النجاح بعد الخامسة و الستين.. القصة الكاملة وراء دجاج كنتاكي
بدأ حياته ببيع الدجاج في محطات الوقود وبدأ سلسلة كنتاكي بعمر الخامسة والستين القصة الكاملة وراء هارلند دافيد ساندرز مؤسس كنتاكي
وجهه العجوز، بابتسامته المرحبة، وشعره الأبيض، ونظارته طاف العالم كلهن وصار علامة بارزة على الدجاج المقرمش الشهير ذي الخلطة السرية. دجاج كنتاكي. أشهر سلسلة مطاعم وجبات سريعة في العالم بأكمله.. حلم لم يحققه صاحبه في شبابه، بل في خريف العمر بعد أن بلغ الخامسة والستين. فما هي حكاية هارلند دافيد ساندرز، رجل الكنتاكي؟
بدايات قاسية:
ولد ساندرز في 1890 لعائلة فقيرة، و تربى فقيرا حيث كان والده عاملاً فى منجمٍ للفحم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
توفي والده وهو مازال طفلاً في عمر السادس. وهو ماجعل أمه تضطر للعمل حتى تستطيع الإنفاق على الأسرة. وكانت تترك ساندرز الصغير ليعتني بالمنزل وبإخوته الصغار أثناء غيابها في العمل طوال النهار. وكان عليه أن يعد لهم الطعام وهو ما جعله يتقن الطهى و هو فى عمر السابعة. ومن بينها الدجاج المقلي.
بعد زواج والدته اضطر ساندرز لترك المنزل للعمل في مزرعة، ثم التحق بالجيش الأمريكي في كوبا لمدة ستة أشهر وهو في السادسة عشر من عمره.
البداية في محطة الوقود:
بعد ذلك عمل في مهن متعددة، ومن بين الوظائف التي عمل بها: ملقم فحم، وقائد عبارة نهرية، وبيع بوالص التأمين، وبيع إطارات السيارات. ثم اتجه لدراسة القانون وعمل مديرا فى إحدى محطات الوقود. كان في الأربعين من عمره حين بدأ في طهي قطع الدجاج وبيعها لزبائن المحطة التي كان يديرها في مدينة كوربين بولاية كنتاكي الأمريكية. وبدأ صيته في الذيوع حتى أن الناس صاروا يأتون خصيصا لتناول طعامه، وهو ما ما مكنه من الانتقال للعمل كبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود، ملحق به مطعم اتسع لقرابة 142 شخص.
كرمه محافظ ولاية كنتاكي بلقب كولونيل وهو في الخامسة والأربعين من عمرع تقديرا لإجادته الطهي.
تغير المسار:
ظل ساندرز يبيع الدجاج الذي يطهوه ويحقق نجاحا معقولا حتى تم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم ساندرز، فانصرف عنه الزبائن.
تكاثرت عليه الديون وهو ما جعله مضطرا لبيع كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد ليعيش من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا.
كان ساندرز في هذا الوقت قد بلغ من العمر الخامسة والستين، وهو ما جعله يفكر في التقاعد بالمنزل وانتظار التأمين الاجتماعي كما يفعل الكثيرون ممن هم في مثل عمره. لكن هل استسلم؟
البداية بعد الستين:
لم يكن ساندرز من الأشخاص الذين يستسلمون للمكوث في المنزل بلا عمل،طالما أنه مازال قادرا على الوقوف على قدميه والعمل.لذلك فعندما وصهله أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي قرر أنه ليس مستعدًا للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة،ولذا أقنع بعض المستثمرين باستثمار أموالهم في دجاج مقلي شهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد تشيكن، في عام 1952. وعلى مدار 12 عاما أصبح هناك 600 مطعم يبيعون دجاج الكونونيل ساندرز .
عندما بلغ 77 عاما قرر أن يبيع جميع ممتلكاته لعدد من المستثمرين في مقابل 2 مليون دولار . ثم أصبحت شركة مساهمة تم بيعها مقابل 275 مليون دولار، وفي 1986 اشترتها شركة بيبسى مقابل 840 مليون دولار.
وعندما بلغ 90 عاما قام ساندرز بقطع حوالى 250 ألف ميل لزيارة جميع فروع كنتاكى فى اكثر من 100 دولة حول العالم وتضم اكثر من 33 الف عامل . قبل أن يتوفي وهو في التسعين من عمره. بعد رحلة طويلة، ونجاح بدأ بشعر شائب وقلب شجاع.