الطفولة القاسية.. كيف تفيد من تعايش معها أحيانا؟
يرى الكثيرون أن المرور بمرحلة طفولة صعبة ممتلئة بالمشكلات والعقبات من الأمور المؤثرة بالسلب على صاحبها، وهو ما يكشف عنه بعض العلماء الذين يؤكدون أن المعاناة في الطفولة تولد أزمات نفسية وكذلك نقصا في الثقة، إلا أن بعض خبراء علم النفس تمكنوا من استكشاف الأمر من زاوية مختلفة، ليتوصلوا إلى بعض من فوائد الطفولة القاسية الحقيقية لمن عاشها.
التمتع بمهارات فنية
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تتعدد القصص الحقيقية التي تحكي عن التحول من الفقر إلى الثراء بفضل المهارات الفنية، سواء في الرسم أو التمثيل أو الغناء، ما جذب انتباه الباحثين من كاليفورنيا، حيث أجروا بعض الاستبيانات مع عدد من محترفي عالم الفن، ليجدوا أن الأشخاص الأكثر معاناة من الطفولة القاسية هم الذين صاروا أكثر إبداعا، حيث بدا أن الفن أعطى لهم الفرصة لإفراغ أحزانهم ومشاعرهم المختلفة، ما يشير إلى أن الناس تتعلم دائما من التجارب السلبية وليست الجيدة.
القدرة على التكيف
نشأة الطفل في ظروف صعبة تدفعه للتعايش مع التوتر بسهولة، لذا يكتسب مهارة التكيف مع أسوأ الأوضاع، كما تتطور لديه المرونة الإدراكية، والمتمثلة في القدرة على التمييز بين الأمور المهمة وغير المهمة، من أجل التركيز على الأكثر أهمية، ما تكشف عنه الكثير من الدراسات التي ربطت بين المعاناة من الطفولة القاسية وامتلاك القدرة على المخاطرة واستكشاف حلول جديدة للأزمات وبالتالي التكيف مع كل الأهوال.
تمييز الخطر
يعتبر النورإبينفرين هو الهرمون المعروف باسم هرمون الخطر، حيث يفرز في الأوقات التي يشعر خلالها الشخص بالخوف من أمر ما غير متوقع، فيما يساعد صاحبه أيضا من زاوية أخرى في حال إفرازه بمعدلات متوسطة، عندما يحسن من الذاكرة لديه ومن قدرته على التعلم، الأمر الذي يستفيد منه قبل أي شخص آخر، كل من تعايش مع ويلات الطفولة القاسية، التي تعطي من مر بها قدرة أفضل على تمييز الخطر، مقارنة بمن عاش حياة أكثر بساطة أو براءة.
التعاطف
يرى خبراء علم النفس أن هناك علاقة طردية بين التعايش مع الطفولة القاسية وبين القدرة على التعاطف مع الآخرين، حيث تصبح قراءة مشاعر البشر أكثر سهولة عندما تعاني من الأزمات في عمر مبكر، لذا فمع وجود القدرة على فهم أحاسيس الأشخاص من حولك، فإن التعاطف معهم يصبح مؤكدا، ليساهم ذلك في تحسن العلاقات الاجتماعية بالمحيطين.
قوة الذاكرة
يؤكد الباحثون من جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الطفولة القاسية تؤدي إلى تقوية الذاكرة بشكل غير متوقع، حيث تتبدل المعلومات القديمة بأخرى أحدث وأكثر فائدة بسهولة أكبر لدى هؤلاء ممن عانوا في الصغر، مع الوضع في الاعتبار أنه حتى ذكريات الطفولة السيئة التي يسهل تذكرها في تلك الحالة، تبدو مفيدة عندما تزيد من القدرة على حماية النفس في المستقبل من الأزمات مختلفة الأشكال.
في الختام، هي بعض من الفوائد المثيرة التي تكشف عن أن الطفولة القاسية للمرء ليست مضرة به في كل الأوقات، بل يمكنها أن تصبح سر نجاحه في الحياة مع مرور السنوات.