اليوم الوطني الإماراتي.. 45 عاماً على اتحاد بدأ بحلم ووصل للازدهار
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم غدا الجمعة، باليوم الوطني لها والذي يوافق يوم الثاني من ديسمبر من كل عام، ولكن لماذا تم اختيار هذا التاريخ على وجه التحديد؟.
يعود اختيار هذا اليوم ليكون يوما قوميا للإمارات، إلى عام 1971 حين اجمع حكام 6 إمارات هم «أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان الفجيرة وأم القوين» في 2 ديسمبر من العام المذكور واتفقوا على الاتحاد فيما بينهم وتم وضع دستور مؤقت ينظم عمل الدولة ويحدد أهدافها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
البداية بـ6 إمارات
وفي العاشر من فبراير عام 1972، قررت إمارة رأس الخيمة الانضمام إلى الاتحاد لتضع الإمارات قدميها على أول طريق التطوير والعالمية بدخول الإمارة السابعة إلى الاتحاد.
ولم يكن التاريخ السابق في الحقيقة هو البداية الحقيقية لدولة الإمارات، ولكن الأمر بدأ قبل 3 سنوات، ففي عام 1968، أعلنت بريطانيا رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط بحلول نهاية عام 1971 وهو ما كان يمكن أن يخلق اضطرابا سياسيا واستراتيجيا هائلا في المنطقة لو لم يقم أبناء هذه البلدان في تولي زمام الأمور وبالصورة الصحيحة.
قطر والبحرين رفضتا الانضمام
فكرة الاتحاد اختمرت في رأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في اجتماع بينهما عقد بقرية السميح الحدودية يوم 18 فبراير 1968 واتفقا حينها على أن أفضل السبل هو إقامة اتحاد بينهما وأن يقوما بدعوة الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وقد كان، ووجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين.
وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم وعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح ولكن الاقتراح باء بالفشل، حيث تمسكت كل من قطر والبحرين باستقلالهما، معلنتين سيادة كل منهما على أراضيها وهو ما حدث بالفعل ونالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية المطلوبة، ولكن مشكلة الإمارات بقيت قائمة.
فشل الاتحاد للمرة الثانية
ولم ييأس زايد وراشد، بل حاولا مرة أخرى جمع الإمارات تحت مظلة دولة واحدة، إلا أن هذه المحاولة قد آلت إلى سابقتها مع ظهور خلافات حول أمور كثيرة أبرزها موقع عاصمة الاتحاد وكيفية تمثيل الإمارات الأعضاء في مجلس الاتحاد، ولكن الحلم لا يمكن أبدا أن يموت، لذا حاول الشيخين من جديد.
وهذه المرة اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد وحدهما وقررا أن يشكلا اتحادا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور وعند إتمامه تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا، ولكن قرارا بالاتحاد بين دبي وأبوظبي كان قد اتخذ بالفعل ولم يبق إلا التنفيذ على أرض الواقع.
الشيخ زايد في اليمين وبجواره الشيخ راشد
إقرار الدستور وبداية عصر دولة الإمارات
وفي مساء يوم الأول من ديسمبر عام 1971، أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي وفي صباح اليوم التالي 2 ديسمبر، اجتمع حكام الإمارات السبع في قصر الضيافة في دبي ووافق أربعة منهم على الدخول مع إماراتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد، ولم يرفض الأمر سوى حاكم إمارة رأس الخيمة في حينها.
وبالفعل وقع حكام «أبوظبي، دبي، الشارقة، الفجيرة، أم القيوين وعجمان» على الدستور مطلقين شرارة البدء لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا، وخرج وقتها أحمد خليفة السويدي، مستشار الشيخ زايد، والذي عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة، ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد وميلاد دولة الإمارات.
وتم رفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي والذي يعرف اليوم باسم «بيت الاتحاد» وانتخب الشيخ زايد رئيساً للاتحاد، والشيخ راشد نائباً لرئيس الاتحاد، وقبيل الإعلان عن الاتحاد بيومين تعرضت الإمارات إلى اعتداء غاشم من جارتها إيران، بعد أن قامت الأخيرة عبر سلاح البحرية في 30 نوفمبر باحتلال الجزر الثلاث «طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبو موسى».