بعد الادخار لمدة 20 عامًا... الموت يفرق بين شقيقتين مصريتين خلال الحج
ادخرتا أموال الحج منذ عام 2002
جمالات وسعاد شقيقتان ظلتا لمدة 20 عامًا يحلمان بالحج، ويدخران لأكثر من 20 عامًا للقيام بالحج، ولكن حال الموت دون ذلك، إذ توفيت الشقيقة الأصغر في مكة ولم تتحمل الشقيقة الأكبر فراق شقيقتها وانهارت.
منذ ولادة جمالات وسعاد، والفارق العمري بينهما 3 سنوات، ظلا بجانب بعضهما البعض في السراء والضراء، فتشاركا الأحزان والأزمات والأفراح، ورغم فارق السن من الوهلة الأولى تظن أنهما توأمًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تصف سعاد شقيقتها جمالات بأنها سندها ظهرها وعينها، التي أصبحت لا ترى بها بسبب كبر سنها، ومثلما تشاركتا كل شيء معًا قررا أن يذهبا معًا إلى مكة لأداء فريضة الحج، وعكفتا على الادخار لأكثر من 20 عامًا، فقد بدأتا الادخار منذ عام 2002.
خطط الشقيقتان الذهاب إلى الحج من أكثر من 20 عامًا ورغم عدم وقوع الاختيار عليهما في القرعة، إلا أن الحظ حالفهما أخيرًا مع بعضهما البعض، حيث تخلف اثنان عن موعد الذهاب لتحظى جمالات وشقيقتها سعاد بمقعدي الحج بعد انتظار دام لسنوات.
اقرأ أيضًا: وزارة الحج السعودية تضع 4 شروط للتسجيل والحجز في رحلات الحج منخفضة التكلفة
فراق في مكة
توفيت الشقيقة الأصغر جمالات بشكل طبيعي في مكان إقامتها في الفندق، حيث توفيت وهي نائمة بجانب شقيقتها على السرير، وذلك في اليوم الخامس من زيارة مكة وأداء مناسك العمرة.
وعن وفاتها قالت سعاد، التي توفيت بعد شقيقتها بساعات، أنها تحمل آلام فراق كافة أحبائها، فقد ولدت يتيمة الأم، وشاهدت وفاة أمها وزوجها وكافة أشقائها، ولم يتبقَ لها إلا جمالات التي شهدت وفاتها هي الأخرى.
وقالت سعاد إنها الجميع كان يوصي جمالات عليها، نظرًا لأنها الأكبر سنًا وتعاني من بعض الأمراض، فكانت جمالات هي من تساعد شقيقتها على الحركة، حتى إن سعاد فقدت بصرها بسبب السن، لذا كانت شقيقتها هي عينيها في الحرم.
وقالت سعاد: "أنا طلعت الحج عشان جمالات معايا، وكانوا بيوصوها عليا عشان أنا المريضة، وسبحان الله ربنا اختارها هي"، وأكدت سعاد أن شقيقتها لم تشكُ من أي شيء قبل وفاتها.
اقرأ أيضًا: وزارة الحج والعمرة تكشف عن خدمة جديدة للمعتمرين من خارج المملكة
لم تحتمل فراق شقيقتها
أخبرت سعاد المختصين حول حالة شقيقتها، وأكدوا وفاتها واتخذوا كافة الإجراءات للصلاة عليها ودفنها هناك، ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان، بينما كانت تسير الإجراءات الروتينية، لم تتمكن سعاد من تحمل فقدان شقيقتها، واضطر الأطباء إلى السيطرة عليها بالمهدئات.
لم تصدق سعاد ما حدث لشقيقتها، إذ أصبحت وحيدة وستعود إلى مصر دون رفيقة دربها وشقيقتها، وبسبب حزنها امتنعت عن الطعام والشراب، وكانت تقول إنها لن تأكل إلا عندما تأتي شقيقتها.
لم تستطع سعاد تكملة فريضة الحج، ولم تتمكن من أن تتمالك أعصابها، حيث كانت جمالات حريصة على لم شمل العائلة، وقد أوصت الجميع: "لو مت هناك أوعوا تجيبوني سيبوني هناك حتى لو معاكم فلوس ترجعوني".
اقرأ أيضًا: وزارة الحج والعمرة تستعرض أبرز الحلول المبتكرة لخدمة ضيوف الرحمن