باسل الحجار: مهرجان MIPTV... منصة إيصال الإبداع العربي إلى العالمية
لم تعد الأنظار فقط تتوجه إلى مهرجان «كان» السينمائي، فبات هناك مهرجان آخر يحتل مكانته في كان أيضاً، إنه مهرجان MIPTV الذي يعقد في شهر أبريل من كل عام، وهو الحدث المتخصص بالبرامج التلفزيونية العالمية وأعمال المحترفين في علم الترفيه.
باسل الحجار مدير عام شركة الإمارات العربية لتوزيع الأفلام والممثل في الشرق الأوسط لمهرجان MIPTV في «كان»، حدثنا عن أهمية هذا المهرجان في فتح الأفق أمام الأفكار والطاقات العربية المبتكرة.
هل يمكن أن نعرف القراء عن مهرجان MIPTV، ومارسالته؟
بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي، ينظم مهرجانين آخرين هما MIPTV في شهر أبريل وmipcom خلال شهر أكتوبر.
MIPTV هو معرض فني ينظم سنوياً منذ عام 1963، عندما كان هناك فقط 7 محطات تلفزيونية في العالم، ويمثل السوق الرائدة عالمياً، للابتكار والمشاركة بإنتاج، بيع، شراء، تمويل وتوزيع البرامج التلفزيونية، سواء الخيالية، الشكلية، الولادية، الوثائقية وأكثر، ويشكل فرصة فريدة من نوعها للتعرف على صناع القرار الأساسيين في حقل التلفزيون والسينما والأعمال الرقمية والإعلامية والدعائية وصناعة الإنتاج والتوزيع.
خلال سنوات ازدهر هذا المعرض وتحول إلى مهرجان حيث يجتمع في «كان» كافة اللاعبين الأساسيين وأكبر الشراة ومبدعي التغطية العالمية طيلة أربعة أيام. كما يشهد المهرجان استضافة أبطال المسلسلات التلفزيونية على السجادة الحمراء للمهرجان.
ما الفرق بين مهرجاني MIPTV و Mipcom؟
Mipcom يعقد في شهر اكتوبر من كل عام، وهو السوق العالمية للمضامين الترفيهية وهو الحدث العالمي للمضامين في مجال الإبداع والمشاركة بإنتاج وبيع وشراء وتمويل وتوزيع المضامين الترفيهية عبر كافة المنابر.
وهو المكان الوحيد للتواصل والتعلم واكتشاف التوجهات والشبكات المستقبلية وترسيخ الشراكات وجها لوجه على صعيد عالمي.
كما أن هناك MIP Junior وهو المعرض العالمي للبرامج المخصصة للأطفال ويجري قبل يومين من افتتاح MIPCOM، وتتخلله عروض للمشاهدة ومؤتمرات وتواصل عبر الشبكات.
ما هو MIP FormaT؟
بدأ في العام 2010 وهو ينعقد قبل يومين من افتتاح MIP TV، يشكل منبراً جديداً مخصصاً لصناعة البرامج الترفيهية وبرامج الألعاب والمسابقات واكتشاف المواهب مثل آرب أيدول وسوبر ستار وThe Voice، وقد بدأ هذا الأمر في عالمنا العربي من خلال برنامج «من سيربح المليون» .. والآن نشهد سباقاً قوياً على الفورمات، وبالأخص أن أي محطة لا تشتري فورمات هذه البرامج دون أن تكون على اطلاع على النجاح الذي حققه البرنامج في البلد الأصلي ونسبة المشاهدة هناك.
مسلسل «روبي» يعتبر مثالاً آخر عن الفورمات، أصله مسلسل مكسيكي، فتم شراؤه من قبل محطة عربية وتم تعديله مع المحافظة على روح العمل، حيث عملت الكاتبة كلوديا مارشيليان على تعديل وتطوير بعض الشخصيات، وقد حقق العمل نجاحاً كبيراً.
وفيما مضى حققت المسلسلات المكسيكية نجاحها لأنها كانت تستعمل اللغة البيضاء المحكية، وكذلك الأمر بالنسبة للدراما التركية التي حققت انتشارها نتيجة الدبلجة باللهجة السورية.
هل من معايير خاصة للمشاركة في المهرجان، وما الشروط المطلوبة لتصل الإبداعات العربية إلى هناك؟
هذا المهرجان يفتح الأبواب أمام الأفكار المبتكرة والمميزة والتي لا تشبه غيرها، وليس بالضرورة أن تكون الفكرة منفذة، فيمكن لصاحب الفكرة أن يكتبها على ورقة ويناقشها مع اللجنة المشرفة قبل تنفيذها فمن خلال المهرجان نمنح المبدعين الفرصة لتقديم إبداعاتهم وتسهيل فرصة الوصول إلى الجمهور بأفكارهم.
ما الذي يميز المشاركة العربية هذا العام في مهرجان MIPTV؟
تتميز بمشاركة حوالي 40 شخصاً من السعودية، فدائماً نشهد فوز الأعمال السعودية بجوائز المهرجانات العربية، كما تعتبر هذه المشاركة مهمة وبالأخص أنها تأتي تحت راية هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، بالإضافة إلى جهاز راديو وتلفزيون الخليج.
ما المسؤولية الموكلة إليك كممثل للمهرجان في الشرق الأوسط منذ 10 سنوات؟
من خلال عملي كمدير عام شركة الإمارات العربية لتوزيع الأفلام، كنا نسعى إلى شراء البرامج والأفلام الوثائقية وأفلام الكرتون ومن ثم دبلجتها أو ترجمتها إلى اللغة العربية، ومن ثم نقوم بتوزيعها على التلفزيونات العربية.
من خلال زياراتي المتكررة إلى المهرجان على مدار عشرين عاماً، لمستُ أن الإدارة بدأت تتنبه إلى وجود أسواق جديدة تنمى بشكل كبير، فتم تعييني كوكيل للمهرجان في الشرق الأوسط، ويرتكز عملي على الترويج للمهرجان بين المحطات العربية وصانعي القرار التلفزيوني في العالم العربي، بهدف إفساح المجال أمام المواهب والطاقات العربية للتعرف والاستفادة مما يقدمه المهرجان. وأرى أننا نملك الفكر والثقافة والعلم والإمكانية، فلماذا لا نتنج ما يبهر العالم، ونستطيع بذلك نشر ثقافتنا إيصالها إلى الآخرين.
تمثلت مشاركتنا الأولى في المهرجان بحوالي 70 شخصاً، أما الآن فنشارك بحوالي 350 شخصاً، فمن يقوم بزيارة المهرجان لاتكون الفائدة فقط لشراء البرامج، وإنما يستطيع الاستفادة من المؤتمرات والمحاضرات والتفاعل مع الآخرين في تبادل الأفكار وتطويره وتبنيها من قبل جهات مختصة.
عالم الانترنيت استطاع أن يغزو كل المجالات، إلى أي مدى يؤثر على هذا المهرجان، وبالأخص أن الكثيرين باتو يشترون من خلال هذا العالم؟
حتى مع دخولنا عالم الانترنيت، إلا أن المهرجان تنبه إلى ذلك، ولم يعد فقط منصة للعرض والطلب على البرامج التلفزيونية فحسب، بل أصبح بوتقة للأفكار الجديدة المتعلقة بالتكنولوجيا من خلال الإعلام الرقمي وهو نواة جديدة لتواكب آخر ابتكارات التكنولوجيا حيث يشكل سوق رقمي عالمي، فتطورت أهداف المهرجان مع التكنولوجيا الحديثة لمواكبة الحياة التي نعيشها ومتطلبات السوق.
إلى أي مدى لمست ارتفاع نسبة مشاركة المحطات العربية في هذا المهرجان؟
حضورنا يزداد في كل عام وبات أقوى، أعمل على مساعدة المحطات للمشاركة والاستفادة من المهرجان، حيث نقوم بجولة تعريفية للمشاركين العرب على فعاليات المهرجان قبل البدء ليتمكنوا من وضع الخطط لتطوير المحطة أو شراء أو بيع برامج معينة.. كما أن إدارة المهرجان أصبحت تهتم كثيراً في استقدام المشاركين والأفكار العربية من خلال تقديم التسهيلات الممكنة، حيث نسعى إلى تنمية السوق العربي، وأسعى بشكل دائم إلى متابعة كل المحاضرات والنشاطات والمهرجانات العربية للبحث عن الأفكار المميزة لجذبها للمشاركة في المهرجان.
هل يمكننا القول بعد كل هذا النشاط الذي تقومون به، بأن البرامج والمسلسلات العربية ستتمكن من أن تغزو العالم؟
مهمتنا ترتكز على الانطلاق إلى العالمية وهذا الهدف الأساسي الذي نعمل لتحقيقه، فمن خلال هذا المهرجان نمهد الطريق أمام أي فكرة أو عمل عربي جيد، وأرى أن الدراما العربية والبرامج الوثائقية ستجد صدى جيداً بالأخص في بلاد جنوب أميركا، حيث يوجد هناك العديد من العائلات التي تنحدر من أصول عربية ولديهم رغبة كبيرة في التعرف على تاريخ بلادهم.
وأرى أن تاريخنا وتراثنا العربي غنيان جداً وما ينقصهما هو وجود إنتاج جيد، وأنا متأكد أنه من خلال مهرجان MIPTV سيجد المنتج من يتكفل بتوزيع عمله وبأسعار جيدة.
تحتضن الإمارات العديد من الشركات المعنية بمجال المهرجان، إلى أي مدى تشكل قاعدة للعالم العربي للمشاركة فيه؟
تحتل الإمارات المركز الاولى في عدد المشاركين في المهرجان، كونها تحتضن الكثير من المحطات والشركات المعنية وهي تشكل نقطة لقاء مهمة، أما لبنان فيحتل المرتبة الثانية، وقطر في المرتبة الثالثة.
ولكن بشكل عام في عالمنا العربي لا ينتظر أصحاب القرار هكذا مهرجانات لكي يقومو بعميلة البيع والشراء، فغالباً يقوم منتج المسلسل بطرح الفكرة على أصحاب المحطات قبل البدء بالإنتاج، وبالأخص فيما يتعلق بمسلسلات رمضان، وتسمى هذه العملية PRE- SALE وبسبب ذلك نشهد الكم الكبير من المسلسلات خلال شهر رمضان، وهذا الأمر يتم إيجاد الحل له من قبل المحطات من خلال رفع أسعارها وتوزيع المبلغ الذي يقبضه المنتج على مدار السنة، وبذلك لا يتم حصر إنتاج المسلسلات خلال شهر رمضان .
من خلال خبرتك، مالذي ينقص المجال التلفزيوني العربي؟
لدينا جيل جديد يمتلك أفكاراً خلاقة ومبدعة، ولكن للأسف لا توجد جهات ترعاهم وتشجعهم، فمثلاً خلال مهرجان دبي السينمائي نشهد مشاركات شبابية مهمة، ولكن بعد ذلك لا يجدون من يقف إلى جانبهم لمتابعة المسيرة، لذلك هذه الخطوة ستكون من مهمة الوزارات والحكومات، فمثلاً لماذا لا يكون لدينا مثل الدول الأوروبية ضريبة على بطاقة السينما، تأخذها الحكومة وعن طريق هيئات معنية يتم الاستفادة من المبلغ السنوي في دعم وتشجيع المواهب الشبابية، وبالأخص أن السينما والتلفزيون هي حياة لا تنتهي و دائمة الاستمرارية.