الكاميرا: متى اخترعت؟ وكيف غيرت حياتنا؟
الاختراع الذي أوقف الزمن ووضع بصمته بكل ما حولنا.. ثمرة علوم البصريات منذ القدم.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع الكاميرا، وكيف غيرت حياتنا في شتى المجالات؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فن تسجيل اللحظة: فكرة قديمة وليدة قرون مضت
لطالما سعى الإنسان منذ قرون طويلة إلى حفظ مشاهد من حياته يعتبرها ذات أهمية، قبل أن تصير مع الوقت ذكريات منسية، فظهرت محاولات التسجيل تلك عبر النقوش في الكهوف والرسوم على الجدران، وفيما بعد عبر الكتابة على أوراق البردي كما كان يفعل المصريون القدماء، في سعيهم ربما إلى إخبارنا بأسرارهم الكثيرة.
وصولاً إلى محاولات الإنسان المعاصر باختراعه الكاميرا، بدء بأشكالها الأولى وانتهاء بالرقمية، إلى أن أصبحت هذه الأداة موجودة في الهواتف المنتشرة بين غالبية الناس ليكون بمقدورهم تصوير كل لحظات حياتهم.
تطور كلمة الكاميرا ومفهوم التصوير
وتتبعاً للتاريخ، نجد أن كلمة "كاميرا" تأتي من "كاميرا أوبسكورا"، التي تعني غرفة مظلمة، وهي أيضاً العبارة اللاتينية المرادفة لـ (آلة تعرض صورة لحقيقة خارجية على مسطح)، وعملها يشبه إلى حد كبير عمل العين البشرية.
إلا أن الكاميرا المتطورة الموجودة اليوم تغيرت عن "كاميرا أوبسكورا" كثيراً.
تطور مفهوم الكاميرا عبر اختراع العدسات وتطور علوم البصريات
وفيما يتعلق بتاريخها، يمكن القول إنه لا حسم فيما يخص هوية مخترع الكاميرا، فأول من أعطى وصفاً يشبه الكاميرا كان الفيلسوف الصيني موزي، وكان ذلك قبل الميلاد بـ 400 عام.
تنبأ بفكرتها ابن الهيثم في القرن الحادي عشر بعد الميلاد
وفي القرن الحادي عشر بعد الميلاد، استحوذت تلك الآلة على كتابات وبحوث عالم الفيزياء العربي ابن الهيثم، الذي ينسب إليه البعض اختراعها، وكان ملهماً لغربيين كثر عملوا في علم البصريات، أبرزهم جون بيكهام وليوناردو دا فينشي ورينيه ديكارت.
وعام 1826 م، وُلدت أقدم صورة فوتوغرافية على يد المخترع الفرنسي جوزيف نيسيفور.
تصميم أول كاميرا تجارية
وفي عام 1839 م، صمم ألفونس جيرو أول كاميرا تجارية على النمط الذي اخترعه جوزيف، وكانت عملية التصوير تستمر 5 دقائق إلى 30 دقيقة، واستمر العمل على تطوير عدستها لتصبح أسرع، إلى أن أصبحت عملية التصوير تأخذ 3 دقائق فقط، كما أضاف مثلثاً خارجياً لتصبح الصورة أدق وأوضح.
تصميم أول كاميرا ألمانيا
وفي ألمانيا أيضاً كانت هناك محاولات لتطوير الكاميرا، من أبرزها محاولة بيتر فريدريش، الذي ابتكر كاميرا بمزايا جديدة ومطورة كثيراً عن سابقاتها، وكانت تلك الكاميرا أسرع بـ 30 مرة من الأوبسكورا التقليدية الفرنسية، وكانت تُستعمل خصوصاً للصور الشخصية والبورتيريهات.
كوداك: أول شركة رائدة في مجال التصوير
ومع الوقت بدأت وتيرة عملية تطوير الكاميرا تتسارع مع تقدم التكنولوجيا، إلى أن أصبحت هناك سوق للكاميرا، وتنافس بين شركات نشأت لتكون الرائدة في مجال التصوير، وكانت أولاها شركة (كوداك) التي أنشأها جورج إيستمان الذي بدأ عمله عام 1888 م.
تطور التصوير بين الفنون والطب والفضاء حتى السينما والتليفزيون
وتبقى تلك الآلة من أهم الاختراعات، فلم تترك مجالا دون التأثير فيه، بدء من تخليد ذكرياتنا، إلى الفنون، والطب، والتأريخ، واستكشاف الفضاء، وصولاً إلى الصورة المتحركة التي أنجبت فيما بعد السينما والتلفزيون.