انخفاض نسبة مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا
لعبت الرسوم الجمركية المفروضة دورًا هامًا في انخفاض المبيعات
تشهد شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية تراجعًا ملحوظًا في مبيعات سياراتها في أوروبا خلال يوليو من العام الجاري، حيث تأثرت المبيعات بشكل كبير بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الاتحاد الأوروبي، وهو ما فاقم الانخفاض الأوسع في مبيعات السيارات الكهربائية.
ووفقًا لبيانات "داتا فورس"، فإن العلامة التجارية الصينية "مثل إم جي"، و"بي واي دي"، التابعة لشركة "إس أيه آي سي موتور، شكلت نسبة 9.9 من تسجيلات السيارات الكهربائية في أوروبا، وذلك مقارنة بنسبة 10.2% في يوليو من عام 2023.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض الطلب العام على السيارات الكهربائية، بعد أن ألغت ألمانيا، والتي تعد أكبر سوق للسيارات في أوروبا، الحوافز المقدمة لهذه السيارات نهاية العام الماضي.
نجاح رغم التحديات
وقد سجلت الشركة المالكة لـ"إم جي" انخفاضًا بنسبة 38% في تسجيلات السيارات كالهربائية في أوروبا خلال يوليو مقارنة بالعام الماضي، فيها سجلت هبوطًا أكبر بنسبة 60% مقارنة بشهر يونيو.
وكانت شركة "إس أيه آي سي" قد سلمت أكثر من 13 ألف سيارة إم جي كهربائية للتجار الأوروبيين في يونيو قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، وهو ما أدى إلى نقص في السيارات المتاحة للبيع في يويو.
ورغم هذه التحديات، تمكنت "بي واي دي" من تعزيز وجودها في السوق الأوروبي خلال يوليو مقارنة بالعام الماضي، وذلك رغم الانخفاض الطفيف في مبيعاتها بنسبة 5.5% عن الشهر السابق، حيث تعمل الآن على فتح أسواق جديدة لها في المجر وتركيا لتجنب الرسوم الجمركية المستقبلية.
وفي الوقت نفسه، تقوم شركات أخرى مثل "إكس بنغ"، و"بولستار" بتوسيع إنتاجها خارج الصين لتفادي الرسوم الجديدة، حيث بدأت شركة بولستار في إنتاج سيارات في الولايات المتحدة، أما شركة "إكس بنغ" تسعى لإنشاء مصنع لها في أوروبا.
اقرأ أيضًا: تصعيد الحرب التجارية.. بكين تضع الألبان الأوروبية تحت المجهر
توترات تجارية بسبب الرسوم الجمركية
فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية عالية على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 48%، وقد أدى ذلك إلى توترات تجارية بين بروكسل والصين، حيث ردت الصين بالتحقيق في قضايا إغراق مشروبات البراندي الأوروبية، ولكنها لم تفرض رسومًا إضافية حتى الآن، كما وضعت الألبان الأوروبية في السوق الصينية تحت المجهر.
وتحاول شركات صناعة السيارات الصينية التكيف مع التعريفات الجديدة على السيارات الكهربائية، وخاصة أنه من المتوقع أن تصبح هذه الرسوم الجمركية دائمة في نوفمبر، وذلك بناء على نتائج المحادثات التجارية الجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقد أوضحت المفوضية الأوروبية أن ردود شركة "إس أيه آي ي"، المملوكة للدولة على تحقيقها كانت غير كافية، وهو ما دفعها لفرض رسوم قصوى عليها، ومن المتوقع أن المفوضية تخطط لمساعدة صناعة السيارات الأوروبية بمزيد من الرسوم الجمركية على السيارات الصينية، والتي قد تصل إلى 63.3%.
يُذكر أن الحوافز المالية لا تزال عنصرًا حاسمًا في تحفيز مبيعات السيارات الكهربائية، فبلدان أوروبا مثل بلجيكا والدنمارك تقدم حوافر على السيارات؛ مما أدى إلى نمو الطلب على السيارات الكهربائية.
أما في ألمانيا، فقد انخفضت المبيعات بنسبة 37% في يوليو، ويعاني السوق من تراجع بنسبة 20% منذ بداية العام. وفي المملكة المتحدة، ارتفعت التسجيلات وسط تكهنات بأن المملكة المتحدة قد تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في فرض الرسوم الجمركية، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.
اقرأ أيضًا: محادثات صينية أوروبية حول رسوم السيارات الكهربائية