اليوم العالمي للتراث السمعي البصري: ما أهميته؟ ولماذا يجب الاحتفال به؟
ما أهمية التراث السمعي والبصري؟
متى نشأ اليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
لماذا نحتفل باليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
يحتفل العالم يوم 27 أكتوبر من كل عام بما يُعرف باسم اليوم العالمي للتراث السمعي البصري، فماذا تعرف عن هذا اليوم؟ ومتى نشأ؟ وما أهميته؟ ولماذا يجب الاحتفال به؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما أهمية التراث السمعي والبصري؟
يقول خايمي توريس بوديت، وهو شاعر مكسيكي ومدير عام سابق لليونسكو: "إن المحفوظات ليست مقابر ضخمة، وإنما هي أماكن أساسية لاستمرار الوعي البشري."
فالمحفوظات السمعية والبصرية تمثلان تراثاً مميزاً واستثنائياً، يجمع بين الهشاشة والقيود التقنية الشديدة، ويستلزم اهتماماً خاصاً لصونه والمحافظة عليه للأجيال القادمة.
فهذه المحفوظات تروي قصصاً عن حياة الناس وثقافاتهم، حيث يمثلون تراثاً لا يُقدر بثمن، ويؤكد على الذاكرة الجمعية للعالم، إلى جانب أنه يعتبر مصدراً قيماً للمعرفة، والتي تلعب دوراً رئيسياً في إبراز التنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي لمجتمعاتنا.
وتساعد هذه المحفوظات أيضاً على النمو الإدراكي للناس، وتعميق فهمهم بالعالم الذي يتشاركونه جميعاً، لذا فأصبح واجباً على جميع مؤسسات المعنية بالذاكرة المجتمعية أن تقوم بالمحافظة على هذا التراث، وضمان إتاحته للجمهور والأجيال القادمة.
متى نشأ اليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
يعود تاريخ إطلاق اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري إلى عام 2005، عندما قامت الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو باعتماد قراراً يعلن اختيار يوم 27 أكتوبر ليكون يوماً عالمياً للتراث السمعي البصري، وذلك بعدما شهدت الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو اعتماد توصية صون وحفظ نقل الصور، وكان ذلك في عام 1980.
ومع أن هذه التوصية التي اعتمدت قبل أكثر من 40 سنة ساعدت على زيادة الوعي بأهمية التراث السمعي البصري للحضارات الإنسانية، وكانت مفيدة في ضمان الحفاظ على هذه الشهادة الفريدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأجيال القادمة، إلا أنه من الضروري بذل المزيد من الجهود في هذا الشأن.
وأوضحت منظمة اليونسكو في موقعها الرسمي أن التسجيلات السمعية البصرية معرضة بشكل خاص للتلف أو التدمير، وهو ما يتطلب توليتها اهتماماً خاصاً، للمحافظة على أمنها على المدى الطويل.
لذلك، فإن الذكرى السنوية لاعتماد هذه التوصية، وتخصيص يوم 27 أكتوبر من كل عام كيوم عالمي للتراث السمعي والبصري، يعتبر فرصة مناسبة في الوقت المناسب لبدء حركة الاعتراف بفوائد الحفاظ على التراث السمعي البصري.
لماذا نحتفل باليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
مما لا شك فيه أن التسجيلات الصوتية والصور المتحركة هي عرضة للتلف أو التدمير في أي وقت، سواء بغير قصد أو عن عمد، وهو ما يجعل التراث السمعي البصري للإنسان، والذي يعد رمزاً أساسياً في القرن العشرين، من الممكن أن يُفقد تماماً وبشكل لا رجعة فيه، سواء نتيجة للإهمال أو التدهور الطبيعي أو حتى التقدم التكنولوجي.
وهذا ما يجعل من الضروري جداً إشراك الوعي العام وتوعية الناس بأهمية الحفاظ على هذه التسجيلات، لذا فإن اليوم العالمي للتراث السمعي البصري تم إطلاقه بهدف أن يكون منصة لبناء الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التراث السمعي والبصري.
ويعتبر اليوم العالمي للتراث السمعي البصري مناسبة مهمة لزيادة الوعي العام بأهمية الوثائق السمعية والبصرية، وبأن هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لصونها والحفاظ عليها من التدمير.
كما أن هذا اليوم يعد فرصة للدول الأعضاء في منظمة اليونسكو من أجل تقييم أدائها فيما يتعلق بتنفيذ توصية 2015 المتعلقة بصون التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، وإتاحة الانتفاع به.
وإضافة إلى هذا، فإن تخصيص يوماً عالمياً للتراث السمعي البصري يعزز التدفق الحر للأفكار بالكلمة والصورة باعتبارهما أداتا تمثيل لتراث العالم المشترك، ولذاكرته، وبالتالي، فإن هذا اليوم يقوم بتسليط الضوء على دور التراث في بناء دفاعات السلام في أذهان أفراد المجتمع.
كيف نحتفل باليوم العالمي للتراث السمعي البصري؟
وأفادت منظمة اليونسكو بأن هناك العديد من الأنشطة التي يتم بها الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، وهي تشمل ما يلي:
- إطلاق المسابقات، مثل مسابقة تصميم شعار لهذا اليوم، من أجل تعزيز اليوم العالمي للتراث السمعي البصري.
- برامج محلية يتم تنظيمها كجهد مشترك بين أرشيف الأفلام الوطنية، والمجتمعات السمعية البصرية، ومحطات التلفزيون أو الإذاعة، والحكومات.
- عقد حلقات نقاش ومؤتمرات ومحادثات عامة بشأن أهمية الحفاظ على الوثائق السمعية البصرية الهامة.
- عروض أفلام خاصة تعرض محتويات سمعية أو بصرية نادرة.
اليوم العالمي للتراث السمعي البصري 2021
مع ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19، أصبح من الضروري أن ينتفع العالم بالتراث الوثائقي، بوصفه مصدراً مهماً للمعرفة، خاصة وأن الكثير من المؤسسات العالمية المعنية بالذاكرة الجمعية تسعى إلى إعادة فتح أبوابها للجمهور.
وإلى جانب هذا، فإن هناك نقص كبير في السياسات التمكينية للحفاظ على عناصر التراث الوثائقي، وتيسير الانتفاع بها، وقد ازداد الأمر سوء بسبب قلة الأموال المتاحة للمحفوظات والمكتبات والمتاحف، وهو ما يزيد من مخاطر فقدان التراث بشكل دائم.
وفي ظل هذا الواقع، تقوم منظمة البونسكو هذا العام بتنظيم حواراً عبر الإنترنت، ضمن فعاليات اليوم العالمي للتراث السمعي البصري 2021، حيث سيتم مناقشة السياسات بين مؤسسات الذاكرة الجمعية وأصحاب المصلحة الآخرين، بهدف تحديد فجوات السياسات في الصيانة الرقمية للتراث الوثائقي المُهدد بالفقد أو الضياع.