العتيبة: الإمارات وأمريكا يشكلان مستقبل الذكاء الاصطناعي

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 مايو 2024 | آخر تحديث: الجمعة، 03 مايو 2024
مقالات ذات صلة
مستقبل الذكاء الاصطناعي... أقل اصطناعية وأكثر ذكاءً
هل يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً للبشرية؟ باحث في ميتا يجيب
هل هواتف الذّكاء الاصطناعي هي مستقبل الهواتف الذّكية؟

قال يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه مثلما كان النفط هو ثروة القرن الماضي، فإن البيانات هي مصدر قوة هذا القرن.

وأشار العتيبة في مقال له منشور على موقع بلومبيرغ، إلى أن عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل، حيث أصبحنا نعيش في لحظة تحول ستمس كل مجالات الحياة الحديثة، وكذلك الشؤون الدولية.

وتابع قائلاً إن هذه اللحظة من الممكن أن تفلت من بين أصابعنا، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا يمكنها الانتشار بسرعة لم يكن من الممكن تصورها قبل عقد من الزمن فقط، بعيداً عن ضوابط وحدود العالم المادي.

صفقة مايكروسوفت وG42 ودورها في تعزيز حلول الذكاء الاصطناعي

وأشار العتيبة إلى أن الصفقات التجارية، مثل تلك الصفقة التي تم الإعلان عنها مؤخراً بين شركة مايكروسوفت وشركة G42 في أبوظبي، تعمل على زيادة السرعة التي سيتم بها نشر الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي، لتحقيق الفوائد في جميع أنحاء العالم.

وأردف بقوله إن هذه الاتفاقية، التي تتضمن استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار من عملاق التكنولوجيا الأمريكي في الشركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية الرائدة، تعد تتويجاً لشراكة استراتيجية شاملة بين المؤسستين، والتي من شأنها تعزيز حلول الذكاء الاصطناعي الإقليمية، وتطوير القوى العاملة في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توسيع قدرة مراكز البيانات حول العالم.

الإمارات تعمل مع شركائها لوضع قواعد جديدة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

ولفت السفير الإماراتي إلى أنه من أجل الحصول على مزايا الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتسابق الحكومات لتحقيق إمكانات هذه التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه، الحد من أضرارها.

وطرح عدة أسئلة، مثل: من يتحكم في البيانات وقوة الحوسبة؟ ما القواعد الضرورية لضمان وصول عادل ومسؤول في كل من الأسواق الناشئة والناضجة؟ أين الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات، التي تعتبر العقل والعضلات للذكاء الاصطناعي؟

وأفاد يوسف العتيبة أنه من أجل مواجهة هذه التحديات، تعمل دولة الإمارات مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين، لوضع قواعد جديدة لهذه التكنولوجيا الثورية، موضحاً أن هذا يتضمن: إعادة ضبط اللوائح الحكومية، وإعادة تصور التعاون بين القطاعين العام والخاص، وكذلك إعادة تشكيل علاقاتنا في العالم.

وأكد على أن هذا التعاون يقوم على مبادئ أساسية تمكن الذكاء الاصطناعي من الازدهار، فيما تضع في الوقت ذاته إطاراً تنظيمياً، لضمان استخدامه العادل والأخلاقي.

عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر عدالة

وقال العتيبة إنه في البداية، يجب أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الحكومات، لافتاً إلى أنه في حالة الإمارات والولايات المتحدة، فبينما يتم طرح وجهات نظر مختلفة حول الموضوعات، فإن الدولتين لديهما توافق أساسي في رؤيتهما للذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الدولتين تتفقان على أن عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر عدالة، مؤكداً أن تضييق الفجوة الرقمية، ومنح البلدان المزيد من السيطرة على بياناتها، يعتبر من الأولويات الرئيسية.

وأشار العتيبة إلى أنه كجزء من هذا الأمر، تتعهد الإمارات بتعزيز مكانتها كمصدر مفضل للحوسبة التي يمكن الوصول إليها (أي القوة الحسابية والسرعة اللازمة لمعالجة كميات هائلة من البيانات)، إضافة إلى النماذج مفتوحة المصدر والدعم المالي لجنوب العالم.

وبين أن الإمارات تعمل مع الولايات المتحدة أيضاً لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية ثنائية للاستخدام الأخلاقي والعادل للذكاء الاصطناعي.

وقال السفير الإماراتي إن هذا الإطار المشترك سيتضمن معايير لحماية البيانات والأمن والموثوقية، بالإضافة إلى دعم الأبحاث المشتركة بين القطاعين العام والخاص، والتعليم والتمويل، مؤكداً أن هذه الاتفاقية ستخلق أيضاً المزيد من التعاون التجاري.

الذكاء الاصطناعي وتحديات المناخ: الطاقة المتجددة كلمة السر

ونوه يوسف العتيبة إلى أنه بعد ذلك، فمن المعروف أن عصر الذكاء الاصطناعي سيتطلب كميات كبيرة من الطاقة، لمعالجة البيانات وإدارة تدفقها، لافتاً إلى أنه بخصوص هذا الأمر، فلا يجب التنازل عن أولويات المناخ من أجل التقدم التكنولوجي.

وشدد على أن التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة، يقدم نموذجاً من خلال تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون، لتشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة.

وبين العتيبة أنه سيتم تشغيل البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات، بواسطة بعض أكبر المصفوفات الشمسية في العالم وأقلها تكلفة، وبرنامج الطاقة النووية المدني المتوسع، وشبكة كهربائية مصممة خصيصاً لهذا الغرض وخالية من الاختناقات.

وأكد أن شركة الطاقة المتجددة المحلية (مصدر)، قد أصبحت واحدة من أكبر المستثمرين العالميين في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وذلك في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة.

ضرورة نشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حول العالم

وأشار السفير الإماراتي إلى أنه بالنسبة للمرحلة الثالثة، فينبغي نشر هذه التكنولوجيا الجديدة بطريقة تعود بالنفع على المجتمع.

وأردف بقوله إن هذا يعني تطبيق فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مثل: الرعاية الصحية والتعليم والمناخ، مشيراً إلى أن السياسة العالمية يجب أن تضمن وصول هذه التكنولوجيا إلى القوى المتوسطة والجنوب العالمي.

وأضاف العتيبة قائلاً إنه في النهاية، فإن تحقيق هذا التحول، سيتطلب رأس مال ضخم يوجب التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ستخصص مئات المليارات من الدولارات لهذه المهمة.

الإمارات تدعم شركات الذكاء الاصطناعي القائمة والناشئة

ولفت يوسف العتيبة إلى أن دولة الإمارات قدمت دعماً مالياً لشركات التكنولوجيا القائمة والشركات الناشئة الواعدة، والتي تتواجد العديد منها في الولايات المتحدة.

وأوضح أنه على سبيل المثال، فإن مبادلة (وهو أحد صناديق الثروة السيادية الرائدة في الإمارات)، قامت بالاستثمار لمدة 17 عاماً في شركة غلوبال فاوندريز (التي يقع مقرها في نيويورك)، وهو ما ساعد على إعادة تنشيط صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، مع تنمية الخبرة الإماراتية في هذا القطاع.

ونوه العتيبة إلى أن شركة G42 الإماراتية تتعاون مع شركة سيريبراس سيستمز في كاليفورنيا، لبناء أكبر كمبيوتر فائق السرعة في العالم للتدريب على الذكاء الاصطناعي.

قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارات من بين الأكثر تقدماً في العالم

وأكد يوسف العتيبة أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارات، يعد من بين القطاعات الأكثر تقدماً في العالم، موضحاً أن الدولة قامت بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم في عام 2017، كما أنه أنشأت أول جامعة مختصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي في عام 2020، إلى جانب إطلاق Falcon، وهو نموذج لغة كبير مفتوح المصدر عالي التصنيف في العام الماضي.

وتابع قائلاً إن الإمارات ضاعفت القوى العاملة متعددة الجنسيات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي بمقدار 4 مرات، وذلك على مدى السنوات الـ 3 الماضية.

الذكاء الاصطناعي شريان الحياة للمجتمعات المستقبلية

وأشار السفير الإماراتي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة شريان الحياة للمجتمعات المستقبلية، لافتاً إلى أنه سرعان ما ستؤدي تأثيراته العميقة إلى تغيير قواعد اللعبة القديمة تماماً.

وشدد على أن الولايات المتحدة والإمارات ستكونان شريكتين في طليعة تقنيات الحوسبة المتقدمة.

ونوه العتيبة إلى أنه هناك حاجة لنقاش الحكومات في مختلف أنحاء العالم، في حال كانت هناك رغبة في تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة لصالح الخير.

واختتم مقاله بقوله إنه لضمان أن البيانات هي القوة الحقيقية في العصر الجديد، يجب على الجميع التكاتف لتعزيز الفوائد الأخلاقية والعادلة للذكاء الاصطناعي من أجل الجميع.