العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
القيادة التحويلية: محرك الابتكار في عالم ريادة الأعمال
ما هي ريادة الأعمال وما هي أنواعها؟
ريادة الأعمال والمشاكل الزوجية

العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار كالشرارة التي تشعل الفتيل فينطلق الصاروخ إلى السماء، فلا يمكن لرائد الأعمال تسيير أعماله بدون اللجوء إلى الابتكار والإبداع اللذين يجعلان عمله فريدًا من نوعه ويشقون له الطريق الممهد بين الأسواق المزدحمة، ثم يحصل على المزيد من العملاء كما توقع، لذلك فالابتكار دائمًا ما يزود ريادة الأعمال بالمتطلبات اللازمة في الوقت المناسب.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار

تعتبر ريادة الأعمال الآن هي الطريق الأمثل للنجاح وتحقيق الأرباح، لذلك لم يعد هناك مكان للأفكار التقليدية التي تتسبب في تراجع مستواك، بل هناك ارتباط وثيق بين الإبداع والابتكار واستمرارية هذا النوع من الأعمال، لذلك يجب عليك دائمًا التفكير في المستقبل وأن تكون خارج الصندوق بأعمالك وتفكيرك حتى تتميز في سوق العمل.

ما هي العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار؟

تعمل ريادة الأعمال على دعم أصحاب الإبداع والأفكار المبتكرة، إلى جانب أن الابتكار من الأشياء التي تدفع الأعمال إلى النجاح، لذلك يعتبر كلا منهما مكملًا للآخر في الحياة العملية.

ما هو دور الإبداع والابتكار في ريادة الأعمال؟غالبًا ما يتمتع رواد الأعمال بقدر عال من القدرة على التخطيط والتعامل بابتكار وإطلاق العنان لمخيلاتهم، لذلك لن تجدهم يعملون على الأشياء بشكل تقليدي، بل يقتحمون الأسواق من أماكن لم يسبقهم إليها أحد من قبل، بالإضافة إلى قدرتهم على إيجاد مساحتهم الخاصة وخلقها إن لم توجد.

يجب أن يكون رائد الأعمال متميزًا فيما يقدمه، والتميز هنا يعني الإبداع والابتكار، وكلما ارتفع مستواك الإبداعي تمكنت من التحليق بعيدًا عن سرب الآخرين ليكون النجاح حليفك.

إذا كنت من رواد الأعمال الذين لا يتمتعون بقدر كبير من الإبداع، ولكنك تمكنت من التعرف على العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار يجب أن تبدأ في التدرب على رفع مستواك من خلال تأمل الطبيعة ومشاهدة الكثير من الأشياء التي تحفز العقل على تنمية مهاراته الإبداعية.

أنواع الابتكار في ريادة الأعمال

لا يعتبر الابتكار من الأشياء التي تسير على وتيرة واحدة، ولكنها تتضمن أكثر من نوع لذلك إليك أهم أنواع الابتكار في ريادة الأعمال وهي أربعة أنواع منها ما يلي:

الابتكار التدريجي

ويشمل هذا النوع من الابتكار القدرة على التدريج في محاولة الوصول إلى أفضل الأفكار والإبداعات حيث يتم من خلال بعض التحسينات البسيطة التي تتم للسلع المباعة أو الخدمات التي تقدمها الشركة.

يعمل على التركيز فقط على رفع القيمة الخاصة بالمنتج والحصول على رضا العملاء، وكذلك رفع قيمة العلامة التجارية بشكل تدريجي.

ومن أمثلة ذلك:

  • العمل على تزويد خدمات الهاتف الموجود بالفعل.
  • زيادة سرعة الإنترنت.
  • الوصول إلى طريقة دفع أسهل لمتجرك الإلكتروني

الابتكار المُزعزع

يعمل على تقديم منتجات أو خدمات جديدة تبدل قواعد اللعبة في السوق، وأطلق عليه اسم المزعزع لأنه يزعزع استقرار السوق ويقلب موازينه من خلال الجديد الذي يقدمه.

يمكن لهذا النوع من الابتكار تهديد أمن الشركات المنافسة والتقليدية التي تظن إنها في مأمن، ومن أمثلته ظهور شركات جديدة تقدم منتج ينافس منتجك أو استخدام أدوات حديثة في التشخيصات الطبية على سبيل المثال.

الابتكار المعماري

يستهدف هذا النوع إنشاء أنظمة وبناء بنية تحتية جديدة تبدل الطريقة التي تسير عليها في مشروعاتك، وهو ما يوفر مكان أكبر للمزيد من رواد الأعمال والشركات ويفتح المجال للمنافسة المستمرة.

يعني هذا إقامة مشروعات جديدة مثل دخول هاتف جديد للسوق أو بناء شبكة الإنترنت.

الابتكار الجذري

يمثل هذا النوع ما يحدث من ثورات في عالم الصناعة على كل المستويات، فهو يعمل على طرح أفكارًا جديدة وفتح سوق جديد لم يكن موجود من قبل.

يمثل ذلك الأسواق التي تعمل بناء على الاختراعات التي تغير الإنسانية بالكامل وتصنع تغييرًا جذريًا مثل اكتشاف علاج ما لمرض أو اختراع جديد.

ما هي العلاقة بين الابداع والابتكار؟

يعتبر الإبداع والابتكار مصطلحين مُتلازمين ويطلقان دائمًا على صناعة أشياء جديدة ومميزة، ولكن العلاقة بينهما دقيقة بعض الشيء أيضًا على النحو التالي:

يستهدف الإبداع كعملية مستقلة توليد أفكار جديدة وأصيلة أي لم يسبق لأحد التفكير بها من منظور ما أما الابتكار فيعل على تحويل هذا الإبداع إلى منتجات واقعية أو خدمات أو ابتكارات متعددة.

أي أن الإبداع هو المنبع الذي يُغذي الابتكار والابتكار هو الترجمة للإبداع على أرض الواقع.

مراحل تطور العلاقة بين الإبداع والابتكار

تمر عملية الابتكار والإبداع بعدة مراحل هي:

ميلاد الفكرة

مرحلة ميلاد الفكرة والتي تأتي من خلال العصف الذهني أو التخيل، ثم النقطة التالية تكون عبارة عن تقييم الفكرة ومحاولة تحويلها إلى شيء ملموس من خلال عملية الابتكار، ثم يتم في المرحلة الأخيرة لميلاد الفكرة العمل على تقييم العوامل المحيطة بها ويؤخذ بعين الاعتبار العوامل مثل الجدوى والتكلفة ومتطلبات السوق.

تطوير الفكرة

يتم تحويل الفكرة إلى نموذج أو تصميم قابل للتنفيذ ثم يخضع النموذج المصمم إلى اختبارات حتى يتبين نقاط القوة والضعف الخاصة به مع إجراء العديد من التعديلات للوصول إلى النموذج المثالي.

التنفيذ

بعد تفوق النموذج على نقاط الضعف الخاصة به يتم تحويل الابتكار إلى منتج أو خدمة حقيقية ثم يتم اختيار السوق المناسب لتسويقه.

مع الأخذ في الاعتبار أن كل عمليات الإبداع لا يخرج من بينها إلا القليل من الابتكارات ولا يشترط أن تتحول جميعها إلى أشياء على أرض الواقع.

كما أن بعض الأفكار قد تكون إبداعية ولكن غير قابلة للتطبيق، لذلك يجب أن يكون الإبداع المتوفر يساهم في تطوير ريادة الأعمال وتحويلها إلى الأفضل في نطاق المتوفر من المواد.

أهداف ريادة الأعمال والابتكار

تتعدد أهداف ريادة الأعمال والابتكار، وتتنوع لتشمل جوانب مختلفة ومن أهم هذه الأهداف التي تجمع بين الاثنين ما يلي:

خلق فرص عمل جديدة

تبدأ ريادة الأعمال بتوفير الكثير من فرص العمل الجديدة والمميزة للشباب كما تقلل من أعداد البطالة وتزيد من القدرة على النمو الاقتصادي، وهو ما يتيح للشباب تقديم أفضل الأفكار المبتكرة وإيجاد المكان لتنفيذها على أرض الواقع.

تقديم حلول مبتكرة للمشكلات

تقدم عملية الابتكار كل ما هو مطور أيضًا من ناحية حل المشكلات المتراكمة في كافة مجالات العمل، وهو ما يحتاج إليه رواد الأعمال في عملهم مما يحسن من بيئة وجودة وإنتاجية العمل، كما يساهم في تحسين حياة الأفراد والحفاظ على البيئة.

تحفيز النمو الاقتصادي

عندما تعمل ريادة الأعمال على إنشاء الكثير من المؤسسات الجديدة يساهم ذلك في التنوع الاقتصادي في البلاد، كما يزيد من التنافس في السوق ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

تعزيز التنمية المستدامة

إذا تم مزج الابتكار بريادة الأعمال، ستتمكن من تحقيق أهداف متعددة متعلقة بالبيئة ومنها تطوير تقنيات صديقة للبيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية للبيئة مع تعزيز الصحة العامة للفرد.

إحداث تغيير إيجابي في المجتمع

يسعى العمل الممزوج بالابتكار إلى المساهمة في تطوير المجتمع حيث تساهم ريادة الأعمال في تعزيز العمل ورفع مستوى المعيشة وتوفير العدالة الاجتماعية.

أهداف رواد الأعمال

يسعى رواد الأعمال من كل مكان إلى تحقيق أحلامهم في العمل من خلال:

  • السعي وراء طموحاتهم والعمل على تنفيذها على أرض الواقع.
  • الاستقلال المالي وربح الكثير من المال.
  • ترك بصمة إيجابية في العالم.
  • الحفاظ على البيئة والاستدامة.

ما الذي يميز رائد الأعمال عن الموظف العادي؟

مع ارتباط الابتكار والإبداع بريادة الأعمال يتساءل الكثيرين عن الفرق بين الموظف العادي ورائد الأعمال، فبعد الكشف عن العلاقة بين ريادة الأعمال والابتكار يجب أن نعرف هل هناك مكان للابتكار في الأعمال العادية؟

الدوافع

يعمل الموظف العادي لعدة دوافع أولها الحصول على دخل شهري ثابت ومستمر وهو ما يحقق له الأمان الوظيفي، كما يسعى على الجانب الآخر إلى تحقيق الاستقرار وتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته.

أما على الجانب الآخر فنجد رائد الأعمال الذي يكون دافعه الأساسي هو السعي خلف شغفه والقدرة على قيادة طموحاته لتحقيق أهدافه مع ترك بصمة في العالم.

المخاطرة

لا يمتلك الموظف العادي حس المخاطرة بل يفضل البقاء في أمان وتجنيب نفسه الصراعات حتى وإن كان من المحتمل فوزه بها، ويهتم بالقواعد الموضوعة ولا يسعى إلى تخطي التعليمات.

أما رائد الأعمال، فسيكون على استعداد لمواجهة أي مخاطر وخوض الكثير من المغامرات من أجل الوصول إلى هدفه، كما تكون بعض أفكار المخاطرة من تفكيره ويتحمل مسؤولية ما ينتج عنها بالكامل.

التحكم

لا يتحكم الموظف العادي في نفسه فغالبًا هناك من يرأسه من مدير أو صاحب عمل، ولا يمكنه تجاهل التعليمات أو عدم تنفيذ المهام المطلوبة منه

أما رائد الأعمال فيتحكم بمصيره وعمله فهو سيد قراره وصاحب العمل كما يتحمل نتيجة ما يختاره من أفعال.

التفكير

لا يمتلك الموظف العادي أي تفكير إبداعي فهو ليس مطالب بذلك بل يعتمد على الروتين والالتزام به كما يركز على المهام المطلوبة منه وتكون أهداف قصيرة المدى.

يضع رائد الأعمال الكثير من الأفكار الإبداعية ويعمل على تحويلها إلى أشياء مبتكرة كما يمتلك الرؤية الشاملة والأهداف طويلة المدى.

تنطلق العلاقة بين ريادة الأعمال والإبداع والابتكار من أفكار مبدعة إلى مشاريع واقعية وهذا هو الهدف الأساسي للكثير من الأفكار المبتكرة التي يفكر فيها رائد الأعمال، لذلك يمكننا القول أن العلاقة بين الاثنين علاقة وثيقة لا يمكن أن تنفصل.