القمامة الفضائية.. ما هي وما ضررها؟
يُقصد بمصطلح "القمامة الفضائية" أو "المخلفات الفضائية" النفايات الناتجة عن وصول الإنسان إلى الفضاء، وذلك مثل بقايا الأقمار الصناعية أو أجزاء من الصواريخ الفضائية
يُقصد بمصطلح "القمامة الفضائية" أو "المخلفات الفضائية" النفايات الناتجة عن وصول الإنسان إلى الفضاء، وذلك مثل بقايا الأقمار الصناعية أو أجزاء من الصواريخ الفضائية التي ترفع الأقمار والمركبات. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على القمامة الفضائية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي القمامة الفضائية؟
يُقصد بمصطلح "القمامة الفضائية" أو "المخلفات الفضائية" النفايات الناتجة عن بقايا الأقمار الصناعية أو أجزاء من الصواريخ الفضائية التي ترفع الأقمار والمركبات أو الحطام الناتج عن انفجارات في المركبات الفضائية أو الناتج عن عمليات اصطدام أو تفكك أو أية أحداث أُخرى غير متوقعة، بالإضافة إلى بقع وقشور الطلاء المنفصلة بفعل عمليات الإجهاد الحراري أو الناتجة عن تأثير الجسيمات الصغيرة. هذه النفايات لا تكون دومًا صغيرة الحجم، بل قد تكون كبيرة بحجم قمر اصطناعي معطل.
تُسمى القمامة الفضائية أيضاً بالحطام المداري أو الخردة الفضائية، تُشير جميع هذه المصطلحات والمسميات إلى الأدوات والأغراض الفضائية التي صنعها الإنسان وتُركت كمخلفات في الفضاء، باقية في مدار الأرض تدور حول الكوكب.
نقلت بعض التقارير المُتخصصة أن روسيا تأتي في مُقدمة قائمة الدول المتسببة بـ"المخلفات الفضائية"، فقد تسببت أقمارها وصواريخها في التسبب بنحو 14403 قطع من هذه المخلفات، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 8734 قطعة، ثم الصين بنحو 4688 قطعة مخلفات.
يُمكن فهم خطورة الأمر أكثر عند معرفة أنه قبل عامين فقط من التقرير السابق كانت الولايات المتحدة هي التي تحتل صدارة قائمة الدول المُتسببة في المخالفات الفضائية بنحو 4037 قطعة من المخلفات الفضائية وكانت روسيا تأتي في المرتبة الثانية بنحو 4035 قطعة.
رصدت شبكة المراقبة الفضائية في الولايات المتحدة، أكثر من 13 ألف جسم من صنع الإنسان يدور حول الأرض، بقطر أكبر من 10 سنتيمترات. تقدر المنظمة وجود ملايين الأجسام الأصغر تطفو حول الأرض، تزن مجتمعةً نحو 5,500 طن. من ناحية أخرى، يُقدّر العلماء وجود نحو 170 مليون قطعة من "مخلفات الفضاء". لكن لا يمكن تعقب سوى أقل من 30 ألفاً، ويعود ذلك إلى السرعة الهائلة التي تسير بها في الفضاء والتي تصل إلى 27 ألف كيلومتر في الساعة.
يختلف مصير الأجسام المُكونة للقمامة الفضائية على حسب موقعها، فالأجسام التي تدور في المدارات الأرضية السفلى الموجودة على ارتفاع بضع مئات الكيلومترات، ستدخل إلى الغلاف الجوي بعد عدة سنين، بالتالي سيحترق معظمها نتيجة الاحتكاك، في حين قد تصطدم بعضها بسطح الأرض. أما الحطام والأقمار الصناعية الموجودة على ارتفاعات عالية ستبقى حول الكوكب وتدور حوله لمئات أو آلاف السنين.
ظهر مصطلح القمامة الفضائية في منتصف القرن العشرين، بالتزامن مع بداية سباق الفضاء. عندما أطلق الاتحاد السوفيتي سبوتنيك-1، أول قمر صناعي في التاريخ يذهب إلى المدار حول الأرض، في 4 أكتوبر 1957. منذ هذا التاريخ، ووصولاً إلى وقتنا الحالي، أطلقت الحكومات وشركات الهاتف والتلفزيون ونظم تحديد المواقع، مئات الأقمار الصناعية سنوياً. تمثل الأقمار الصناعية، إلى جانب الصواريخ والأجسام الأخرى المُرسلة إلى الفضاء، غالبية القمامة الفضائية.
ما أضرار القمامة الفضائية؟
من أضرار القمامة الفضائية، أنه يمكن أن تحدث تصادمات بين القمامة الفضائية وبين المركبات الفضائية أو الأقمار الصناعية، مُسببة درجات مُتفاوتة من الضرر بدءاً من حدوث تلف في هياكل المركبات، وصولاً إلى أضرار أكثر سوءاً مثل حدوث الانفجار أو إخفاق المهمات الفضائية. يأتي خطر الأجسام المُكوّنة للقمامة الفضائية من السرعات الكبيرة التي تتحرك بها. فعندما تتحركة قطعة صغيرة من الطلاء لا تتجاوز مساحتها 1 سم بسرعة تقارب 10 كيلومتر في الثانية فإنها ستُحدث ضرراً يُعادل الضرر الذي يحدثه جسم وزنه 550 رطلاً يسير بسرعة 60 ميلاً في الساعة.
أضرار القمامة الفضائية تتزايد باستمرار لأن عدد المخلفات يزداد باستمرار. حتى لو لم نرسل أي مركبة إلى الفضاء بعد الآن، ستظل كمية الحطام في الفضاء ثابتة حتى عام 2055. بل ستزداد الأمور سوءاً، لأن المخلفات الفضائية تتصادم وهو ما يؤدي إلى خلق المزيد منها. وبالتالي، فإن الخطر المحتمل على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية يتضاعف، وخصوصاً على محطة الفضاء الدولية، والمكوكات الفضائية وغيرها من المركبات التي تحمل البشر على متنها.
فيما سبق، حدثت تصادمات بالفعل مع قطع القمامة الفضائية، ففي عام 1996، ضُرِب وتضرر قمر صناعي فرنسي نتيجة التصادم مع إحدى قطع الحطام الناتجة عن صاروخ فرنسي سبق أن انفجر قبل عقد من الحادثة. كذلك، اصطدم قمر صناعي روسي في عام 2009، مع قمر صناعي تجاري أمريكي، نتج عن هذا الاصطدام تدمير القمرين وإضافة أكثر من 2000 قطعة أخرى من المخلفات الفضائية إلى الأعداد التي كانت موجودة بالفعل قبل الحادثة.
هل للقمامة الفضائية تأثير على كوكب الأرض؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجب معرفة أن كل ما يدور في مدار الأرض سيُسحب في النهاية إلى أسفل بفعل الجاذبية. يتوقف الأمر هنا على مدى ارتفاع الجسم وسرعته. سيتأخر سقوط الجسم كلما زاد ارتفاعه، وكلما زادت سرعة دورانه حول الأرض. قد تبقى بعض هذه الأجسام في المدار آلاف السنين.
يُذكر أن وكالة الفضاء الأوروبية تُخطط لإطلاق أول مهمة فضائية لإزالة القمامة الفضائية من مدار الأرض في عام 2025. هذه المهمة لن تكون بالمهمة السهلة، فستواجهها الكثير من المصاعب والتحديات بسبب ازدياد أعداد المخلفات، خصوصاً مع دخول الشركات الخاصة إلى مجال العمل الفضائي، كالشركات التي تحاول إطلاق رحلات سياحية للفضاء.