اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)
اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتاريخها
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحرب العالمية الأولى
جوائز اللجنة الدولية للصليب الأحمر
اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد الحرب العالمية الثانية
موظفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر
مهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر
أسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السويسري هنري دونان بهدف التخفيف من معاناة الناس خلال الحرب، لا سيما المدنيون الذين ليسوا طرفاً في الحروب لكنهم يدفعون الثمن الأكبر فيها، لها مكاتب في أكثر من ثمانين بلداً حول العالم.. فما هي هذه اللجنة؟ كيف تشكلت؟ ما هو هيكلها التنظيمي؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعريف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتاريخها
تعرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر باللغة الإنجليزية باسم (The International Committee of the Red Cross)، واختصارها (ICRC)، هي منظمة دولية غير حكومية أسسها السويسري هنري دونان في عام 1863، بهدف تخفيف معاناة الناس خلال الحروب، وهي جزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومئة وتسعين جمعية وطنية، وهي المنظمة الأقدم والأكثر تكريماً داخل الحركة، كما أنها واحدة من أكثر المنظمات المعترف بها على نطاق واسع في العالم، بعد حصولها على ثلاث جوائز نوبل للسلام في أعوام 1917 و 1944 و 1963.
تاريخ اللجنة الدولية للصليب الأحمر
حتى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن هناك منظمة ومؤسسة راسخة للتمريض وللجرحى، ولا توجد مؤسسات آمنة ومحمية لاستيعاب ومعالجة الجرحى في ساحة المعركة، وفي شهر حزيران/ يونيو عام 1859، سافر رجل الأعمال السويسري هنري دونان إلى إيطاليا للقاء الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث بهدف مناقشة الصعوبات في تسيير الأعمال في الجزائر (التي كانت تحتلها فرنسا آنذاك).
وعندما وصل إلى بلدة سولفرينو الصغيرة مساء يوم الرابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 1859، شهد معركة سولفرينو، التي اندلعت بين فرنسا والنمسا، حيث سقط في يوم واحد حوالي أربعين ألف جندي بين قتيل ومصاب إثر هذه المعركة، فانصدم هنري دونان من معاناة الجنود المصابين نتيجة عدم توفر مستلزمات الرعاية الصحية، ليتخلى عن الهدف من زيارته ألا وهو لقاء الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث بهدف مناقشة الصعوبات في تسيير الأعمال في الجزائر، وقرر البقاء لمساعدة الجرحى ورعايتهم، حيث نجح في تنظيم مستوىً هائل من المساعدة الإغاثية عن طريق تحفيز السكان المحليين على المساعدة من دون تمييز بين المصابين.
وعندما عاد إلى منزله في مدينة جنيف السويسرية، قرر هنري دونان تأليف كتاب بعنوان "ذاكرة سولفيينو" الذي نشره بأمواله الخاصة في عام 1862، وأرسل نسخاً من الكتاب إلى شخصيات سياسية وعسكرية رائدة في جميع أنحاء أوروبا، حيث تضمن الكتاب وصف لتجربته الإغاثية في معركة سولفرينو في عام 1859.
إضافةً لدعوته بشكل صريح إلى تشكيل منظمات الإغاثة الطوعية الوطنية لمساعدة الجنود المصابين في حالة الحرب، كما دعا إلى تطوير المعاهدات الدولية لضمان حياد وحماية الجرحى في ساحة المعركة، كذلك المستشفيات الطبية والمستشفيات الميدانية.
لجنة الخمسة مقدمة للجنة الدولية للصليب الأحمر
أسس رجل الأعمال السويسري هنري دونان "لجنة الخمسة" في التاسع من شهر شباط/ فبراير عام 1863 في جنيف، من خمسة أشخاص هم إضافة إلى دونان: (المحامي ورئيس جمعية جنيف للرفاه العام غوستاف موينيه، الطبيب لويس أبيا والذي كان لديه خبرة كبيرة في العمل كجراح ميداني، عضو لجنة جنيف للصحة أبيا ثيودور مونوار، الجنرال في الجيش السويسري غيوم-هنري دوفور).
وكانت لجنة تحقيق تابعة لجمعية جنيف للرفاه العام، هدفها دراسة جدوى أفكار دونان وتنظيم مؤتمر دولي حول إمكانية تنفيذها، وبعد ثمانية أيام قرر الرجال الخمس إعادة تسمية اللجنة فأصبح اسمها " اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى"، وبين السادس والعشرين والتاسع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1863 عقد المؤتمر الدولي الذي نظمته اللجنة في جنيف لوضع تدابير ممكنة لتحسين الخدمات الطبية في ميدان المعركة، حيث حضر المؤتمر ستة وثلاثون شخصاً: ثمانية عشر مندوباً رسمياً من الحكومات الوطنية للبلدان التالية (الولايات المتحدة الأمريكية، بادن، بافاريا، فرنسا، بريطانيا، هانوفر، هيس، إيطاليا، هولندا، النمسا، بروسيا، روسيا، ساكسونيا، السويد، إسبانيا).
وستة مندوبين من منظمات غير حكومية أخرى، وسبعة مندوبين أجانب غير رسميين، وأعضاء اللجنة الدولية الخمسة، ومن بين المقترحات الواردة في القرارات الختامية للمؤتمر، التي اعتمدت في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1863، ما يلي:
- تأسيس جمعيات الإغاثة الوطنية للجنود المصابين؛ تقوم بمهامها بحياد وتحمي الجنود المصابين.
- استخدام القوات التطوعية للمساعدة الإغاثية في ميدان المعركة.
- تنظيم مؤتمرات إضافية لإصدار هذه المفاهيم في المعاهدات الدولية الملزمة قانوناً.
- إدخال رمز حماية مميز مشترك للعاملين الطبيين في الميدان، وهي قطعة قماش بيضاء تلف على الذراع وتحمل صليباً أحمر.
عمل الصليب الأحمر في الحروب
استخدم رمز الصليب للمرة الأولى في معركة ديبول بالدنمارك في عام 1864، وبعد عام واحد فقط، دعت الحكومة السويسرية حكومات جميع الدول الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والمكسيك، لحضور مؤتمر دبلوماسي رسمي، وأرسل ستة عشر بلداً ما مجموعه ستة وعشرين مندوباً إلى جنيف.
وفي الثاني والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1864، اعتمد المؤتمر اتفاقية جنيف الأولى "لتحسين حالة الجرحى في الجيوش في الميدان"، فوقع ممثلو اثنا عشرة دولة ومملكة على الاتفاقية: (بادن، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، هيس، إيطاليا، هولندا، البرتغال، بروسيا، سويسرا، إسبانيا، فورتمبورغ).
وتضمنت الاتفاقية عشر مواد تنص -لأول مرة- على قواعد ملزمة قانوناً تضمن الحياد والحماية للجنود الجرحى والموظفين الطبيين الميدانيين ومؤسسات إنسانية محددة في نزاع مسلح. علاوة على ذلك، حددت الاتفاقية شرطين محددين لاعتراف اللجنة الدولية بلجان الإغاثة الوطنية:
- أن تعترف الحكومة الوطنية باللجنة الوطنية كلجنة إغاثية وفقاً للاتفاقية.
- أن تكون الحكومة الوطنية في كل بلد طرفاً في اتفاقية جنيف.
وبعد توقيع اتفاقية جنيف، تأسست الجمعيات الوطنية الأولى في كل من: (بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، أولدنبورغ، بروسيا، إسبانيا، فورتمبيرغ). أيضا في عام 1864، وفي عام 1867، عقد المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المعونة الوطنية لجرحى الحرب، وفي السنوات التالية، أنشئت الجمعيات الوطنية في كل بلد تقريباً في أوروبا، وفي عام 1876، اعتمدت اللجنة اسم "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، وفي عام 1901 حصل كل من هنري دونان وفردريك باسي باعتبارهما من رواد السلام الدوليين على جائزة نوبل للسلام. وفي عام 1907 انعقد مؤتمر دولي في مدينة لاهاي الهولندية، حيث تم توسيع نطاق اتفاقية جنيف الموقعة في عام 1864 لتشمل الحرب البحرية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحرب العالمية الأولى
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخامس عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1914؛ الوكالة الدولية لأسرى الحرب للاهتمام بأسرى الحرب، وخلال الحرب رصدت اللجنة امتثال الأطراف المتحاربة لاتفاقيات جنيف وأحالت الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات إلى البلد المعني.
وعندما استخدمت الأسلحة الكيميائية في هذه الحرب للمرة الأولى في التاريخ حيث استخدمتها ألمانيا ضد فرنسا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1914 ، احتجت اللجنة الدولية بقوة على هذا النوع الجديد من الحروب.
كما حاولت تحسين معاناة السكان المدنيين، إضافةً إلى ذلك قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمساعدة السكان المدنيين على أساس "قوانين وأعراف الحرب البرية" الصادرة عن اتفاقية لاهاي لعام 1907، وكانت هذه الاتفاقية أيضاً الأساس القانوني لعمل اللجنة الدولية من أجل أسرى الحرب، حيث قامت وفق ذلك بزيارات تفتيشية إلى معسكرات أسرى الحرب (معسكرات الاعتقال في دارفور بالسودان).
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فترة ما بين الحربين
وكنتيجة مباشرة للحرب العالمية الأولى، اعتمد بروتوكول إضافي لاتفاقية جنيف في عام 1925 يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة والعوامل البيولوجية كأسلحة. وبعد أربع سنوات، وقعت اتفاقية جنيف الثانية "المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب".
وفي عام 1934، اعتمد المؤتمر الدولي للصليب الأحمر مشروع مقترح لاتفاقية إضافية لحماية السكان المدنيين أثناء النزاع المسلح. لسوء الحظ، لم يكن لدى معظم الحكومات اهتمام كبير بتنفيذ هذه الاتفاقية، بالتالي منع دخولها حيز النفاذ قبل بداية الحرب العالمية الثانية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحرب العالمية الثانية
أخفقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية؛ في التوصل إلى اتفاق مع ألمانيا النازية بشأن معاملة المحتجزين في معسكرات الاعتقال، وتخلت في نهاية المطاف عن ممارسة الضغط لتجنب تعطيل عملها مع أسرى الحرب، كما فشلت اللجنة الدولية في وضع رد على معلومات موثوقة عن معسكرات الإبادة والقتل الجماعي لليهود الأوروبيين، الأمر الذي يعد أعظم فشل للجنة الدولية في تاريخها.
وبعد شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1943، حصلت اللجنة الدولية على إذن بإرسال الطرود إلى معتقلين مع أسماء ومواقع معروفة، ولأن إشعارات استلام هذه الطرود كانت في كثير من الأحيان موقعة من سجناء آخرين، تمكنت اللجنة الدولية من تسجيل هويات حوالي مئة وخمسة آلاف محتجز في معسكرات الاعتقال وسلمت حوالي 1.1 مليون قطعة من الطرود، في المقام الأول إلى المخيمات: داخاو وبوشنوالد ورافينسبروك وساشينهاوزن.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحصل على ثلاث جوائز نوبل
حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ثلاث جوائز للسلام، هي:
- الجائزة الأولى، حصلت عليها في عام 1917 لما قامت به من جهود في الحرب العالمية الأولى لمساعدة الجرحى وأسرى الحرب.
- الجائزة الثانية، حصلت عليها في عام 1944، لما قامت به من جهود في الحرب العالمية الثانية لمساعدة الجرحى وأسرى الحرب.
- الجائزة الثالثة، حصلت عليها في عام 1963 بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية وبجهود من اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ تم تبني اتفاقيات جنيف الأربعة في الثاني عشر من شهر آب/ أغسطس عام 1949، كما أن البروتوكولين الإضافيين المؤرخين في الثامن من شهر حزيران/يونيو عام 1977، ومنذ عام 1993، سمح للأفراد غير السويسريين بالعمل كمندوبين للجنة في الخارج، وهي مهمة كانت تقتصر في السابق على المواطنين السويسريين.
وفي السادس عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1990 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة منح اللجنة الدولية للصليب الأحمر صفة عضو مراقب لجلسات الجمعية واجتماعات اللجان الفرعية، وهو أول مركز مراقب يمنح لمنظمة خاصة.
موظفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر فقدوا حياتهم خلال عملهم
أصبح عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد الحرب الباردة أكثر خطورة، حيث خسر العديد من مندوبيها حياتهم خلال قيامهم بمساعدة ضحايا الحروب، ومن أبرز هؤلاء:
- فريدريك موريس، توفي في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو عام 1992، بعد يوم واحد من تعرض إحدى وسائل النقل التابعة للصليب الأحمر لهجوم في مدينة سراييفو اليوغوسلافية السابقة.
- الإسباني فرناندا كالادو، النرويجيين انغيبورغ فوس، غونهيلد ميكليبوست، الكندية نانسي مالوي، النيوزيلاندية شيريل ثاير، الهولندي هانس إلكربوت، توفوا نتيجة إطلاق النار على مجموعة من النقاط، بينما كانوا نائمين في الساعات الأولى من يوم السابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1996 في المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية في مدينة نوياج أتاغي الشيشانية بالقرب من غروزني.
- السويسرية ريتا فوكس، الكونغيون فيرونيك سارو، أونين أوفوورث، أدوي بوبولي، الكولومبي خوليو ديلغادو، جان مولوكابونج، توفوا في السادس والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 2001، عندما كانوا في طريقهم للقيام بمهمة إغاثية في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عندما تعرضوا لنيران قاتلة من مهاجمين مجهولين.
- السلفادوري ريكاردو مونغويا، كان يعمل كمهندس مياه في أفغانستان، وكان يسافر مع زملائه المحليين في السابع والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 2003 عندما أوقف عدة رجال سيارته، وقتلوه.
- الكندي فاتش أرسلانيان، عمل منذ عام 2001 كمنسق لوجستيات بعثة اللجنة الدولية في العراق، وتوفي عندما كان في طريقه إلى بغداد مع أعضاء الهلال الأحمر العراقي، عندما مرت سيارته عن طريق الخطأ في منطقة اشتباكات في المدينة.
- السيرلانكية ناديشا ياساسري رانموثو، قتلها مجهولون بإطلاق النار عليها في الثاني والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 2003 في مدينة الحلة جنوب بغداد.
مهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر
تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمهام التالية:
- رصد امتثال الأطراف المتحاربة لاتفاقيات جنيف.
- تنظيم التمريض والرعاية لأولئك الذين جرحوا في ساحة المعركة.
- الإشراف على معاملة أسرى الحرب وإجراء تدخلات سرية مع سلطات الاحتجاز.
- المساعدة في البحث عن الأشخاص المفقودين في نزاع مسلح (خدمة البحث عن المفقودين).
- تنظيم الحماية والرعاية للسكان المدنيين.
- العمل كوسيط محايد بين الأطراف المتحاربة.
ووضعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سبعة مبادئ أساسية لعملها وذلك في عام 1965، اعتمدتها لاحقاً حركة الصليب الأحمر، وهي: الإنسانية، النزاهة، الحياد، الاستقلال، التطوع، الوحدة، العالمية.
قواعد قانونية للجنة الدولية للصليب الأحمر
تستند اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عملها إلى:
- القانون الإنساني الدولي (هو مجموعة من القواعد التي تدخل حيز التنفيذ في النزاعات المسلحة، يهدف إلى التقليل حتى أدنى حد من أضرار النزاع المسلح بفرض التزامات وواجبات على من يشاركون في الصراعات المسلحة).
- اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 (الاتفاقية الأولى تتعلق بحماية الجرحى والمرضى من النزاعات المسلحة على الأرض، الاتفاقية الثانية تتعلق بحماية ورعاية الجرحى والمرضى وغرقهم من النزاعات المسلحة في البحر، الاتفاقية الثالثة تتعلق بمعاملة أسرى الحرب، الاتفاقية الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب)، وبروتوكوليها الإضافيين (الأول متعلق بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة الدولية، والثاني يتعلق بحماية المدنيين بالنزاعات المسلحة غير الدولية) لعام 1977، والبروتوكول الإضافي الثالث لعام 2005 والنظام الأساسي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وقرارات المؤتمرات الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
الهيكل التنظيمي للجنة الدولية للصليب الأحمر
تتألف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المؤسسات التالية:
1- الجمعية
هي الهيئة الإدارية العليا للجنة الدولية، وهي تشرف على جميع أنشطة اللجنة الدولية، تضم في عضويتها خمساً وعشرين من الرعايا السويسريين يختارون لمدة أربع سنوات، والتصويت ضروري لإصدار القرارات في الجمعية، حيث يجب أن يحصل قرار إعادة انتخاب الأعضاء بعد فترة الولاية الثالثة على تأييد ثلاثة أرباع الأعضاء، وهو ما يشكل حافزاً للأعضاء على البقاء نشطين ومنتجين.
للجمعية رئيس ونائب رئيس هما؛ رئيس ونائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقع على عاتق الجمعية المهام التالية:
- صياغة السياسات الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- تعريف الأهداف العامة والاستراتيجية للجنة الدولية للصليب الأحمر.
- الموافقة على الميزانية والحسابات.
- تعيين مسؤولي الإدارة العليا، بمن فيهم المدير العام، المديرون، رئيس وحدة المراجعة الداخلية للحسابات.
2- مجلس الجمعية
هو هيئة فرعية تابعة للجمعية، تنتخب الجمعية أعضاؤه الخمسة عشر، ويجتمع المجلس عشر مرات على الأقل في السنة، يقع على عاتق المجلس المهام التالية:
- إعداد الأنشطة التي ستقوم بها الجمعية واتخاذ القرارات بشأنها، لا سيما المسائل الاستراتيجية المتعلقة بإدارة الموارد المالية والبشرية والاتصالات.
- تنظيم اجتماعات الجمعية وتيسير الاتصال بين الجمعية والمديرية.
ويضم مجلس الجمعية عادة الرئيس ونائبيه وعضوين منتخبين. في حين ينتخب أحد نواب الرئيس لمدة أربع سنوات، يعين الآخر بشكل دائم مع انتهاء ولايته بالتقاعد من نائب الرئيس أو من اللجنة.
3- رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر
تنتخب الجمعية رئيسها لمدة أربع سنوات، وهو عضو في الجمعية، حيث يقع على عاتق الرئيس المهام التالية:
- تمثيل الرئيس اللجنة الدولية على الساحة الدولية.
- تحمل المسؤولية الرئيسية عن العلاقات الخارجية للجنة الدولية للصليب الأحمر.
- الاضطلاع بالدبلوماسية الإنسانية للجنة الدولية بالتعاون الوثيق مع مكتب المدير العام.
- التحضير والسعي للتماسك داخل المنظمة، وسلاسة تشغيل وتطوير المنظمة. كما يساعد الرئيس نائب الرئيس.
تعاقب على منصب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر العديد من الشخصيات
- هنري دونان، بين عامي 1863 و 1864.
- هنري ديفور، عام 1864.
- غوستاف موينيه، بين عامي 1864 و 1910.
- غوستاف أدور، بين عامي 1910 و 1928.
- ماكس هوبر، بين عامي 1928 و 1944.
- كارل جاكوب بوركهارت، بين عامي 1944 و 1948.
- بول روجر، بين عامي 1948 و 1955.
- ليوبولد بويسييه، بين عامي 1955 و 1964.
- صمويل جونارد، بين عامي 1964 و 1969.
- مارسيل نافيل، بين عامي 1969 و 1973.
- اريك مارتن، بين عامي 1973 و 1976.
- الكسندر هاي، بين عامي 1976 و 1987.
- كورنيليو سوماروجا، بين عامي 1987 و 1999.
- جاكوب كيلنبرغر، بين عامي 2000 و 2012.
- بيتر مورر، منذ عام 2012 حتى الآن.
4- المديرية
هي الهيئة التنفيذية للجنة الدولية، وتتكون المديرية من مدير عام وخمسة مديرين في مجالات "العمليات" و "الموارد البشرية" و "الموارد المالية واللوجستيات" و "إدارة الاتصالات والمعلومات" و "القانون الدولي والتعاون داخل الحركة". تعين الجمعية أعضاء الإدارة لمدة أربع سنوات. وقد تولى المدير العام المزيد من المسؤولية الشخصية في السنوات الأخيرة، مثله مثل الرئيس التنفيذي، يقع على عاتقها المهام التالية:
- التنفيذ والإشراف على الاستراتيجية المؤسسية والأهداف العامة التي حددتها الجمعية العامة ومجلس الجمعية.
- إدارة موظفي اللجنة الدولية وضمان حسن سير المنظمة ككل.
5- وحدة التدقيق الداخلي
هي هيئة رقابة داخلية تقوم بشكل مستقل وموضوعي بمراقبة وتقييم أداء المنظمة وكفاءتها وفقاً للمعايير الدولية المعترف بها. وتشكل وحدة المراجعة الداخلية والمديرية والجمعية المكونات الثلاث لنظام الرقابة الداخلية، وتتحمل الجمعية، بمساعدة من لجنة مراجعة الحسابات، المسؤولية النهائية عن الرقابة.
في الختام.. تشكل اللجنة الدولية للصليب الأحمر نموذجاً للجان الدولية التي تقوم بعملها بحياد وموضوعية، فهي لا تتدخل في النزاعات المسلحة لكنها تساعد المتضررين، وهو ما جعلها تحظى بتأييد كافة الدول في أوقات السلم والحرب، كما تعترف بها الميليشيات المسلحة في البلدان التي شهدت حروباً أهلية.