"بابا نويل"يرسم البسمة على شفاه أطفال المهاجرين في كاليه!
قام متطوعان من منظمتي "Secours Populaire" و "سلام" بالتنكر بزي "بابا نويل" لإدخال البهجة إلى قلوب المهاجرين في كاليه. إذ قاما هناك بتوزيع الطعام والملابس الدافئة والهدايا وإنشاد ترنيمات عيد الميلاد مع أطفال المهاجرين الذين يعيشون في ظروف قاسية في منطقتي كاليه ودونكيرك.
في مقطع فيديو نُشر على صحيفة La Voix Du Nord الفرنسية، ظهر المتطوعان المتنكران بزي "بابا نويل" أحدهما يرتدي الأحمر والآخر الأخضر، وهما يتحدثان مع المهاجرين ويسألان بعض الأطفال عن أمانيهم للعام الجديد.
أريد خيمة وبطانية دافئة!
صبي كردي عراقي صغير نظر إلى "بابا نويل" المتطوع وأفصح عن أمنيته بخجل والتي كانت "خيمة وبطانية دافئة". فردت إحدى المتطوعات المشاركات "أنا آسفة، لا نتوفر عليها". ارتبك الطفل الصغير وبدأ يبتعد، إلا أنه ظل مبتسما في وجه "بابا نويل" وهو يحمل الهدايا التي تلقاها.
صحيح أن الثلوج لم تتساقط بعد في هذه المنطقة، لكن درجات الحرارة متدنية للغاية، ولمواجهة البرد، قام متطوعون من المنظمتين بتوزيع وجبات طعام على الجميع. جمعية "سلام" التي تعمل مع المهاجرين في المنطقة منذ عام 2002 ، صرح أحد أعضائها لـ La Voix du Nord أنهم يهدفون إلى توزيع أغطية تدفئة وملابس شتوية وبعض الشوكولاتة، بالإضافة إلى وجبة الإفطار التي تقدمها Secours Populaire يوميًا للمحتاجين.
ألعاب للأطفال!
طلب رئيس منظمة Secours Populaire ، كريستيان هوغارد ، من زملائه المتطوعين "البحث عن بعض الألعاب للأطفال" ، عندما لاحظ أن هناك طفلين رفقة عائلة عراقية كردية وسط مجموعة من الشبان المصطفين في طابور للحصول على الطعام. وفقًا لتقرير La Voix du Nord ، الفتاة الصغيرة رفقة الأسرة تبلغ من العمر ست سنوات، تبدو "شاحبة" وتسعل بشدة، إنها تمضي الليل في العراء رفقة أسرتها.
حتى الكبار اصطفوا في الطابور لالتقاط صور سيلفي مع "بابا نويل" المتطوع. قال رجل إيراني في العشرين من عمره يتكئ على عكاز بسبب إصابة في ساقه "أنت تمدني بالطاقة، شكرًا لك". وبعد هذا المكان الذي يجتمع فيه مهاجرون أغلبيتهم من الأكراد العراقيين، انتقل المتطوعون لمكان آخر يجتمع فيه الإريتريون والسودانيون. حيث نصب كثيرون منهم خيامهم على "ألواح خشبية قديمة لمحاولة تجنب البرد والرطوبة خلال الليل".
أحلم أن أصبح مصمما في الضفة الأخرى!
بينهور، واحد من المهاجرين المتواجدين في المنطقة، قال لمراسل الجريدة الفرنسية إنه يحلم بأن يصبح مصممًا عندما يصل إلى إنجلترا. في نقطة توزيع أخرى، قال رجل هندي من السيخ اسمه ديفي إنه فشل عدة مرات في الوصول إلى المملكة المتحدة. وأضاف "في إحدى المرات قبضت علينا الشرطة، وفي مرة أخرى تعطل القارب، ومرة انتظرنا عشر ساعات ولم يحضر الشخص الذي وعدنا بمساعدتنا على العبور".
صرح بعض المتطوعين للصحيفة أن تجاهل هؤلاء الأشخاص وتهميشهم أسوأ من البرد الذي يعيشون فيه. وتوضح المتطوعة أنيك للجريدة الفرنسية المحلية بأنهم "أشخاص مثلنا تمامًا، الظروف أوصلتهم لهذه الحالة، بعضهم فقد كل ما يملك لدى محاولة العبور للضفة الأخرى". تقرير الجريدة الفرنسية يصف المهاجرين بأنهم يعانون بشدة من الاضطهاد. غالبيتهم يطلبون الأحذية والملابس التي فقدوها أثناء محاولتهم الصعود إلى متن قوارب لعبور القناة .
تم في الآونة الأخيرة تفكيك المخيم العشوائي من قبل السلطات الفرنسية، لكن بعدها بيومين عادت خيام المهاجرين إلى منطقة الساحل Loon Plage. المتطوعة من منظمة سلام، كلير ميلوت، صرحت لـ La Voix du Nord أنها لم تر هذا العدد الكبير من الناس في حالة مزرية كهذه من قبل. وقالت إنها قلقة، لأن هناك العديد من الأطفال في المخيم "نحن متخوفون للغاية من أن يموت شخص ما في ظل هذه الظروف".
داميان بيدولت، كاهن في كنيسة بالمنطقة وصف ما يجري للصحيفة بقوله "هذا غير إنساني ولا توجد كلمات لوصف ما يجري". أما "بابا نويل" المتطوع، فقد أخبر المراسل الفرنسي أنه مر بجانب هذه المخيمات بسيارته ورأى حال المهاجرين، وهو ما جعله يفكر في مستقبل مجتمعنا وإنسانيتنا.
المنظمات الخيرية تدعو للتبرع بالأحذية
تدعو الجمعيات التي تدير عملية التوزيع، سكان المنطقة للتبرع بالأحذية لأنها من أكثر الأساسيات التي يحتاجها المهاجرون. السلطات الفرنسية وضعت من جهتها خطة لمساعدة المهاجرين خلال الطقس البارد، وخصصت قاعات الألعاب الرياضية للأشخاص الذين ينامون في الشارع.
جان كلود لينوار، رئيس جمعية سلام قال في تعليقه على الموضوع لـ La Voix du Nord إن المهاجرين يحاولون إيجاد مكان للإقامة طوال اليوم نظرا لدرجات الحرارة المتدنية، لكن هذه القاعات لا يمكنها استيعاب كل من يحتاج لمكان يأويهم ويقيه من برد الشتاء القارس.