باراك أوباما، الرئيس لأمريكي السابق
قاد بارك أوباما حملتيه الانتخابيتين على أساس معارضة الحرب على العراق، واستمرار القوات الأمريكية في أفغانستان، هدفه كان حماية الجنود الأمريكيين من الموت في حروب خارج بلادهم، فانسحب من مناطق النزاع، تاركاً الساحة للحلفاء فكان الحظر الجوي على ليبيا في عام 2011، وفي الوقت نفسه سعى لإغلاق الملف النووي الإيراني فكان توقيع الاتفاق في عام 2015 بمثابة إنجاز يُحسَب للرئيس الأمريكي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أصول باراك اوباما وطفولته
ولد باراك حسين أوباما (Barack Hussein Obama) المعروف بـ (باراك أوباما) في مركز كابيئولي الطبي للنساء والأطفال في هانلولو بولاية هاواي الأمريكية في الرابع من شهر آب/أغسطس عام 1961، والده باراك أوباما الأب من أصول أفريقية من كينيا، والدته ستانلي آن دونهام من أصول بريطانية، حيث التقى والداه في عام 1960 في قسم اللغة الروسية في جامعة هاواي في مانوا؛ فقد كان والده طالباً أجنبياً حصل على منحة دراسية، وتزوجا في الثاني من شهر شباط/فبراير عام 1961.
وبعد ولادة بارك أوباما الابن انتقلت العائلة إلى واشنطن ليبقوا فيها مدة عام، في هذه الأثناء تابع بارك أوباما الأب دراسته وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد في هاواي في شهر حزيران/يونيو عام 1962، ثم تابع الدراسات العليا في جامعة هارفارد؛ فحصل على شهادة الماجستير في علم الاقتصاد، في شهر آذار/مارس من عام 1964 طلّق أوباما الأب زوجته، وعاد إلى كينيا، وتزوج من جديد، بقي بارك أوباما الابن يعيش مع والدته، ولم يزر والده إلا مرة واحدة في عام 1971، بعد ذلك توفي والده بحادث سير في عام 1982.
أوباما، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إندونيسيا
تزوجت والدته ستانلي آن دونهام من الطالب الإندونيسي لولو ستورو الذي كان يدرس في هاواي، وعندما تولى سوهارتو حكم إندونيسيا في عام 1967 قام باستدعاء جميع الطلاب الذين يدرسون في الخارج لإندونيسيا، فانتقلت ستانلي مع زوجها وطفلها باراك إلى إندونيسيا.
العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية
عاد باراك أوباما الابن إلى هونولولو في ولاية هاواي في عام 1971، حيث عاش مع جدته لأمه مادلين دونهام، في عام 1972 عادت والدته للعيش مع ابنها، وبقيت معه حتى عام 1977، ثم عادت إلى إندونيسيا للعمل كأنتربولوجية ميدانية، لتعود في عام 1994 للعيش مع ابنها في هاواي لكنها توفيت في عام 1995 إثر إصابتها بسرطان في المبيض.
دراسة باراك أوباما
درس باراك أوباما في مدارس إندونيسيا خلال تواجده مع والدته وزوجها هناك، وعندما عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1970 التحق بمدرسة يونهاو بولاية هاواي، وحصل على الشهادة الثانوية في عام 1979، ثم التحق بكلية اوكسيدنتال في لوس أنجلوس، ثم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك في عام 1981، حيث درس في كلية العلوم السياسية وتخصص في العلاقات الدولية، تخرج في عام 1983 بدرجة البكالوريوس، في عام 1988 التحق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، وتخرج منها في عام 1991 بتقدير جيد.
حياته العاطفية
التقى أوباما بميشيل روبنسون في شهر حزيران/يونيو 1989، خلال عمله في مكتب المحاماة بشيكاغو، ثم تزوجا في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1992، وأنجبت له ابنتان، هما: (ماليا آن من مواليد الرابع من شهر تموز/يوليو عام 1998، ناتاشا من مواليد العاشر من شهر حزيران/يونيو عام 2001).
دوره في الحياة السياسية
بدأ باراك أوباما حياته السياسية عضواً في مجلس الشيوخ، ثم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
عضو مجلس الشيوخ بولاية إلينوي
انتخب باراك أوباما عضواً في مجلس الشيوخ في ولاية إلينوي في عام 1997، حيث نجح في تمرير قانون يزيد من الإعفاءات الضريبية للعمال ذوي الدخل المنخفض، وقانون لزيادة الدعم للأطفال، ثم أصبح رئيساً للجنة الصحة في مجلس الشيوخ في شهر كانون الثاني/يناير عام 2003، استقال بعدها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر في عام 2004، بعد انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي.
عضو مجلس الشيوخ الأمريكي
انتخب باراك أوباما في عام 2004، حيث قام بالعديد من النشاطات، منها:
- التصويت لصالح تعديل قانون مراقبة المخابرات الأجنبية لعام 2008، الذي يمنح الحصانة من المسؤولية المدنية لشركات الاتصالات التي تتنصت على المكالمات بأوامر من وكالة الأمن القومي.
- عمل في لجان مجلس الشيوخ (للعلاقات الخارجية، البيئة، الأشغال العامة، شؤون المحاربين القدامى) في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2006.
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
رشح باراك أوباما نفسه للانتخابات الرئاسية في العاشر من شهر شباط/فبراير عام 2007، تغلب على منافسته هيلاري كلينتون في السابع من حزيران/يونيو عام 2008، وأصبح مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، في المقابل كان جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري لهذه الانتخابات، وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008 فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 365 صوت في المجمع الانتخابي مقابل 173 لمنافسه جون ماكين، وفي العشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 2009، استلم أوباما مهامه باعتباره الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الرابع من شهر نيسان/أبريل عام 2012 أعاد أوباما ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، وفي شهر حزيران/يونيو عام 2012 أصبح أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في وجه ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري، فحصد الفوز في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2012 لولاية ثانية بموافقة 332 من المجمع الانتخابي، ومن أهم سياسات أوباما خلال ولايتيه الأولى والثانية:
في مجال السياسة الداخلية
أصدر أوباما الكثير من القوانين، أهمها:
- قانون الأجور العادلة في عام 2009.
- إعادة تفويض برنامج التأمين الصحي، لدعم 4 ملايين طفل غير مؤمن عليهم.
- قانون الانتعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي، وقعه أوباما في السابع عشر من شهر شباط/فبراير عام 2009، ويقضي القانون بوضع حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 787 مليار $ تهدف إلى مساعدة الاقتصاد على التعافي من الركود العالمي المتفاقم، يتضمن القانون زيادة الانفاق الاتحادي للرعاية الصحية، والبنية التحتية، والتعليم، واعفاءات ضريبية مختلفة وحوافز، وتقديم المساعدة المباشرة للأفراد.
- قانون مراقبة الميزانية وقعه أوباما في عام 2011، يفرض القانون قيوداً على الانفاق حتى عام 2021، كما يحدد إجراءً لزيادة سقف الدين، ويخلق لجنة مختارة ومشتركة في الكونغرس للحد من العجز.
- عين امرأتين في المحكمة الدستورية العليا في الخامس من شهر آب/أغسطس عام 2009، ليصبح عدد النساء في هذه المحكمة ثلاث سيدات للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي.
- اعترض على قانون جاستا في الكونغرس؛ الذي أقر بعد تجاوز الكونغرس للفيتو بتصويت ثلثي أعضائه عليه في عام 2016، ويسمح لأهالي ضحايا الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001، برفع دعاوي على الحكومات التي ينتمي منفذو الهجمات لبلدانها، لمطالبتهم بالتعويضات.
في السياسة الخارجية
رسم سياسته الخارجية على الشكل التالي:
- ألقى خطابين في العاصمة التركية (أنقرة)، والمصرية (القاهرة) في عام 2009، أكد فيهما على أهمية التواصل مع العالم الإسلامي.
- حاول إغلاق معتقل غوانتنامو، لكن الكونغرس الأمريكي رفض بحجة عدم توفر الأموال اللازمة لذلك.
- رفض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لبناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية في شهر آذار/مارس عام 2010.
- توقيع اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية مع روسيا في شهر نيسان/أبريل عام 2010.
- سحب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011.
- استخدم أوباما حق الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في عام 2011.
- خلال ولايته الأولى قتل أسامة بن لادن، المسؤول عن أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، وذلك في الأول من أيار /مايو عام 2011.
- شن حرباً على ليبيا لتطبيق الحظر الجوي الذي تبناه مجلس الأمن رقم 1973 في عام 2011، وكانت النتيجة قتل الرئيس الليبي معمر القذافي.
- إطلاق برنامج لتدريب معارضي النظام في سورية تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ووزارة الدفاع الأمريكية في عام 2012، وتم التخلي عنه في عام 2015 بسبب فشله.
- خفض القوات الأمريكية في أفغانستان من 68 ألف جندي إلى 34 ألف جندي، في شهر شباط/فبراير عام 2014.
- تطبيع العلاقات مع كوبا في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2014، وأعيد افتتاح السفارتين الكوبية في واشنطن والأمريكية في هافانا في العشرين من شهر تموز/يوليو عام 2015.
- تقديم الدعم اللوجستي للتحالف العربي ضد اليمن في شهر آذار/مارس عام 2015.
- توقيع الاتفاق النووي الإيراني في شهر تموز/يوليو عام 2015، الذي تضمن رفع العقوبات عن إيران مقابل تخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
نشاطات بارك أوباما غير السياسية
كان لبارك أوباما العديد من المناصب غير السياسية، منها:
- مديراً لمشروع المجتمعات النامية (DCP) في شيكاغو، وهي جمعية اجتماعية تابعة للكنيسة، حيث عمل هناك كمنظم اجتماعي من شهر حزيران/يونيو عام 1985 إلى شهر أيار/مايو عام1988.
- خبيراً استشارياً ومدرباً لمؤسسة جاماليل، وهو معهد اجتماعي وتنظيمي في عام 1988.
- رئيس ًتحرير لمجلة القانون في جامعة هارفارد في عام 1988، ثم رئيس مجلس إدارة المجلة في عام 1989.
- مديراً لمشروع التصويت في ولاية إلينوي، وهي حملة لتسجيل الناخبين، بين شهري نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر من عام 1992.
- عضواً مؤسساً في مجلس إدارة الهيئة العامة للحلفاء في عام 1992.
- أستاذاً جامعياً، درّس القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو في الفترة بين 1992 و 2004.
- عضواً في مجلس إدارة صندوق وودز بشيكاغو، بين عامي 1994- 2002.
- عضواً في مجلس إدارة شركة آننبيرغ للتحدي، بين عامي 1995- 2002.
- محامياً بين عامي 1996- 2004.
- مؤلفاً، ألّف بارك أوباما كتابين هما:
- أحلام من أبي: قصة عرق وإرث، المنشور في عام 1995.
- جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي، المنشور في عام 2008.
تكريمات حاز عليها باراك أوباما
حصل على جائزتين خلال توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، هما:
- جائزة نوبل للسلام في عام 2009، لجهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وبذلك يكون ثالث رئيس أمريكي يفوز بهذه الجائزة بعد ثيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وأول رئيس أمريكي يفوز بها في السنة الأولى من دخوله البيت الأبيض.
- وسام التميز باعتباره أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم في عام 2014، وفق التصويت الذي نظمه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية.
في الختام.. استطاع باراك أوباما الوصول إلى البيت الأبيض لولايتين متتاليتين، اتخذ خلالهما العديد من المواقف والسياسات التي ستؤثر على تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، كإعادة العلاقات مع كوبا، وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، لكنه فشل في حل الأزمة السورية لتصبح هذه الأزمة في عهدة الرئيس المقبل دونالد ترامب، حيث سيستلم مهامه باعتباره الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 2017.