المركزي الكوري يثبت سعر الفائدة ويحذر من تباطؤ اقتصادي
قرر البنك المركزي الكوري الجنوبي تثبيت سعر الفائدة عند مستوى 2.75%
في خطوة تهدف إلى الحفاظ على استقرار العملة المحلية، قرر البنك المركزي الكوري الجنوبي تثبيت سعر الفائدة عند مستوى 2.75%، في ظل مؤشرات مقلقة على تباطؤ النمو الاقتصادي، ما قد يُجبر البلاد على مراجعة توقعاتها السابقة.
تثبيت الفائدة رغم المخاطر الاقتصادية
جاء قرار التثبيت، الذي وافق توقعات المحللين، كجزء من استراتيجية البنك لمراقبة التطورات المحلية والعالمية قبل اتخاذ خطوات جديدة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأوضح البنك في بيان سياسته النقدية أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، خصوصًا في ظل تغيّرات السياسة التجارية الأمريكية، وتأثير خطط التحفيز المالي التي أطلقتها الحكومة مؤخرًا.
كانت الحكومة قد أقرت ميزانية تكميلية بقيمة 12 تريليون وون (ما يعادل 8.45 مليار دولار) منتصف أبريل، خصصت جزءًا كبيرًا منها لدعم قطاع أشباه الموصلات، الذي يُعد من الركائز الاقتصادية الحيوية للبلاد.
أشار البنك إلى خطورة التقلبات الحادة في سعر صرف العملة الكورية "الوون"، التي شهدت اهتزازات قوية مطلع أبريل عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف البيان أن العودة إلى سياسات نقدية ميسرة قد تعيد الضغط على ديون الأسر، الأمر الذي يتطلب الحذر في التعامل مع المرحلة المقبلة.
انخفاض متوقع في نمو الناتج المحلي
كشف البنك أن بيانات النمو الاقتصادي للربع الأول من العام أظهرت تباطؤًا ملحوظًا، مع تراجع في الطلب المحلي والصادرات نتيجة التوترات السياسية المستمرة وتدهور أوضاع التجارة الدولية.
وبناءً عليه، من المتوقع أن تقل نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 عن التقدير السابق البالغ 1.5%.
ورغم تأكيد البنك على التمسك بسياسته التيسيرية، فإنه شدد على أن أي تخفيض مستقبلي للفائدة سيخضع لتقييم دقيق لظروف السوق المحلية والعالمية.
ضغوط أمريكية وانتخابات رئاسية وشيكة
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده كوريا الجنوبية، حيث تواجه البلاد رسوماً جمركية أمريكية بنسبة 25% على صادراتها من السيارات والفولاذ والألمنيوم، وتسعى الحكومة الكورية لتأجيل تنفيذ تلك الرسوم في إطار مفاوضاتها مع واشنطن، حسب ما صرح به وزير المالية تشوي سانغ-موك أمام البرلمان.
ومن المقرر أن تشهد كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية مبكرة في 3 يونيو، عقب إقالة الرئيس يون سوك-يول في مطلع أبريل، على خلفية إعلانه الأحكام العرفية لفترة قصيرة نهاية العام الماضي.
في أعقاب إعلان البنك المركزي، ارتفع مؤشر كوسبي للأسهم بنسبة 0.56%، فيما تراجع الوون أمام الدولار بنسبة 0.58% ليسجل 1,422، ما يعكس حالة القلق والترقب في الأسواق تجاه المسار الاقتصادي والسياسي المقبل للبلاد.