الصين تواصل عقوباتها: توقف تسلم طائرات بوينغ الأمريكية
لا تزال الصين تواصل عقوباتها المتتالية ردًا على قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية وصلت إلى 125% على المنتجات الصينية، ففي تصعيد جديد للحرب التجارية القائمة بين البلدين، قررت بكين التوقف عن استيراد طائرات بوينغ في خطوة تنذر بتداعيات واسعة على قطاع الطيران العالمية.
وقد نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن السلطات الصينية وجهت أمرًا مباشرًا لشركات الطيران المحلية بعدم تسلم أي شحنات إضافية من طائرات بوينغ، ووقف شراء المعدات وقطع الغيار من الشركات الأمريكية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قرار الصين لا يعد مجرد رسالة سياسية، بل يمثل ضربة مباشرة لبوينغ، إحدى ركائز الاقتصاد الأمريكي. الشركة العملاقة تساهم بما يقارب 79 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي، وتوفر فرص عمل لنحو 1.6 مليون شخص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كام توظف بوينغ وحدها حوالي 150 ألف موظف داخل الولايات المتحدة.
وعلى خلاف بعض الشركات متعددة الجنسيات التي توزع إنتاجها حول العالم، تنتج بوينغ طائراتها بالكامل داخل الأراضي الأمريكية، ما يجعلها أكثر عرضة للصدمات الناتجة عن تقلبات التجارة العالمية، خاصة عندما تأتي من شريك تجاري ضخم بحجم الصين.
اقرأ أيضًا: الصين توجه ضربة موجعة لأمريكا عبر سلاح المعادن النادرة
الصين أكبر سوق للطائرات في العالم
تعد الصين أكبر سوقا للطائرات في العالم، وهي شريك لا غنى عنه لبوينغ. أشارت شركة بوينغ إلى أن شركات الطيران الصينية ستحتاج إلى نحو 883 طائرة جديدة خلال العقدين المقبلين، وتتوقف بوينغ أن ينمو أسطول الطائرات التجارية في الصين بمعدل سنوي يبلغ 4.1%، مقارنة ب4.7% على الصعيد العالمي.
ومن المتوقع أن تصبح الصين في غضون سنوات السوق الأكبر للطائرات ذات الممر الواحد، وتتفوق على الجميع بعدد الطائرات عريضة البدن، بالإضافة إلى مضاعفة أسطول طائرات الشحن ثلاث مرات تقريبًا.
وحجم السوق الصيني لا يقف عند عدد الطائرات، بل يمتد إلى خدمات ما بعد البيع كذلك، حيث تتوقف بوينغ أن يبلغ حجم الطلب على خدمات الدعم الفني والصيانة والتحديات والحلول الرقمية ما يقارب 780 مليار دولار خلال العقدين المقبلين، كما ستحتاج الصين إلى تدريب وتوظيف أكثر من 430 ألف شخص للعمل في مجالات الطيران المختلفة.
اقرأ أيضًا: القطاع المالي الأمريكي يواجه تحديات بسبب سياسات ترامب
تراجع أسهم بوينغ
شهدت أسهم شركة بوينغ تراجعًا بنسبة 7% منذ بداية العام، وسط تصاعد المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية والعقبات أمام سلاسل الإمداد. مديرها المالي برايان ويست، أعرب عن قلقه من أن الإجراءات الجمركية الأخيرة قد تعرقل قدرة الشركة على تأمين مستلزماتها من الموردين.
وبعد الإعلان عن القرار الصيني، شهد سهم بوينغ تراجعًا إضافيًا بنسبة 3%، مع تنامي المخاوف من فقدان نحو 20% من الطلب العالمي المتوقف في العقود المقبلة، وهو ما تمثله السوق الصينية بمفردها.