بعد فالنسيا.. الفيضانات تغرق برشلونة وتشل حركة الطيران
في تطور مأساوي جديد يضرب شرق إسبانيا، تشهد مدينة برشلونة حالة تأهب قصوى إثر فيضانات عارمة اجتاحت المدينة، في امتداد للعواصف المدمرة التي ضربت المنطقة الأسبوع الماضي، مما دفع السلطات المحلية لإعلان حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات استثنائية.
فيضانات برشلونة
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية في بيان عاجل لها بإصدار تحذير أحمر من هطول الأمطار الغزيرة على طول ساحل برشلونة، مشيرة إلى وجود "خطر شديد" يستدعي من المواطنين البقاء في منازلهم وتجنب السفر إلا للضرورة القصوى.
وقد تم إرسال تنبيهات عبر الهواتف المحمولة تحذر السكان من "أمطار شديدة ومستمرة" في الضواحي الجنوبية للمدينة، مع توجيهات واضحة بتجنب المناطق المنخفضة والقنوات المائية.
الأمطار تغرق المطار
وشهد مطار "إل برات" الرئيسي في برشلونة أزمة غير مسبوقة، حيث غمرت المياه مواقف السيارات، وتسربت إلى المبنى الرئيسي، مما أجبر المسافرين على خلع أحذيتهم والخوض في المياه داخل صالات المغادرة.
وأظهرت مقاطع فيديو صادمة طائرة تابعة لشركة إيبيريا تشق طريقها عبر المياه المرتفعة على المدرج المغمور، مما دفع سلطات المطار إلى تحويل مسار عشرات الرحلات الجوية وإلغاء أخرى.
وامتدت الأزمة لتشمل شبكة المواصلات في المدينة، حيث تم تعليق خدمات القطارات وإغلاق محطات المترو والطرق الرئيسية في محاولة من السلطات للحد من حركة المواطنين تجنباً لتكرار كارثة الأسبوع الماضي.
وشهدت منطقة كتالونيا انهيارات طينية وارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه، مما أدى إلى مشاهد درامية لسيارات تحاول شق طريقها عبر الشوارع المغمورة.
📹✈️Així està ara mateix l’Aeroport del Prat
— SER CATALUNYA (@SERCatalunya) November 4, 2024
Molts vols es desvien a altres destinacions. El pàrquing es comença a inundar. Els treballadors de moment han d’anar-hi, l’operativa de terra es manté igual
Font: Aeroport del Prathttps://t.co/fSZXW23Auj pic.twitter.com/TobTnPmng2
ضحايا فالنسيا
وفي تطور مواز، لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في منطقة فالنسيا، حيث تتواصل الجهود للعثور على ضحايا محتملين داخل المنازل والسيارات المدمرة المنتشرة في الشوارع والطرق السريعة والقنوات المائية.
ويشارك في عمليات التنظيف الضخمة آلاف من المواطنين والمتطوعين والجنود ورجال الشرطة، في محاولة لإزالة الطين والحطام المتراكم.
وقد تصاعد غضب الناجين من الكارثة، الذين فقدوا كل شيء، تجاه السلطات التي يتهمونها بالتقصير في إصدار التحذيرات المبكرة وبطء الاستجابة للأزمة.
وتجلى هذا الغضب خلال زيارة الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا لبلدة بايبورتا، إحدى أكثر المناطق تضرراً في فالنسيا، حيث واجه الزوجان الملكيان احتجاجات عنيفة من السكان الغاضبين.
وشهدت الزيارة الملكية توتراً شديداً، حيث قام المحتجون بإلقاء الطين والأشياء باتجاه الموكب الملكي، وسط هتافات غاضبة، ووصفهم بـ "القتلة".
كما طال الغضب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي اضطر للإجلاء بعد تعرض نوافذ سيارته للتحطيم من قبل المحتجين الغاضبين، في مشهد يعكس حجم السخط الشعبي على أداء الحكومة في التعامل مع هذه الكارثة الطبيعية.