بـ 120 كيلو من أسلاك الذهب.. الكعبة تكتسي بحلتها الجديدة
تزن كسوة الكعبة المشرفة 1350 كيلوغرامًا ويبلغ ارتفاعها 14 مترًا
في مشهد يتكرر سنويًا، ويحمل في طياته روحانية خاصة، شهد المسجد الحرام عملية تغيير كسوة الكعبة المشرفة، فجر اليوم الأحد الأول من المحرم 1446 هجرية.
تغيير كسوة الكعبة المشرفة 2024
وقامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتنفيذ هذه المهمة الدقيقة، مستعينة بفريق متخصص من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة في عملية استمرت لمدة 4 ساعات كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي تفاصيل العملية، انتشر 159 حرفيًا ماهرًا حول جوانب وسطح الكعبة، كل في موقعه المحدد، ليبدؤوا رحلة استبدال الكسوة القديمة بالجديدة، الكسوة الجديدة، التي تزن 1350 كيلوغرامًا، ويبلغ ارتفاعها 14 مترًا، تتألف من أربعة أجزاء رئيسية، إضافة إلى ستارة الباب.
وفي مشهد يأخذ الأنفاس، رفعت الأجزاء الأربعة للكسوة الجديدة واحدة تلو الأخرى إلى أعلى الكعبة، لتبدأ عملية الاستبدال الدقيقة، وتم تثبيت كل جزء من أعلى، ثم إنزاله ببطء ليحل محل الكسوة القديمة في حركة متناغمة أشبه برقصة روحانية.
بعد اكتمال تثبيت الجوانب الأربعة، جاء دور الأركان لتُحاك بعناية من أعلى الكسوة إلى أسفلها.
وفي المرحلة الأخيرة، تم تركيب ستارة باب الكعبة، وهي عملية تطلبت دقة متناهية ووقتًا إضافيًا، وتم عمل فتحة في القماش الأسود بمقاس 3.33 أمتار عرضًا و6.35 أمتار طولًا لاستيعاب الستارة، مع إضافة ثلاث فتحات إضافية لتثبيتها بإحكام.
تغيير #كسوة_الكعبة_المشرفة من خلال رفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة المشرفة ثم إنزال السابقة تدريجيًا، حيث يبلغ ارتفاع كسوة الكعبة المشرفة 14 متراً.
— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين (@AlharamainSA) July 6, 2024
The Kiswah of the Ka"bah is changed by raising the new Kiswah to the roof of the Ka"bah and then gradually lowering and removing… pic.twitter.com/hHTIK4Aq0X
كسوة الكعبة المشرفة: تحفة فنية إسلامية
تتميز كسوة الكعبة بنقوشها الفريدة المنسوجة بخيوط سوداء باستخدام تقنية الجاكارد المتطورة، وتزدان بعبارات إسلامية مقدسة مثل "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"سبحان الله وبحمده"، مكررة بشكل متناغم على كامل مساحة القماش.
وكشف مسؤول في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة عن الأرقام المذهلة وراء هذا العمل الفني الضخم، حيث يتطلب صنع الكسوة استخدام ما يقارب طناً من الحرير الخام المصبوغ باللون الأسود، إضافة إلى 120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب و100 كيلوغرام من أسلاك الفضة.
وأضاف المسؤول أن الكسوة تتكون من 16 قطعة تشكل الحزام الرئيسي، مع 7 قطع إضافية أسفله، كما تضم 17 قنديلاً منقوشاً بأدعية إسلامية، و4 لوحات تحمل سورة الإخلاص موزعة على جوانب الكعبة الأربعة.
ومن الجدير بالذكر أن عملية تثبيت الكسوة تتم بعناية فائقة، حيث يتم استخدام 60 حلقة مذهبة لتثبيتها على رخام الشاذروان، مما يضمن صمودها أمام مختلف الظروف الجوية.
صناعة كسوة الكعبة في مجمع الملك عبد العزيز
يجدر الإشارة إلى أنه في قلب المملكة العربية السعودية، يوجد مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي يضم نحو 200 من الكوادر الوطنية المؤهلة، يمزج بين الحرفية التقليدية والتقنيات الحديثة في صناعة كسوة الكعبة.
ويتألف المجمع من سبعة أقسام رئيسية، تشمل المصبغة والنسيج الآلي واليدوي، إضافة إلى أقسام الطباعة والحزام والمذهبات والخياطة.
ويبرز قسم تجميع الكسوة بشكل خاص، حيث يحتضن ما يعتبر أطول ماكينة خياطة في العالم، بطول يصل إلى 16 متراً، وتعمل بتقنية الحاسب الآلي.
وفي إطار سعيه للتميز، يضم المجمع عدداً من الأقسام المساندة كالمختبر وإدارة الجودة، فضلاً عن أقسام تعنى بالخدمات الإدارية والعلاقات العامة، كما يولي المجمع اهتماماً خاصاً بصحة وسلامة العاملين من خلال أقسام مخصصة للرعاية الصحية والسلامة المهنية.