باحثون- الناس تخدعهم الصور المحرفة
توصل باحثو جامعة وُرِك البريطانية إلى نتيجة مفادها أنّ الناس يسقطون بسهولة نسبيا في فخ الصور المحرفة بعد أن عرضوا صورا أصلية وأخرى محرفة على مئات المتطوعين لتقييمها من ناحية مدى صحتها بعد أن حرف الباحثون هذه الصور من خلال تركيب قارب فوق بحيرة على سبيل المثال أو من خلال تغيير ظروف الضوء.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم الإثنين ( السابع عشر من تموز 2017) في دورية "كوجنيتف ريسيرش، برينسبالس اند امبليكشنز" لدراسات البحث الإدراكي ومبادئه وآثاره. وبشكل عام فإنّ المحترفين يستطيعون ببساطة و باستخدام برامج حاسوب حديثة لمعالجة الصور تعديل الصور. بل أصبحت هناك الآن برامج حاسوب متخصصة في كشف الصور المزيفة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقال الباحثون تحت إشراف صوفي نايتنغيل إنّ دراسات سابقة تضمنت صورا كومبيوترية أظهرت أن كثير من الناس لا يستطيعون الكشف عن أوجه الخلل في الأشكال الهندسية. أراد الباحثون من خلال هذه الدراسة معرفة مدى قدرة الناس على التعرف على أوجه التحريف في الصور الحقيقية اليومية "حيث إن للصور تأثيرا قويا على ذكرياتنا، فإذا لم يستطع الناس التمييز بين التفاصيل الحقيقية والتفاصيل المزيفة في الصور فمن الممكن من خلال التلاعب في الصور غالبا تغيير ما نعتقد به وما نتذكره" حسبما أوضح ديريك واتسون، أحد المشاركين في الدراسة، في بيان عن الدراسة.
وعرض الباحثون خلال إحدى التجارب التي شارك فيها 707 متطوعين عشر صور على كل متطوع منها خمس صور أصلية وخمس مزيفة. حصل الباحثون على هذه الصور من خلال البحث على موقع غوغل للصور وركبوا على سبيل المثال قاربا في صورة بها رجل يمسك سمكة أو جعلوا أسنان الرجل أكثر لمعانا. يعتبر هذان التغييران معقولين فيما يتعلق بقوانين الفيزياء.
غير أن الباحثين حرفوا الصور بشكل غير معقول حيث تم تشويه مجموعة أشجار في الخلفية أو أزالوا ظل أشجار رغم أن انعكاس هذه الأشجار لا يزال يرى في المياه. كان على المتطوعين أن يقولوا ما إذا كانت الصورة قد حرفت أم لا، واستطاعوا التعرف على الحقيقة في 66% من الحالات ولكنهم نجحوا في كشف الحقيقة أكثر عندما كانت الصور أصلية.
وقال الباحثون إنه إذا كان جميع المشاركين في الدراسة قد اعتمدوا على التخمين في حكمهم لكانت نسبة الإصابة 50% "ولذلك عواقب وخيمة بسبب العدد الكبير من الصور والصور محتملة التزييف التي يتعرض لها الناس يوميا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الإلكترونية و وسائل الإعلام. وكان على المشاركين في الدراسة اكتشاف الخطأ المحتمل في رسم نقطي بمساحة 3 x 3 وهو ما نجحوا فيه في 45% فقط من الحالات. وتعرف المتطوعون على التغييرات غير المنطقية فيزيائيا بشكل أفضل بعض الشيء عن التغييرات المنطقية فيزيائيا.
وتبين للباحثين في تجربة أخرى تم إعدادها بشكل مشابه أنّ التحريفات كانت سهلة الاكتشاف كلما ازدادت نقط الصور المعرضة للتلاعب. كما كان المتطوعون أقدر على التعرف على التحريف الموجود في الصورة منه على تمييز صورة محرّفة عن صورة أصلية. وكان المتطوعون ذوو الميول المتشككة تجاه صحة الصور أفضل تمييزا للصور المزيفة.
م.م/ ط.أ ( د ب ا)