الموجات الفوق صوتية: كيف ساعدتنا على النظر داخل جسم الإنسان؟
ماذا يحدث داخل جسم الإنسان؟ وكيف ننظر إليه من الداخل؟ أسئلة أجابتها لنا الموجات فوق الصوتية، فتعرفوا معنا في هذا الموضوع على قصة اختراعها، وكيف غيرت عالمنا للأفضل؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اختراع الموجات الفوق صوتية
في عام 1956 م، قام طبيب التوليد إيان دونالد والمهندس توم براون بتطوير أول نظام لاستخدام الموجات الفوق صوتية، واعتمد هذا النظام في الأصل على أداة كانت تُستخدم للكشف عن العيوب الصناعية في السفن.
وتم استخدام هذا النظام لأول مرة لأغراض سريرية على يد مخترعيه في مدينة جلاسكو البريطانية.
وبحلول نهاية الخمسينيات من القرن العشرين، كانت الموجات الصوتية تُستخدم بشكل روتيني في مستشفيات المدينة.
الانتشار حول العالم
لكن الموجات الصوتية لم تنطلق بالفعل في مستشفيات بريطانية حتى السبعينات.
وببداية الثمانينات، أصبحت الموجات فوق الصوتية تُستخدم على نطاق واسع في المستشفيات الأمريكية.
وبحلول نهاية القرن العشرين، أصبح التصوير بالموجات فوق الصوتية روتينياً في عيادات الأمومة في جميع أنحاء العالم المتقدم.
استخدامات الموجات الفوق صوتية في الطب
حيث تُستخدم الموجات فوق الصوتية لتصوير هياكل الجسم والأنسجة، ويتم استخدام تلك الموجات من خلال أطباء النساء والتوليد لرؤية صورة الجنين داخل الرحم.
وتُستخدم أيضاً لتأكيد الحمل، ولتحديد جنس وعدد الأجنة، والكشف عن التشوهات مثل صغر الرأس أو غياب الكلى، وتُظهر حتى المشاكل في العمود الفقري إن وُجدت.
كيف يعمل جهاز الموجات الفوق صوتية؟
وفكرة استخدام الموجات فوق الصوتية تعتمد على إسقاط حزمة صوتية على الجزء المراد تصويره من الجسم، والتقاط انعكاسها المرتد من هذا الجزء، والذى يكون صورة تتدرج من الأسود إلى الأبيض، وذلك نتيجة لاختلاف المقاومة الصوتية بين أنسجة الجسم، حيث أن الأنسجة ذات المقاومة العالية تظهر بيضاء، والأنسجة عديمة المقاومة تظهر سوداء.
هل الموجات فوق الصوتية آمنة على الجنين؟
وواحدة من المزايا الرئيسية للموجات فوق الصوتية هى أنها لا تتطلب إدخال أدوات داخل الجسم.
وقد تم استخدام الموجات بأمان على الملايين من النساء الحوامل، ولم يتم العثور على أى نوع من الضرر الناتج عنها على الأم أو على الجنين.
تطور الموجات فوق الصوتية خلال السبعينات
وبعد أن أدخل الدكتور دونالد الموجات فوق الصوتية في مجال طب النساء والتوليد، مر هذا الاختراع بعدد من التغييرات، فجاء الأول في عام 1966 م عندما ابتكر كلا من جون ريد ودون بيكر تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية الدوبلرية النبضية، وهى تقنية جديدة سمحت بتصوير تدفق الدم عبر العديد من طبقات القلب.
ساعدت على فهم ماذا يحدث داخل جسم الإنسان
وأثبتت السبعينيات أيضاً أنها كانت عقداً رائعاً للموجات فوق الصوتية، حيث ظهرت العديد من التطورات الجديدة، بما في ذلك اختراع جهاز الموجه المستمرة والموجة الطيفية، والتي ساعدت الأطباء على اكتساب فهم أفضل للعديد من الأشياء التي تحدث داخل جسم الإنسان.
تطور الموجات فوق الصوتية خلال الثمانينات
وكانت الثمانينات هي العقد الذي تم فيه إنشاء أول تقنية للموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد. وبالفعل تم التقاط أول صورة ثلاثية الأبعاد لجنين في عام 1986 م.
شاهد أيضاً: تأثير موجات (Wi-Fi) على خصوبة الرجل
وخلال الثمانينيات، بدأت الموجات فوق الصوتية تصبح أكثر تعقيداً، لكنها لم تكن كذلك حتى التسعينيات عندما أصبحت شائعة. وبدأ اعتماد قدرة التقاط الصور رباعية الأبعاد بها.
الموجات فوق الصوتية اليوم
واليوم، تستمر الموجات فوق الصوتية في التطور مع الاكتشافات والاختراعات الجديدة، ومع انتشار الأجهزة المحمولة، يمكنك الآن استخدام تطبيق التصوير عن بعد المعتمد على نظام الموجات فوق الصوتية على جهازك المحمول الخاص بك.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت وكالة ناسا مؤخراً برنامج توجيه افتراضي للمساعدة في إجراء الموجات فوق الصوتية في الفضاء الخارجي، فحتماً هناك مفاجأة قريبة سنسمع بها في هذا المجال.