بعد أنباء انتشاره في أسوان.. ما هو مرض الكوليرا؟

  • تاريخ النشر: السبت، 21 سبتمبر 2024

إليك كل ما تريد معرفته حول مرض الكوليرا وكيفية الإصابة به وطرق العلاج

مقالات ذات صلة
بعد إصابة أهالي أسوان.. ما مرض بكتيريا الايكولاي؟
مرض غامض يصيب عدداً من سكان محافظة أسوان.. ما القصة؟
انتشار أنباء عن اقتراب إقالة بوكيتينو من تدريب باريس سان جيرمان

أثار انتشار مرض غامض في محافظة أسوان المصرية مؤخرًا موجة من القلق والتساؤلات حول مرض الكوليرا، رغم أن وزارة الصحة المصرية نفت أن يكون المرض المنتشر هو الكوليرا، مؤكدة أنه مجرد نزلات معوية حادة.

إلا أن هذا الحدث ألقي الضوء على مرض الكوليرا، وتسأل العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث عن ما هو مرض الكوليرا وكيف ينتقل؟

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

الوضع في أسوان: بين الشائعات والحقائق

وانتشرت الأنباء في الأيام الماضية عن تفشي مرض غامض في محافظة أسوان حالة من الذعر بين السكان المحليين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما انتشرت شائعات تربط هذا المرض بالكوليرا، مما دفع وزارة الصحة المصرية للتدخل السريع وتوضيح الموقف. 

وفقًا لتصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، فإن المرض المنتشر في أسوان ليس الكوليرا، بل هو عبارة عن نزلات معوية حادة، وأكد الوزير أنه تم تسجيل 128 حالة إصابة فقط، معظمها غادرت المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم.

وأضاف عبد الغفار أن الوزارة ستصدر تقريرًا نهائيًا حول هذه الحالات خلال الـ 48 ساعة القادمة، مشددًا على أن الوضع تحت السيطرة، وأنه لا داعي للقلق.

ما هو الكوليرا وكيف ينتقل؟

الكوليرا مرض معدٍ خطير يسببه تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا تسمى Vibrio cholerae، يُعرف هذا المرض أيضًا باسم "الطاعون الأزرق" نظرًا للون الأزرق المائل للرمادي الذي قد يظهر على جلد المصابين بسبب الجفاف الشديد.

طرق انتقال المرض

1. تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا.

2. الاتصال المباشر مع براز شخص مصاب.

3. تناول المأكولات البحرية النيئة من مياه ملوثة، خاصة في المناطق الساحلية.

ما هي أعراض الكوليرا؟

- إسهال مائي حاد وغزير.

- جفاف شديد.

- قيء متكرر.

- تشنجات في البطن.

- صدمة في الحالات الشديدة.

حجم المشكلة عالميًا: أرقام مقلقة

رغم التقدم الكبير في مجال الصحة العامة، لا تزال الكوليرا تشكل تهديدًا خطيرًا للملايين حول العالم، وفقًا لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية:

- يصاب ما بين 1.3 و4 ملايين شخص سنويًا بالكوليرا.

- يتوفى ما بين 21,000 و143,000 شخص سنويًا بسبب المرض.

- في عام 2023 وحده، تم تسجيل 535,321 حالة إصابة و4,007 حالات وفاة في 45 دولة.

ويشير خبراء الصحة إلى أن هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع بكثير، نظرًا لضعف أنظمة المراقبة في بعض المناطق والخوف من التأثير السلبي على السياحة والتجارة.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

رغم أن الكوليرا يمكن أن تصيب أي شخص، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للإصابة بالأشكال الشديدة من المرض:

1. الأشخاص ذوو فصيلة الدم O.

2. المصابون بأمراض مزمنة.

3. من يعانون من نقص حمض الهيدروكلوريك في المعدة.

4. الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول بسرعة إلى العلاج وإعادة الترطيب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعالجون مرضى الكوليرا، والعاملين في مجال الاستجابة لتفشي المرض، والمسافرين إلى المناطق الموبوءة، هم أيضًا في دائرة الخطر المتزايد.

جهود المكافحة: استراتيجية عالمية طموحة

في مواجهة هذا التحدي الصحي العالمي، أطلقت منظمة الصحة العالمية استراتيجية طموحة تحت عنوان "إنهاء الكوليرا: خارطة طريق عالمية حتى عام 2030"، تهدف هذه الاستراتيجية إلى:

- خفض الوفيات الناجمة عن الكوليرا بنسبة 90%.

- القضاء على المرض في ما يصل إلى 20 دولة بحلول عام 2030.

المحاور الرئيسية للاستراتيجية:

الكشف المبكر والاستجابة السريعة: يركز هذا المحور على احتواء تفشي المرض من خلال تعزيز أنظمة المراقبة، وتحسين القدرات المختبرية، وتقوية الأنظمة الصحية، ودعم فرق الاستجابة السريعة.

2. نهج متعدد القطاعات لمنع تكرار الإصابة: يدعو هذا المحور إلى التركيز على "النقاط الساخنة" للكوليرا، وهي المناطق الأكثر تضررًا من المرض، من خلال تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، واستخدام اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا.

3. آلية تنسيق فعالة: يوفر هذا المحور إطارًا قويًا لدعم الجهود الوطنية لمكافحة الكوليرا، من خلال تقديم الدعم التقني والمالي وتعزيز الشراكات على المستويين المحلي والعالمي.

الوقاية والعلاج: أسلحة فعالة في مواجهة المرض

رغم خطورة مرض الكوليرا، إلا أنه يمكن علاجه بسهولة في معظم الحالات إذا تم التشخيص والتدخل في الوقت المناسب. يعتمد العلاج الأساسي على:

- إعادة الترطيب السريعة باستخدام محلول الإماهة الفموية.

- في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر إعطاء السوائل عن طريق الوريد.

- استخدام المضادات الحيوية في بعض الحالات لتقليل مدة المرض وشدته.

الوقاية:

تتوفر حاليًا ثلاثة لقاحات فموية معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية للوقاية من الكوليرا:

1. Dukoral

2. Shanchol

3. Euvichol-Plus

هذه اللقاحات تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من المرض، خاصة في المناطق عالية الخطورة والأوضاع الإنسانية الطارئة، ومع ذلك، فإن التطعيم وحده ليس كافيًا، ويجب أن يترافق مع تحسين الظروف البيئية والصحية.