الفحم النشط إليك الفوائد الصحية والآثار الجانبية المُحتملة
-
1 / 2
في الماضي كان الفحم النشط يعتبر ترياقاً عالمياً، لازال في الوقت الحاضر، يستمر الترويج له كعلاج طبيعي فعّال. وله مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الفحم النشط وفوائده الصحية التي أيدّتها الأبحاث العلمية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الفحم النشط؟
الفحم النشط هو مسحوق أسود ناعم مصنوع من الفحم العظمي أو قشور جوز الهند أو الخث أو كوك البترول أو الفحم أو نوى الزيتون أو نشارة الخشب. يتم تنشيط الفحم بمعالجته في درجات حرارة عالية جداً. تقوم درجات الحرارة المرتفعة بتغيير التكوين الداخلي للفحم، تؤدي هذه العملية إلى تكوين الكثير من المساحات الداخلية أو "المسام" للفحم. هذه المسام تساعد الفحم النشط على حبس المواد الكيميائية.
عادة ما يتم تناول الفحم النشط عن طريق الفم لعلاج حالات التسمم. كما أنه يُستخدم لعلاج الغازات المعوية وانتفاخ البطن، ارتفاع الكوليسترول، الصداع، اضطراب المعدة، كما يتم وضع الفحم النشط على الجلد كجزء من الضمادات للمساعدة في التئام الجروح.
كيف يعمل الفحم النشط؟
كما سبق الذكر، يعمل الفحم النشط عن طريق "حبس" المواد الكيميائية ومنع امتصاصها. فمثلاً يقوم الفحم النشط بحبس السموم والمواد الكيميائية في الأمعاء، ومنع امتصاصها، نظراً لأن أجسامنا لا تمتص الفحم النشط، فإنه يمكن أن يحمل السموم من الجسم ويُخرجها في البراز.
الفوائد الصحية للفحم النشط
هناك بعض الفوائد الصحية التي يُمكن أن يُحققها الفحم النشط، منها:
-
فعّال في حالات التسمم:
يُعتبر الفحم النشط مفيداً في حبس المواد الكيميائية لوقف بعض أنواع التسمم. يجب إعطاء الفحم النشط في غضون ساعة واحدة بعد تناول السم. قد لا يكون مفيداً إذا تم إعطاؤه بعد ساعتين أو أكثر من التعرّض لبعض أنواع التسمم.
تم استخدام الفحم النشط كمضاد للسم منذ أوائل القرن التاسع عشر، كما يمكن استخدامه لعلاج الجرعات الزائدة من الأدوية الموصوفة، وكذلك الجرعات الزائدة من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين والأسيتامينوفين والمهدئات.
تُظهر الدراسات أنه عندما يتم تناول جرعة واحدة من 50-100 جرام من الفحم النشط في غضون خمس دقائق من تناول الدواء، فقد يُقلل امتصاص الدواء لدى البالغين بنسبة تصل إلى 74٪، ينخفض هذا التأثير إلى حوالي 50٪ عند تناول الفحم بعد 30 دقيقة من تناول الدواء و 20٪ إذا تم تناوله بعد ثلاث ساعات من تناول جرعة زائدة من العقار.
من المهم ملاحظة أن الفحم النشط غير فعّال في جميع حالات التسمم. على سبيل المثال، يبدو أن تأثيره ضئيل في حالات التسمم بالكحول أو المعادن الثقيلة أو الحديد أو الليثيوم أو البوتاسيوم أو الأحماض أو القلويات.
-
قد يُعزز وظائف الكلى:
قد يساعد الفحم النشط في تعزيز وظائف الكلى عن طريق تقليل كمية الفضلات التي يتعين على الكلى تصفيتها، قد يكون هذا مفيداً بشكل خاص في المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة، وهي حالة لا تعد فيها الكلى قادرة على تصفية النفايات بشكل صحيح.
عادةً ما تكون الكلى السليمة مجهزة جيداً لتصفية الدم دون أي مساعدة إضافية. ومع ذلك، فإن المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة بشكل عام يواجهون صعوبة في إزالة اليوريا والسموم الأخرى من الجسم وهي المهمة التي يستطيع الفحم النشط القيام بها.
تُظهر الأبحاث أيضاً أن تناول الفحم النشط يومياً لمدة تصل إلى 12 شهراً يبدو أنه يُقلل من مستويات الفوسفات لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، بما في ذلك أولئك الذين يخضعون لغسيل الكلى والذين لديهم مستويات عالية من الفوسفات
-
انخفاض أو منع تدفق الصفراء من الكبد:
هذه الحالة تُسمى بالركود الصفراوي، يبدو أن تناول الفحم النشط عن طريق الفم يساعد في علاج الركود الصفراوي أثناء الحمل، وفقًا لبعض التقارير البحثية.
-
عسر الهضم:
تُظهر بعض الأبحاث أن تناول بعض المنتجات المركبة التي تحتوي على الفحم النشط والسيميثيكون، مع أو بدون أكسيد المغنيسيوم، يمكن أن تُقلل الألم والانتفاخ والشعور بالامتلاء لدى الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم. لكن من غير الواضح ما إذا كان تناول الفحم النشط بمفرده سيؤدي نفس المهمة أم يحتاج إلى هذه المُكملات.
-
يُقلل من أعراض متلازمة رائحة السمك:
يساعد الفحم النشط في تقليل الروائح الكريهة لدى الأفراد الذين يعانون من مرض تريميثيل أمين البول، المعروف أيضاً باسم متلازمة رائحة السمك.
هذا المرض هو حالة وراثية يتراكم فيها ثلاثي ميثيل أمين، وهو مركب برائحة مشابهة لرائحة الأسماك المتعفنة، في الجسم.عادةً ما يكون الأفراد الأصحاء قادرين على تحويل هذه المادة إلى مركب غير كريه الرائحة قبل إفرازه في البول. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض يفتقرون إلى الإنزيم اللازم لإجراء هذا التحويل.
يؤدي هذا إلى تراكم مادة ميثيل أمين في الجسم ثم تشق طريقها إلى البول والعرق والنفس، مما يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة مريبة.تُشير الدراسات إلى أن السطح المسامي للفحم النشط قد يساعد في التعامل مع هذه الرائحة.
قامت دراسة واحدة صغيرة أجريت على مرضى هذه الحالة بتحليل آثار تناول 1.5 جرام من الفحم لمدة 10 أيام. ووجدوا أن هذا قد خفّض هذه المادة في بول المرضى إلى المستويات الموجودة في الأفراد الأصحاء.
-
قد يُقلل من مستويات الكوليسترول:
قد يساعد الفحم النشط أيضاً في تقليل مستويات الكوليسترول. هذا لأنه يمكن أن يحجز الكوليسترول والأحماض الصفراوية المحتوية على الكوليسترول في الأمعاء، ويمنع الجسم من امتصاصها.
في إحدى الدراسات، أدى تناول 24 جراماً من الفحم النشط يومياً لمدة أربعة أسابيع إلى خفض الكوليسترول الكلي بنسبة 25٪ والكوليسترول الضار بنسبة 25٪. كما زادت مستويات الكوليسترول الجيد HDL بنسبة 8٪.
-
تقليل الغازات:
تُشير بعض الدراسات إلى أن الفحم النشط قد يساعد في تقليل إنتاج الغازات بعد تناول وجبة منتجة للغاز. قد يساعد أيضاً في تحسين رائحة الغاز.
-
تبييض الأسنان:
يُعتقد أن استخدام الفحم النشط لغسل أسنانك بالفرشاة يساعد في تبييض الأسنان. يقوم الفحم النشط بذلك عن طريق امتصاص الترسبات والمركبات التي تقوم بتلطيخ الأسنان.
-
علاج الجلد:
يوصف تطبيق الفحم النشط على الجلد بأنه علاج فعّال لحب الشباب ولدغات الحشرات أو الثعابين.
ما هي الآثار الجانبية للفحم النشط؟
يُعتبر الفحم النشط آمناً في معظم الحالات، يُعتقد أن التفاعلات الضارة نادرة ونادراً ما تكون شديدة. ومع ذلك، قد يُسبب الفحم النشط بعض الآثار الجانبية غير السارة، وأكثرها شيوعاً الغثيان والقيء.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ الإمساك والبراز الأسود من الآثار الجانبية الأخرى الشائعة للفحم النشط. أيضاً عند استخدام الفحم النشط كمضاد طارئ للسم، فهناك خطر من أنه يمكن أن ينتقل إلى الرئتين بدلاً من المعدة. هذا قابل للحدوث بشكل خاص إذا كان الشخص الذي يتناوله يتقيأ أو نعسان أو شبه فاقد للوعي. بسبب هذه المخاطر، يجب إعطاء الفحم النشط فقط للأفراد الذين في كامل وعيهم.
الأشخاص الذين يجب أن يحذروا من الفحم النشط
يجب الحذر من الفحم النشط في الحالات التالية:
- الحمل والرضاعة: قد يكون الفحم النشط آمناً عند استخدامه على المدى القصير إذا كنت حاملاً أو مرضعة، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه إذا كنت حاملاً.
- انسداد الجهاز الهضمي أو بطء حركة الطعام عبر الأمعاء: لا تستخدم الفحم النشط إذا كان لديك أي نوع من الانسداد المعوي. أيضاً، لا يجب استخدام الفحم النشط إذا كنت تعاني من حالة تؤدي إلى إبطاء مرور الطعام عبر الأمعاء إلا إذا كان تحت إشراف الطبيب المُعالج.