انطلاق مهرجان كان - مشاركة سعودية تاريخية وجدل "مي تو"يتكرر
انطلق مهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين مساء أمس الثلاثاء (14 مايو/ أيار 2024)، حيث سار نجوم مثل ميريل ستريب وجين فوندا وهايدي كلوم على السجادة الحمراء في مدينة كان بمنطقة كوت دازور على البحر المتوسط، بجنوب شرقي فرنسا.
وتجيء المشاركة العربية في هذه النسخة من مهرجان كان خجولة نسبياً، إذ يوجد فيلم عربي وحيد في مسابقة "نظرة ما" وهي المسابقة الثانية في المهرجان بعد المسابقة الرئيسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويتعلق الأمر بفيلم "نورة" للمخرج توفيق الزيدي، وهي المرة الأولى في تاريخ مهرجان كان السينمائي الدولي، التي يتواجد فيها فيلم سعودي ضمن المسابقتين الأوليين. وضمن فقرة العروض الأولى، سيتم عرض الفيلم المغربي "الكل يحب تودة" للمخرج نبيل عيوش.
وتوجد عدد من الأفلام العربية في مسابقات فرعية داخل مهرجان كان، منها فيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، ضمن مسابقة "أسبوع المخرجين"، بينما يشارك الفيلم التسجيلي المصري "رفعت عيني للسما" في المسابقة الرسمية لـ"أسبوع النقاد".
جدل الاعتداء الجنسي
وتشهد نسخة هذا العام من المهرجان توالي الاتهامات بالاعتداء الجنسي في قطاع السينما الفرنسية، بعد خمسة أشهر من إعلان الممثلة الفرنسية جوديت غودريش الصوت ضد الاعتداءات الجنسية في السينما الفرنسية.
وستعرض الممثلة، التي اتهمت المخرجين الفرنسيين بونوا جاكو وجاك دويون باغتصابها في فترة مراهقتها، اليوم الأربعاء فيلماً قصيراً بعنوان Moi Aussi ("أنا أيضا") تكريما للضحايا.
ويشكّل هذا العرض محطة بارزة بدلالاتها، في وقت طالبت مئة شخصية، بينهم ممثلاث شهيرات من أمثال إيزابيل أدجاني وإيمانويل بيار وجولييت بينوش، بقانون شامل ضد العنف الجنسي في فرنسا.
السعفة الفخرية لـ"سيدة هوليوود الكبرى"
وكان من أبرز المحطات خلال أمسية الافتتاح مساء الثلاثاء، منح السعفة الذهبية الفخرية "لسيدة هوليوود الكبرى" النجمة الأمريكية ميريل ستريب البالغة 74 عاماً، والتي تُعدّ من أشهر الممثلات في تاريخ هوليوود، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.
وحظيت ستريب، التي ارتدت فستاناً أبيض ملفوفاً بأكمام طويلة، بحفاوة بالغة من الجمهور. وقالت ستريب: "عندما كنت في مدينة كان للمرة الأولى قبل 35 عاما كان لدي ثلاثة أطفال، وكنت على وشك أن أبلغ الأربعين من عمري واعتقدت أن مسيرتي قد انتهت". وتابعت ستريبت: "السبب الوحيد لوجودي هنا اليوم واستمرار ذلك هو الفنانون الموهوبون جدًا الذين عملت معهم (...). وشكرت ستريب الجمهور وقالت "إنني ممتنة جدًا لأنكم لم تتعبوا من وجهي بعد".
والتقت ستريب في كان مجدداً بغريتا غيرويغ التي شاركت النجمة الهوليوودية في فيلمها "ليتل ويمن" سنة 2019. وتخطو غريتا غيرويغ، التي أصبحت مذاك أول مخرجة تحقق أكثر من مليار دولار من خلال فيلم "باربي"، خطواتها الأولى كرئيسة للجنة تحكيم مهرجان كان، في مؤشر جديد إلى تبدل موازين القوى في عالم الفن السابع. وقد تم الترحيب على المسرح بغيرويغ مساء الثلاثاء بجانب ستريب.
وتضم اللجنة أيضاً أسماء شهيرة أخرى، من أمثال الممثل الفرنسي عمر سي أو الممثلة الأمريكية المنتمية إلى السكان الأصليين ليلي غلادستون التي لفتت الانتباه قبل عام في مهرجان كان من خلال مشاركتها في فيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، وأيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
كما تُشكّل مشاركة المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا (85 عاماً) وعدد من زملائه في ما عُرف بـ"هوليوود الجديدة" في المسابقة الرسمية بفيلم "ميغالوبوليس" Megalopolis خطوة تتعدى أهميتها الأشخاص أنفسهم، إذ يوجّه من خلالها المهرجان تحية قد تكون الأخيرة لحركة غيّرت تاريخ السينما.
وينتافس كوبولا مع المخرج بول شريدر، المعروف أكثر بكونه كاتب سيناريوهات أفلام مارتن سكورسيزي، وخصوصاً "سائق التاكسي" Taxi Driver"، ويطمح شرايدر إلى أن يحقق فوزاً أول بالجائزة بفضل "أُو، كندا" Oh, Canada.
وتمكن المخرج الإيراني محمد رسولوف، المحكوم عليه بالجلد وبالسجن خمس سنوات في وطنه، من مغادرة إيران قبل وقت قصير من المهرجان، كما أعلن هو نفسه على إنستغرام. ومن المحتمل أنه غادر إيران براً إلى تركيا ولا يزال بإمكانه الوصول إلى مدينة كان لعرض فيلمه.
وهناك تكهنات بأن رسولوف قد يحضر العرض الأول لفيلمه "بذرة التين المقدس" يوم الجمعة القادم. وقال المخرج الذي فاز من قبل بالجائزة الكبرى لمهرجان برلين السينمائي عن فيلم "لا يوجد شر" عام 2020 إن السلطات الإيرانية ضغطت عليه من أجل سحب فيلمه من مهرجان كان.
ع.ا (أ ف ب، رويترز، موقع كان)