بعد سقوط آلاف الأسرى في أيدي تيغراي.. أبي أحمد يتخذ قراراً غريباً
اتخذ رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، قراراً عدّه البعض غريباً، حيث قرر نقل بعض صلاحياته إلى نائبه، لدى توجهه إلى جبهة القتال ضد القوات المتمردة التي تواصل تقدمها نحو العاصمة أديس أبابا.
خلال تصريحات إعلامية أكد المتحدث باسم الحكومة، ليغيسي تولو، أن نائب رئيس الوزراء، ديميكي ميكونين، سيتولى إدارة الشؤون اليومية خلال فترة غياب أبي أحمد، مشدداً على أن قرار رئيس الحكومة التوجه إلى جبهة القتال لقيادة الحملة ضد المتمردين يدل على زعامته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سقوط آلاف الأسرى في أيدي تيغراي
يُذكر أن قوات إقليم تيغراي كانت قد نشرت مؤخراً، فيديو يوثق سقوط عدد ضخم من عناصر الجيش الأثيوبي أسرى في يد قوات تيجراي المعارضة التي تزحف نحو العاصمة أديس أبابا.
فاعتزم رئيس الوزراء التوجه إلى جبهة القتال كي يقود الحملة العسكرية شخصياً ضد القوات المُتمردة المتقدمة من شمال البلاد على خلفية استمرار سريان حالة الطوارئ التي أعلنتها سابقاً الحكومة في عموم إثيوبيا.
أمريكا تدعو مواطنيها للمغادرة فوراً
كررت الولايات المتحدة الأمريكية طلبها من مواطنيها الموجودين في إثيوبيا، الاثنين الماضي، مغادرة البلد الإفريقي المضطرب في أسرع وقت ممكن، وحثتهم على استخدام الرحلات التجارية. من ناحية أخرى، نفى مسؤولون في الوزارة عزم الولايات المتحدة إرسال قوات إلى إثيوبيا، للمساهمة في إجلاء الأمريكيين من هناك.
كانت واشنطن قد طالبت مواطنيها أكثر من مرة بمغادرة إثيوبيا بأسرع وقت ممكن، محذرة من تدهور الوضع الأمني في البلاد، فقد دعت السفارة الأميركية لدى إثيوبيا، رعاياها إلى الاستعداد لمغادرة البلاد، وقالت إن الوضع الأمني يتدهور في مناطق بإثيوبيا، كما أعلنت السفارة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن أن استمرار تصعيد الصراع العسكري والاضطرابات الأهلية في إثيوبيا قد تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية بشدة.
بينما أوضح مسؤولون أمريكيون إن تركيز الولايات المتحدة ينصب الآن على الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، عبر العمل مع الشركاء الدوليين ومن بينهم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
إثيوبيا تُهدد سفارات أجنبية لهذا السبب
في بدايات الشهر الجاري، كانت الحكومة الإثيوبية قد أكدت أنها ستضطر لاتخاذ إجراءات صارمة حيال سفارات أجنبية دعت رعاياها لمغادرة البلاد على خلفية شائعات حول محاصرة جبهة تحرير تيغراي للعاصمة أديس أبابا.
أشار بيان صدر حينها من مكتب الاتصال الحكومي إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام الأجنبي تنشر معلومات مضللة من خلال النقل الكاذب عن سقوط بعض المدن في أيدي الجبهة وأنها يجب أن تتوقف عن هذا السلوك، وإلا ستتخذ الحكومة الإثيوبية إجراءات رادعة بشأنهم.
إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا
يُذكر أن مجلس الوزراء الإثيوبي، كان قد أعلن سابقاً، عن حالة طوارئ في كافة أنحاء البلاد في إثيوبيا بعدما سيطر متمردون من جبهة تحرير شعب تيغراي على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدّم نحو العاصمة، يأتي إعلان حالة الطوارئ بهدف حماية المدنيين من الجرائم التي ترتكبها جماعة جبهة تحرير شعب تيغراي في أجزاء عدة من البلاد، وذلك وفقاً لما أعلنته "فانا برودكاستينغ كوربوريشن" بحسب فرانس برس.
أعلنت السلطات الإثيوبية أيضاً عن أنها أغلقت جزءاً كبيراً من الطريق السريع الذي يربط العاصمة أديس أبابا بمدن شمال البلاد مما أدى بدوره إلى إيقاف حركة المسافرين وتعطيل التنقل.
يُذكر أن الصراع بين أديس أبابا والإقليم الشمالي قد بدأ في الثالث من نوفمبر 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، والتي تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة.
شنّ الطرفان العديد من الحملات والهجمات التي أدّت إلى معاناة نحو 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة، فيما أجبرت أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.
يُذكر أيضاً أن الجبهة الشعبية كانت قد هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود، لكنها فقدت الكثير من نفوذها عندما شغل أبي أحمد منصب رئيس الوزراء في عام 2018 بعد احتجاجات استمرت لسنوات.
ازدادت العلاقة بين الطرفين سوءاً، بعدما اتهمت الجبهة أبي أحمد بأنه يحكم البلاد مركزياً على حساب الولايات الإثيوبية، وهو الاتهام الذي نفاه رئيس الوزراء مراراً. تُزعزع الحرب الأهلية الآن استقرار إثيوبيا، والتي كانت تعتبر حليفاً مستقراً للغرب في منطقة مضطربة.
الموقف العالمي حيال الوضع الإثيوبي
من ناحية أخرى، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا، قائلاً: "نرفض أي تحرك من قبل قوات تيغراي و أورومو لمهاجمة أديس أبابا". وأكد أن التحشيد الذي تقوم به الحكومة الإثيوبية للمواطنين حالياً لن يؤدي إلا إلى جرّ البلاد نحو مزيد من الصراع الأهلي. يأتي تأكيد الاتحاد الأوروبي هذا، بعد ساعات على دعوة السلطات في أديس أبابا للسكان إلى حمل السلاح، استعداداً للدفاع عن الأحياء، عقب إعلان القوات المتمردة في تيغراي بشمال البلاد، أنها قد تزحف صوب المدينة.
من جهتها، عبرت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، سابقاً، عن قلقها العميق إزاء تصعيد العنف في إثيوبيا. وقالت عبر تغريدة نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "العواقب المُحتملة لتصاعد الصراع في إثيوبيا والمنطقة تبعث على الخوف لكن لم يفت الأوان بعد لاختيار الحوار".