الصين تسجل أول انخفاض في مؤشر الأسعار خلال 13 شهرًا
سجل مؤشر الأسعار الاستهلاكية (CPI) في الصين انخفاضًا سنويًا بنسبة 0.7% خلال فبراير الماضي، وهو أول تراجع شهده هذا المؤشر منذ يناير 2024, وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني الصيني.
وجاء هذا الانكماش مدفوعًا بانخفاض أسعار المواد الغذائية والتبغ والمشروبات الكحولية، مما عكس اتجاهًا صعوديًا بلغ 0.5% في يناير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التفاصيل الاقتصادية: انخفاض الأسعار وردود الفعل المتوقعة
أظهرت البيانات أن مؤشر الأسعار تراجع بنسبة 0.2% على أساس شهري في فبراير، مقارنة بارتفاع نسبته 0.7% في الشهر السابق.
وبحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز" لآراء الاقتصاديين، كان التوقع يشير إلى انكماش سنوي بنسبة 0.5%، لكن النتيجة الفعلية جاءت أسوأ من التوقعات.
تشير هذه الأرقام إلى ضغوط متزايدة على الاقتصاد الصيني، الذي يشهد تباطؤًا في الاستهلاك الداخلي، بينما تواصل البنوك المركزية والمسؤولون البحث عن مؤشرات على فعالية إجراءات التحفيز الاقتصادي.
رد الفعل الحكومي: أهداف جديدة وتحديات معلقة
أعلن المسؤولون الصينيون يوم الأربعاء عن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) لعام 2025 عند "حوالي 5%"، مع التركيز على تعزيز الطلب الداخلي لدعم النمو.
كما خفضت بكين هدفها السنوي للتضخم الاستهلاكي إلى "حوالي 2%"، وهو أدنى مستوى له في أكثر من عقدين، مقارنة بـ 3% أو أعلى في السنوات السابقة، وفقًا لمعهد السياسات التابع لـ "آسيا ساكس".
وأوضح المسؤولون أن الهدف الجديد للتضخم يُعتبر بمثابة "سقف أعلى" أكثر منه هدفًا ملزمًا، مما يعكس المرونة في التعامل مع التحديات الاقتصادية الحالية.
التحديات المستقبلية: ضعف الاستهلاك وتصاعد النزاعات التجارية
يرى خبراء الاقتصاد أن تحقيق هدف النمو عند 5% قد يكون "تحديًا صعبًا"، خاصة مع استمرار ضعف الاستهلاك المحلي، الذي يشكل ركيزة أساسية للنمو الصيني، فضلاً عن تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وأشارت تحليلات إلى أن النزاعات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والتجارة، تُفاقم الضغوط على الصادرات الصينية، مما يُقلل من فرص تعويض الخسائر عبر القنوات التقليدية.
في ظل هذه التحديات، يراقب المستثمرون عن كثب إجراءات التحفيز التي ستعلنها بكين، بما في ذلك خفض الفائدة وزيادة الإنفاق الحكومي، للحد من تأثيرات الانكماش في الأسعار وتحفيز النمو.