الوكالة الدولية للطاقة تحذر من تقلبات أسعار الغاز بـ 2025

  • تاريخ النشر: منذ 7 ساعات
مقالات ذات صلة
غازبروم تحذر من أسعار الغاز قد تتجاوز 3 آلاف دولار لكل ألف متر مكعب
بديل للطاقة في أوروبا.. اكتشاف ثالث أضخم احتياطي غاز في العالم بـ قبرص
الطاقة الدولية تتوقع تباطؤ نمو الطلب على النفط في 2024 و2025

كشف التقرير الفصلي الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة عن استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه أسواق الغاز العالمية خلال عام 2025، مع تزايد الطلب وبطء نمو العرض مقارنة بفترة ما قبل الجائحة وأزمة الطاقة. 

يأتي هذا التقرير في وقت حساس يشهد فيه قطاع الطاقة تحولات جذرية وتحديات جيوسياسية متزايدة، حيث وصل الطلب العالمي على الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في عام 2024، مدفوعًا بالنمو الاقتصادي السريع في أسواق آسيا والمحيط الهادئ. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، ارتفع استهلاك الغاز بنسبة 2.8% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعادل 115 مليار متر مكعب. 

ومع ذلك، لا يزال التوازن بين العرض والطلب هشًا؛ بسبب النمو البطيء في إنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) والأحداث المناخية المتطرفة التي أثرت على الأسواق خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

التوترات الجيوسياسية تزيد من تقلبات الأسعار

وقد أدت التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا في يناير 2025، إلى زيادة عدم الاستقرار في أسواق الغاز العالمية

وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يواجه خطرًا فوريًا على أمن الإمدادات؛ بسبب قدرته التخزينية الكبيرة وإمكانية الوصول إلى سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي، إلا أن دولًا مثل مولدوفا تواجه تحديات أكبر، وتحتاج إلى دعم دولي لضمان استقرار إمدادات الطاقة خلال فصل الشتاء.

آسيا تقود نمو الطلب العالمي

وقد شكلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ما يقرب من 45% من الزيادة في الطلب العالمي على الغاز في عام 2024، مدعومة بالنمو الاقتصادي السريع وزيادة الاستخدام الصناعي. 

كما شهدت أوروبا انتعاشًا طفيفًا في الطلب الصناعي على الغاز، رغم أنه ظل أقل من مستويات ما قبل الأزمة، ومن المتوقع أن تستمر آسيا في قيادة نمو الطلب في عام 2025، حيث ستسهم بأكثر من نصف الزيادة العالمية.

الغاز الطبيعي يحل محل النفط في قطاعات متعددة

وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة، فقد يستمر الغاز الطبيعي في استبدال النفط ومشتقاته في عدة قطاعات، بما في ذلك توليد الكهرباء والنقل. 

ففي الصين، سجلت مبيعات الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أرقامًا قياسية في عام 2024، مما ساهم في خفض الطلب على الديزل، كما من المتوقع أن يزيد استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود للسفن مع تشديد اللوائح المنظمة للانبعاثات.

أهمية مرونة إمدادات الغاز

وكشف التقرير الوكالة، إن الأحداث المناخية المتطرفة في عام 2024، مثل العواصف الشتوية وموجات الحر، أظهرت مدى اعتماد الأسواق على الغاز لتلبية احتياجات التدفئة والتبريد. 

ففي الولايات المتحدة، وصل الطلب على الغاز إلى مستوى قياسي خلال العاصفة الشتوية "هيذر"، بينما أدت موجات الحر في الهند إلى زيادة توليد الكهرباء من الغاز إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات. 

إمدادات الغاز الطبيعي المسال تتباطأ

ونما إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 2.5% فقط في عام 2024، وهو أقل بكثير من متوسط النمو السنوي البالغ 8% بين عامي 2016 و2020.

ويرجع ذلك إلى تأخيرات في المشاريع ومشاكل في إمدادات الغاز الخام في بعض الدول المنتجة، ومع ذلك، من المتوقع أن يتسارع النمو إلى 5% في عام 2025 مع بدء تشغيل عدة مشاريع كبيرة في أمريكا الشمالية وآسيا.

الغازات منخفضة الانبعاثات تحظى بدعم متزايد

شهدت الغازات منخفضة الانبعاثات، مثل الغاز الحيوي والهيدروجين، دعمًا سياسيًا قويًا في عام 2024، وزاد إنتاج الغاز الحيوي العالمي بنسبة 15%، مدفوعًا بالنمو في أوروبا وأمريكا الشمالية. 

كما تم تعزيز آليات الدعم للهيدروجين منخفض الانبعاثات، رغم أن تطوير المشاريع لا يزال محدودًا.

ودعت الوكالة الدولية للطاقة إلى تعزيز التعاون الدولي لتحسين أمن إمدادات الغاز في ظل الظروف الحالية للأسواق والتوترات الجيوسياسية. 

كما تم إطلاق عدة مبادرات في عام 2024 لتحسين شفافية السوق وتبادل البيانات، بما في ذلك إنشاء "آلية الإنذار المبكر العالمية" من قبل الاتحاد الأوروبي واليابان. 

وستستضيف المملكة المتحدة قمة دولية حول أمن الطاقة في أبريل 2025 لمعالجة المخاطر التقليدية والناشئة المتعلقة بأمن الطاقة.

تشير توقعات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن أسواق الغاز العالمية ستظل تحت الضغط في عام 2025 بسبب ارتفاع الطلب والنمو البطيء في الإمدادات، ومع ذلك، فإن التعاون الدولي والاستثمار في البنية التحتية للغاز ستلعب دورًا حاسمًا في ضمان أمن الإمدادات في المستقبل.