بايدن يكشف عن "الرئيس الحقيقي" للولايات المتحدة
أشار جو بايدن، الرئيس الأمريكي، إلى أن أنتوني فوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، منغمس للغاية في شؤون البيت الأبيض لدرجة أنه يبدو في بعض الأحيان أنه "الرئيس الحقيقي".
خلال خطاب ألقاه حول استراتيجية الحكومة الجديدة لمكافحة انتشار وباء فيروس كورونا المُستجد ومتحوره الجديد أوميكرون، أضاف بايدن: "رأيت الدكتور فوتشي أكثر من زوجتي، نحن نسخر من بعضنا البعض. أنظر من هو الرئيس؟"
خطة جديدة لمكافحة انتشار كورونا في أمريكا
قدّم بايدن خطة جديدة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فصل الشتاء، ولا تتضمن الخطة المُقدّمة إمكانية فرض إغلاق، حيث تعتزم إدارة بايدن التركيز على توسيع نطاق الاختبارات والتطعيم لسكان الولايات المتحدة ضد كورونا.
يُذكر أن البيت الأبيض قد أفاد سابقاً، أن "الولايات المتحدة في سياق انتشار سلالة أوميكرون، تُمدد الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الطبية، والتي منها ارتداء الأقنعة أثناء التنقل حتى مارس المقبل، بالإضافة إلى إجراء اختبار إلزامي لفيروس كورونا المُستجد لجميع المسافرين الذين يصلون إلى البلاد في غضون 24 ساعة قبل السفر من بداية الأسبوع المقبل".
كان بايدن قد صرّح خلال مؤتمر صحفي سابق، أنه في اليوم الذي حددت فيه منظمة الصحة العالمية متحور "أوميكرون" على أنه مصدر للقلق، اتخذت خطوات فورية لتقييد السفر من البلدان في جنوب إفريقيا.
مُضيفاً أن قيود السفر يمكن أن تُبطئ فقط من انتشار الفيروس لكنها لن تمنع انتشاره، مؤكداً أنه سيتم تقديم المعلومات حول أوميكرون للأمريكيين فوراً، موضحاً أنه لا يزال هناك أسابيع لمعرفة مدى قدرة اللقاحات على مواجهة هذا المتحور. شدد بايدن على أن أفضل حماية ضد هذا المتحور هي أخذ اللقاحات المُضادة لكورونا والحصول على جرعات معززة وارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والعامة.
من ناحية أخرى، أثنى بايدن على شفافية جمهورية جنوب إفريقيا بشأن متحور فيروس كورونا الجديد، معتبراً أن المتحور سيصل إلى الولايات المتحدة "عاجلاً أم آجلاً".
"أوميكرون" متحور كورونا الجديد
رغم أن نصف الكرة الجنوبي يعيش الآن فصل الصيف إلا أن الأوضاع لا تبشر بالخير. فحالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد بدأت في جنوب إفريقيا بالارتفاع، حيث ارتفعت الحالات المؤكدة على مدار 24 ساعة إلى 1000 حالة، خصوصاً في منطقة غوتنغ المجاورة لجوهانسبورغ وبريتوريا.
ليس من الضروري أن يكون لهذا الارتفاع الحاد في عدد الإصابات علاقة بالمتحور الجديد الذي تم تسجيله لأول مرة في الـ 11 من الشهر الجاري في بوتسوانا. فيما تم تأكيد المتحور الجديد "B. 1.1.529" أيضاً في جنوب إفريقيا مع مسافر في هونغ كونغ كان سابقاً في جنوب إفريقيا. ووفقا للباحثين فإن هذا المتحور الجديد يحتوي على "عدد كبير جدا من الطفرات"، تضاهي 32 طفرة في بروتين سبايك.
بسبب الطفرات العديدة في بروتين سبايك يصعب محاربة الفيروس المتحور من قبل الخلايا المناعية. فهو ينفلت من الاستجابة المناعية في عملية تسمى بالهروب المناعي، مع احتمال الإصابة بأمراض أخرى. وقال رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كامبريدج، إن "الطفرات العديدة تُشكل قلقاً كبيراً لنا".
وكان عالم الأحياء الدقيقة رافي غوبتا قد أثبت بالفعل في التحليلات المختبرية الأولى أن اثنين من الطفرات الموجودة الآن أيضاً في "B. 1.1 529" تزيد من العدوى وتقلل من التعرف على الأجسام المضادة.
بسبب المتحور الجديد لفيروس كورونا "B. 1.1.529" بدأ المسؤولون في ألمانيا بتقييد الحركة الجوية مع جنوب إفريقيا بشكل كبير. وأعلنت وزارة الصحة الألمانية أنه سيتم اعتبار البلاد منطقة لمتحور الفيروس اعتباراً من ليلة السبت 27 نوفمبر. ونتيجة لذلك، يُسمح لشركات الطيران فقط بنقل المواطنين الألمان إلى ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على جميع الذين قدموا من جنوب إفريقيا أن يظلوا في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، حتى لو تم تطعيمهم بالكامل.
كما تريد مفوضية الاتحاد الأوروبي الحدّ من السفر من جنوب إفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى حد أدنى. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن السلطات ستقترح على دول الاتحاد الأوروبي تشغيل حالة الطوارئ من أجل تعليق الحركة الجوية.
الهلع يُصيب أسواق المال العالمية
أصاب التوتر أسواق المال العالمية بدءاً منذ 26 من نوفمبر الماضي، بسبب المخاوف الكبيرة التي نتجت عن انتشار متحور أوميكرون الذي ضرب جنوب إفريقيا، وانتشرت احتمالية أن المتحور قد يُعطل من التعافي الاقتصادي العالمي، فانتشرت عمليات بيع الأسهم إلى جانب السلع والذهب وأصول الملاذ الآمن وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر (S&P 500) و(Dow Jones) الصناعي بأكبر قدر منذ سبتمبر، حيث كانت الأسواق الأمريكية مستعدة للعودة بعد عطلة عيد الميلاد.
كما انخفض مؤشر الأسهم في أوروبا بأكبر قدر هذا العام، فيما قفز الين الياباني بأكبر قدر منذ مارس 2020 بحثاً عن الأمان، وظهر الين كعملة تُمثل الملاذ الآمن مع تغير طفيف في الدولار.
وفقاً لوكالة بلومبيرغ الأمريكية كان تركيز بيع الأسهم على أسهم السفر العالمية بشكل خاص، وذلك بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسنغافورة ودول أخرى قيوداً طارئة على المسافرين من جنوب إفريقيا والمنطقة المحيطة.
فيما تراجعت أسهم عدّة شركات عالمية، إلى جانب تراجع أسهم التكنولوجيا أيضاً. يحدث كل هذا بسبب قلق المستثمرين بشأن الاحتمال المتزايد لسلسلة جديدة من عمليات الإغلاق، والتي يمكن أن تحدّ من الانتعاش، وقد تضطر البنوك المركزية إلى مراجعة إستراتيجياتها إذا ساء الأمر.
شمل الانخفاض الذي شهدته الأسواق العالمية أسعار النفط، فقد سجلت مجموعات طاقة خسائر كبيرة بعدما تراجعت أسعار النفط الخام بنحو 7%.