"باولا" طريقة إيزابيل الليندي للتعامل مع ألم مرض ابنتها
عانت إيزابيل الليندي من الفقد منذ الطفولة، ففقدت والدها الذي هجر الأسرة خلال طفولتها، ثم فقدت وطنها حين اضطرت إلى الهجرة من وطنها تشيلي إلى فنزويلا عقب الانقلاب العسكري.. وتكلل مشوار الفقد بفقد ابنتها باولا، في غيبوبة استمرت نحو عام كامل انتهت برحيل ابنتها وخلال هذا العام تحدت إيزابيل الليندي الحزن والفقد بالكتابة، كما اعتادت أن تفعل دائماً.. تعرّف على كتاب باولا للكاتبة التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي من خلال السطور التالية.
الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي
ولدت الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي في الثاني من أغسطس عام 1942، في طفولتها انفصل والدها عن والدتها عام 1945 خلال وجودهم خارج البلاد، لتضطر الأم إلى العودة إلى وطنها بصحبة أطفالها الثلاثة بعد أن صارت مسؤولة عنهم مسؤولية كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
صحبت هذه الظروف عدّة تنقلات؛ فمن تشيلي انتقلت الأسرة إلى بوليفيا، ثم إلى لبنان بصحبة زوج الأم الذي كان يعمل هناك؛ حيث قضت إيزابيل الليندي قسطاً من الطفولة والمراهقة قبل أن تعود إلى تشيلي.
أثرت كل تلك التنقلات والبيئات المتنوعة بدرجة كبيرة على أعمالها الأدبية. كان الرئيس التشيلي السابق سلفادور الليندي عمها، وهو ما أثر عليها عند قيام الانقلاب العسكري ومقتل سلفادور الليندي؛ ما أدى إلى نفيها خارج البلاد إلى فنزويلا في الثامنة والعشرين من عمرها، سقطت ابنتها باولا ضحية لمرض نادر، ودخلت في غيبوبة امتدت إلى عام كامل.
خلال عام كامل رافقتها أمها إيزابيل الليندي، تتبع الأمل في شفاء ابنتها، وترى الحياة تذوي من روحها يوماً بعد آخر.
"باولا" قصة الأم لابنتها
خلال هذه الفترة كانت الكتابة هي الرفيق لإيزابيل الليندي فيما يشبه رحلة تشاف من الألم، وليس فقط ألم فقد الابنة، بل الكثير مما مرت به.
بدأ الكتاب بافتتاحية مميزة تقول فيها: «في شهر كانون الأول عام 1991 ، أصيبت ابنتي باولا بمرض خطير، ثم دخلت بعد قليل في غيبوبة وقد كتبت هذه الصفحات خلال ساعات لا حصر لها أمضيتها في ممرات المستشفى في مدريد في غرفة بفندق عشت فيه شهوراً، وكذلك بجانب سريرها في بيتنا بكاليفورنيا في صيف وخريف عام 1992. اسمعي يا باولا سأقص عليك قصة لكيلا تكوني ضائعة تماماً عندما تستيقظين».
ليأتي كتاب (باولا) بمنزلة سيرة ذاتية أو يوميات، لم تقتصر على فترة مرض ابنتها أو علاقتها بها، لكنها امتدت لتشمل الحكاية الكاملة لإيزابيل الليندي من اقتران جدها بجدتها، وطفولة إيزابيل الليندي وعلاقتها بأسرتها وعلاقتها بزوجها السابق والد باولا وزوجها الحالي أيضاً.
كما مثلت بعض فصول الكتاب شهادة تاريخية هامة على أحداث الانقلاب الدموي في تشيلي، الذي راح ضحيته قرابة ربع مليون شخص في القسم الثاني من الكتاب، كانت إيزابيل الليندي قد أدركت انعدام الأمل في عودة ابنتها إلى الحياة لكنها استمرت في الكتابة والحكي بلا توقف لتقدم لنا واحداً من أروع ما كتب في أدب أمريكا اللاتيني.