بايلز.. أيقونة الجمباز الأمريكي التي أنهكها الاكتئاب تتألق في باريس!
فازت سيمون بايلز، التي تعد أكبر امرأة أمريكية سنا تنضم إلى فريق الجمباز الأولمبي منذ الخمسينات، بالميدالية الذهبية السادسة لها في الألعاب الأولمبية، وهي الميدالية رقم 38 في مسيرتها بين الألعاب الأولمبية وبطولة العالم، مما عزز رقمها القياسي باعتبارها لاعبة الجمباز الأكثر حصولا على الميداليات في التاريخ.
خلف قصة النجاح والتألق هذه، أخفت بايلز لسنوات طوال، محنة ومعاناة نفسية، انطلقت منذ الصبا، حينما لم تتمكن والدتها من رعايتها وشقيقيها بسبب إدمانها المخدرات، لتعيش في كنف جدها وجدتها اللذين حصلا على حق التبني والرعاية. لكن صعوبات الصغر لم تكن بمرارة قصة النجمة الأمريكية مع الاكتئاب الناتج عن الاعتداء الجنسي.
الصراع مع الاكتئاب!
لم تشتهر بايلز فقط بقصص نجاحها والميداليات التي أحرزتها في رياضة الجمباز في مختلف المحافل الدولية، بل أيضا عبر قصتها المحزنة. فخلال دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو سنة 2021، بعد أن كانت تخطط لمزيد من التألق والميداليات الذهبية بعد نجاحها في ريو سنة 2016، فقدت تركيزها في منتصف قفزة.
انسحبت لاعبة الجمباز الأمريكية من نهائي المسابقة الجماعية بسبب اشتداد أزمتها النفسية، وابتعدت عن كل المنافسات لمدة عامين لتتعافى. وقالت في تصريحات لاحقة "ربما شعرت بأنني سأدخل في حالة اكتئاب، لكن كان هناك جزء مني يمنعني من تصديق ذلك".
سيمون بايلز: "كان الأمر صعبا للغاية"
صعوبة التجربة حسب بايلز تتجلى في ما تلى إعلانها سنة 2018 عن تعرضها للاعتداء الجنسي من قبل طبيب الفريق السابق لاري نصار. وحول هذا الموضوع قالت في تصريحات لنيويورك ماغازين "عندما أفكر في ما مررت به خلال السنوات السبع الماضية، أجد أنه لم يكن من المفترض أن أعود إلى الفريق الأولمبي، كان يجب أن أعتزل قبل فترة طويلة من المشاركة في طوكيو".
كانت بايلز ومئات اللاعبات الأخريات قد رفعن دعاوى ضد لاري نصار، وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 175 عاما. ما تلى القضية من زوبعة إعلامية أثر على البطلة الأمريكية نفسيا بشكل كبير. وقالت: "كان الوضع صعبا جدا. لكنني لم أرد أن أسمح بأن يأخذ ذلك مني كل ما عملت بجد لتحقيقه منذ أن كنت في السادسة من عمري".
السعي لمزيد من الميداليات في باريس!
توقفها عن المشاركة في البطولات لفترة، لم يمنع بايلز من العودة إلى الساحة العالمية للجمباز التي تتصدرها الآن وصارت أيقونة لها عالميا. وبعد حصدها للذهب في باريس، تتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاحات في النهائيات الفردية، حيث تنتظرها ربما المزيد من الميداليات.
تعتز بايلز البالغة من العمر 27 عاما بشعار "ما زلت أرتقي" الذي وُشِمَ على جسدها، وهو جزء من قصيدة للكاتبة والناشطة الحقوقية الراحلة مايا أنجيلو. كلمات ملهمة تعبر عن الصمود والقدرة على النهوض مجددًا، وهي كلمات جعلتها بايلز واقعا.
سيمون بايلز فخورة بما حققته!
أظهرت بايلز مجددا سبب تميزها كأفضل لاعبة جمباز في العالم. فعند أول قفزة لها، ارتفعت بين مترين وثلاثة أمتار، والتفت ثم نزلت على قدميها. وبصمت بابتسامتها العريضة التي رافقها تصفيق الجمهور الحار على أنه كان أداء مثاليا.
تبع ذلك العديد من الحركات المدهشة، وفي النهاية تم تكريمها بالميدالية الذهبية. وقالت: "هذا الذهب يعني لي الكثير، أنا فخورة جدا بأدائي، إنها تجربة رائعة". كان هذا الانتصار الثاني لبايلز في ألعاب باريس الأولمبية بعد فوزها بذهبية المسابقة الجماعية.
نجوم هوليوود حاضرون في باريس
عند مشاهدة أدائها، ينبهر الجمهور عالميا بتميزها، ومنهم بعض نجوم هوليوود الذين يتابعون المنافسات بشغف. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قال إنه كان يحبس أنفاسه وهو يشاهدها عبر التلفاز من المنزل.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا بايلز بـ"GOAT " أي أعظم لاعبة في كل العصور. أما في المدرجات في باريس، فقد كان النجم السينمائي توم كروز، والمغني سنوب دوغ، والمطربتان ليدي غاغا وأريانا غراندي يشجعونها من وسط الجمهور.
أعده للعربية: م.ب