الصين تضع شروطًا لإدارة ترامب للتفاوض بشأن الرسوم

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
ترامب يلمح لفتح باب التفاوض مع الصين حول الرسوم الجمركية
ترامب يتراجع ويعلن عن إمكانية التفاوض على الرسوم الجمركية
ترامب يصعّد الحرب التجارية ويهدد برفع الرسوم على الصين

في تطور لافت للعلاقات الاقتصادية الدولية، أبدت الصين استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها وضعت شروطًا أمام الإدارة الأمريكية قبل الموافقة على هذه المفاوضات.

ونقل مصدر مطلع توجهات الحكومة الصينية، حيث أوضح المصدر أن بكين تشترط ضبط التصريحات العدائية التي تصدر من بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية، والتي رأت أن فيها إساءة مباشرة لها ولشعبها، مؤكدة أن أي حوار جاد لا يمكن أن يتم إلا في أجواء يسودها الحد الأدنى من الاحترام المتبادل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وكشف المصدر أن الصين تطالب الولايات المتحدة بموقف أكثر اتساقًا ووضوحًا تجاه عدد من القضايا الجوهرية، وعلى رأسها العقوبات الأمريكية المفروضة على كيانات صينية، بالإضافة إلى مشكلة  تايوان، التي تعتبرها مسألة سيادة غير قابلة للتفاوض.

اشترطت الصين كذلك على واشنطن تعيين مبعوثًا رفيع المستوى يتولى حصريًا ملف التفاوض، ويكون هذا الشخص موثوقًا ومدعومًا من الرئيس ترامب نفسه، بحيث يمتلك القدرة الفعلية على بلورة اتفاق يوافق عليه الطرفين في إطار لقاء مرتقب بين الزعيمين.

اقرأ أيضًا:  الصين تفضح العلامات التجارية الفاخرة وتكشف قيمتها الحقيقية

زيادة الرسوم الجمركية يعمق الخلافات

هذه المطالب تأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من الترقب والقلق، نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين البلدين. فمنذ توليه الرئاسة، فرض ترامب تعريفات جمركية باهظة بنسبة 145% على معظم الواردات الصينية، وهو ما قابله رد صيني مماثل أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن.

وأدى هذا التصعيد إلى تحركات مباشرة في الأسواق العالمية، حيث ارتفع اليوان الصيني بنسبة 0.2% أمام الدولار في السوق الخارجية، كما صعد الدولار الأسترالي – المؤشر التقليدي لأداء الاقتصاد الصيني – بنسبة 0.5%. أما العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، فقد قلّصت خسائرها الحادة من 1.6% إلى 0.4%، ما يعكس حجم الرهانات التي تضعها الأسواق على احتمالية التوصل إلى انفراج في الأفق القريب.

اقرأ أيضًا:  رسوم ترامب على الصين تضر بقطاع الخدمات الأمريكية

بكين تطالب بـ"لهجة موحدة" وموقف محترم

وبحسب المصدر ذاته، فإن القيادة الصينية تعتقد أن الرئيس ترامب أصبح يسيطر على إدارته بشكل شبه مطلق خلال ولايته الثانية، وبالتالي فإن عدم تبرّؤه من التصريحات العدائية التي يطلقها بعض مسؤولي إدارته يُفهم في بكين على أنه موافقة ضمنية.

ولم يحدد المصدر أسماء بعينها، لكنه أشار إلى حالة استياء رسمي في الصين؛ بسبب تصريحات صدرت مؤخرًا عن نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، الذي وصف فلاحين صينيين بعبارات وُصفت بأنها "مهينة وجاهلة"، ما استدعى ردًا حادًا من وزارة الخارجية الصينية في خطوة غير معتادة.

ومن بين أبرز الهواجس الصينية التي شددت عليها بكين، ما تعتبره "استهدافًا متعمدًا" لعملية التحديث التكنولوجي في البلاد. فخلال السنوات الماضية، فرضت واشنطن قيودًا صارمة على صادراتها من التقنيات المتقدمة إلى الصين، ولا سيما في قطاع الرقائق الإلكترونية.

وفي خطوة تصعيدية حديثة، منعت إدارة ترامب شركة "إنفيديا" من تصدير شريحة H20 إلى السوق الصينية، ما أثار غضب بكين التي ترى في هذه الإجراءات محاولة مباشرة لعرقلة مسارها التكنولوجي، وتهديدًا لسيادتها الرقمية والصناعية.