركاؤه سابقًا في ليفركوزن بجمع التوقيعات من موظفي الشركة حيث تم تأسيس ناد رياضي متعدد التخصصات يحمل اسم "توران أند غيمس" التابع لشركة "فاربن فابريكن". وبعد مرور ثلاث سنوات، صار لدى النادي الرياضي التابع للشركة أيضًا فريق لكرة القدم. تم افتتاح ملعب ليفركوزن عام 1958. وفي عام 2009 تم توسيعه وتحويله إلى مجمع كبير متعدد الوظائف يضم فندقًا وقاعات اجتماعات. ويتسع ملعب "باير أرينا" لحوالي 30 ألف متفرج.

من الهواية إلى الاحتراف

منذ عام 1949 بدأ النادي يتعاقد مع لاعبين في صفوفه، وكانوا يحصلون على مكافآت مقابل اللعب. غير أنه حينها لم يكن هناك حديث عن المحترفين. ففي النصف الثاني من السبعينيات، كان لاعبو الفريق يعملون ثلاث إلى أربع مرات في الصباح في مصنع باير. لكن الأمر تغير بعد مرور سنوات. وتقدر القيمة السوقية لفريق المدرب الناجح تشابي ألونسو حاليًا بحوالي 600 مليون يورو. وتصل قيمة عقد اللاعب فلوريان فيرتس، البالغ من العمر 20 عاما، وحده بـ 110 ملايين يورو. في ألمانيا، فريق بايرن ميونيخ فقط هو الذي تبلغ قيمته أعلى من فريق ليفركوزن: حوالي 930 مليون يورو.

لا تقتصر أنشطة شركة "باير AG" على الرياضة فقط. وتعد الشركة واحدة من أكبر عشر شركات غير حكومية راعية للرياضة في ألمانيا، ويشمل ذلك رياضات النخبة أو الرياضات الشعبية والرياضات لذوي الاحتياجات الخاصة. ووفقا لشركة "باير AG" فقط فاز رياضيو باير ليفركوزن بحوالي 70 ميدالية في الألعاب الأولمبية، و90 في الألعاب البارالمبية وأكثر من 200 في بطولة العالم. ويعد أنجح نادي ألعاب قوى في ألمانيا.

قيادة استثنائية لمالكي نادي ليفركوزن

رغم أن مجموعة باير لم تنشر المبلغ الدقيق الذي تساهم به في النادي، لكن المبلغ يقدر بحوالي 25 مليون يورو سنويًا، لكن لم يتم تأكيد هذا المبلغ. ومنذ عام 1999، تم إسناد الفرق الاحترافية للرجال والسيدات إلى شركة "باير 4 ليفركوزن GmbH" التي يعمل داخلها حوالي 300 شخص. وتملك شركة "باير AG" جميع الأسهم: ستة بالمائة بشكل مباشر والباقي من خلال شركة تابعة. ولهذا السبب فإن المجموعة غير ملزمة بنشر البيانات المالية السنوية لقسم كرة القدم.

ومن بين الاستثناءات لدى باير ليفركوزن مقارنة بالأندية الأخرى هو السماح للشركة المالكة باحتكار كل أسهم النادي خلافا للقاعدة المطبقة فعليًا في كرة القدم الألمانية. والهدف من وراء تلك القاعدة الحيلولة دون سيطرة كبار المستثمرين على الأندية. تحصل الأندية على ترخيص اللعب في البطولة فقط إذا كان لدى "النادي الأم 50 بالمائة من أسهم التصويت بالإضافة إلى حصة تصويت إضافية واحدة على الأقل" في الاجتماعات. وتنطبق الاستثناءات فقط على باير 4 ليفركوزن و فريق فولفسبورغ بطل ألمانيا عام 2009 التابع لشركة السيارات الألمانية فولكس فاغن.

تزايد شعبية النادي .. لكن!

ومن المرجح أن الدور الخاص الذي يلعبه ليفركوزن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعله حتى الآن على الأقل، ليس من بين أندية كرة القدم الألمانية الأكثر شعبية. ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ورغم الأداء المتميز للنادي، فقد تبوأ الصف الثاني عشر فقط في الاستطلاع في صفوف جماهير كرة القدم. لكن الأمر بدأ يتغير هذه السنة. ففي الموسم الحالي حطم النادي حاجز الـ 40 ألف عضو. لكن بالمقارنة مع أكثر من 300 ألف عضو في نادي بايرن ميونخ، الحامل للرقم القياسي في الفوز بالدوري الألماني، يبدو العدد قليلا. وما يغزز هذا الانطباع هو أن عدد سكان مدينة ليفركوزن يصل إلى حوالي 170 ألف شخص.

والآن نجح فريق باير ليفركوزن في تحقيق إنجاز كبير بحصوله على أول لقب للدوري الألماني لكرة القدم في تاريخ النادي. لكن رغم ذلك فإن الرحلة لم تنته بعد. ويقول رئيس النادي فرناندو كارو إنه يريد استغلال كل الإمكانات والخبرات التي جمعها في السنوات الأخيرة في المستقبل، ويضيف أن الجميع في ليفركوزن يضعون هدفا واحدا أمام أعينهم، وهو "النجاح قدر الإمكان في الرياضة".

أعده للعربية: عبد الرحمن عمار