المخابرات الأمريكية تكشف عن اتصالات مسؤولين روس حول غزو أوكرانيا
نقلت تقارير صحفية أمريكية عن بعض المصادر داخل المخابرات الأمريكية، أن المخابرات قد اعترضت اتصالات لمسؤولين روس بينهم عملاء استخبارات وعسكريون، حول خطة روسيا لغزو أوكرانيا.
مسؤولون روس يُدركون كُلفة غزو أوكرانيا
ذكرت المصادر أن الاتصالات كشفت عن أن بعض المسؤولين الروس قلقون من أن غزواً واسع النطاق لأوكرانيا، سيكون أكثر تكلفة، وأصعب مما يدركه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الكرملين الآخرين.
أضافت المصادر أنه لا يوجد أي دليل على أن هؤلاء المسؤولين الروس سيعارضون الخطة الشاملة أو أنهم سيثورون ضد أوامر الرئيس الروسي.
من ناحية أخرى، أوضح مصدر آخر مطلع، أن المخابرات الأمريكية مقتنعة أن روسيا لديها جيش محترف من المتوقع أن ينفذ أوامر بوتين بشكل فعال. وهو ما يدعم فرضية غزو روسيا لأوكرانيا رغم مُعارضة بعض القادرة الروس.
العقوبات التي يتوعد بها الغرب روسيا
أما عن العقوبات التي يتوعد بها الغرب روسيا، في حال غزو أوكرانيا، فأول سيناريو محتمل هو معاقبة فلاديمير بوتن شخصياً، وفريقه الرئاسي وشخصيات عسكرية وتجميد أصولهم وحظرهم من المعاملات المصرفية الأجنبية، أيضاً قد تلجأ واشنطن والدول الأوروبية إلى منع مسؤولين وشخصيات روسية من دخول أراضيها.
من العقوبات أيضاً التي قد تقوم بها أمريكا، أن تلجأ واشنطن إلى منع روسيا من التعامل بالدولار الأمريكي، وهو القرار الذي من شأنه تقييد حركة المشتريات والصادرات الروسية حول العالم، كما سيؤثر بشكل كبير على مبيعاتها من النفط والغاز بالدولار.
ضمن ما يدور من مناقشات غربية إجراء عزل موسكو من شبكة الاتصالات المصرفية العالمية المعروفة بنظام "سويفت"، كما يمكن للقوى الغربية أن تتخذ إجراءات لمنع وصول روسيا إلى أسواق الديون الدولية. وهذا قد يحرم روسيا من تمويلات لتنمية اقتصادها، وقد ترتفع تكلفة الاقتراض في البلاد وتنخفض قيمة الروبل.
قد يقوم الغرب أيضاً بمنع تصدير سلع معينة لروسيا مثل التكنولوجيا والبرامج أو المعدات الأمريكية. وقد يشمل أشباه الموصلات الدقيقة المستخدمة بالسيارات والهواتف الذكية، والأدوات الآلية، والإلكترونيات الاستهلاكية. وخطورته تكمن في استهداف قطاعي الدفاع والفضاء الروسيين وقد يمتد لقطاعات اقتصادية. وكان البيت الأبيض طلب بالفعل من مصنعي الرقائق الإلكترونية الاستعداد لقيود جديدة على الصادرات الأمريكية لموسكو.
كذلك من المتوقع، زيادة محاصرة العملة الروسية، فسبق لواشنطن منع تحويل الروبل إلى الدولار، ما يعني عزل روسيا عن نظام الصرف العالمي. بالإضافة إلى تشديد القيود القائمة على السندات الروسية من خلال حظر المشاركة في السوق الثانوية، ومن شأن هذا منع حصول موسكو على أي تمويلات لمشاريعها المستقبلية ما يضعف نموها الاقتصادي.
بحسب تقارير صحفية أمريكية، العقوبات الغربية قد تشمل قطاعات الصناعة والطيران والبحرية وأجهزة الروبوت والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية ووزارة الدفاع الروسية.
يُذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي، أيضاً، كانت قد أعلنت عن عزمها استخدام خط "نورد ستريم 2" كورقة ضغط لمنع روسيا من تكرار غزوها لأوكرانيا، وهو الخط الذي يُشكل الشريان الحيوي لمبيعات الغاز الروسي نحو أوروبا. استخدام هذا الخط كورقة ضغط على موسكو، هو ما أكده جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، خلال تصريحات صحفية.
خط نورد ستريم 2 هو خط الغاز الذي يربط بين روسيا وأوروبا، فهو يمتد من روسيا إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، ويُمثل رابطاً مباشراً بين موسكو المنتجة للغاز والمستهلكين الأوروبيين، فيمتد على مسافة 1200 كيلومتر من فيبورغ في روسيا إلى لوبمين في ألمانيا، عبر بحر البلطيق متجاوزاً أوكرانيا وبولندا.
انتهت أعمال بناء الخط بشكل كامل قبل أشهر، لكنه ينتظر موافقة الحكومة الألمانية ليبدأ في نقل الغاز. ومن المتوقع أن يوفر هذا الخط 55 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا كل عام.