الصين تبقي على أسعار الفائدة وسط تصاعد الحرب التجارية
الحرب التجارية مع أمريكا تؤثر على سياسة الفائدة الصينية
أبقت الصين، اليوم الاثنين، على أسعار الفائدة القياسية دون تغيير للشهر السادس على التوالي، بما يتماشى مع توقعات الأسواق، في خطوة تعكس توخي الحذر في ظل الوضع الاقتصادي العالمي المتقلب.
أسباب إبقاء أسعار الفائدة ثابتة
على الرغم من بيانات النمو الاقتصادي القوية في الربع الأول، التي فاقت التوقعات، يرى محللون أن الصين قد تظل متحفظة في اتخاذ خطوات كبيرة لتيسير السياسة النقدية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فقد قلل النمو الاقتصادي القوي من الحاجة إلى تعديل فوري في السياسة النقدية، حتى مع توقعات السوق بأن المزيد من إجراءات التحفيز قد تكون ضرورية لدعم الاقتصاد في الأشهر القادمة.
من جهة أخرى، تشعر الحكومة الصينية بقلق من التأثيرات السلبية على اليوان الصيني؛ بسبب التوترات المستمرة في حرب التجارة مع الولايات المتحدة.
كما أن الهوامش المالية للبنوك الصينية التي تتقلص قد تضع قيودًا على قدرة الحكومة على خفض أسعار الفائدة بشكل كبير.
الأرقام الرئيسية للإبقاء على الفائدة ثابتة
تم الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد عند 3.1%، بينما لم يشهد سعر الفائدة للقروض لمدة خمس سنوات أي تغيير، وظل عند 3.6%.
في استطلاع أجرته وكالة رويترز الأسبوع الماضي شمل 31 من المشاركين في السوق، توقع 87% منهم عدم حدوث تغيير في أسعار الفائدة.
التحديات الاقتصادية في الصين
على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة 5.4% في الربع الأول، وهو ما يعد أعلى من التوقعات، إلا أن هناك مخاوف من تراجع النمو بشكل حاد في الأشهر المقبلة؛ بسبب السياسات التجارية الأمريكية.
من المتوقع أن تظهر تأثيرات زيادة التعريفات الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية في وقت لاحق، حيث عمدت بعض المصانع إلى تسريع شحناتها لتفادي هذه التعريفات.
خفضت مجموعة من البنوك الاستثمارية العالمية توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين، وتوقعت أن تتخذ الحكومة مزيدًا من الإجراءات التحفيزية لدعم الاقتصاد في مواجهة الرياح الاقتصادية العاتية.
آراء الخبراء الاقتصاديين
قال شينغ تشاوبينغ، كبير الاستراتيجيين في بنك ANZ: "إن إبقاء أسعار الفائدة ثابتة يعكس انتظار السلطات الصينية لمزيد من التطورات، تأثير التعريفات الجمركية يظهر بشكل أساسي في قطاع الصادرات، ومع النمو الاقتصادي الجيد في الربع الأول، سيكون من الأسهل تقديم تدابير محددة لدعم شركات التصدير".
من جانبهم، أكد خبراء في ING أن "سعر الفائدة الأساسي (LPR) لن يتحرك ما لم يتم خفض سعر إعادة الشراء لمدة عشرة أيام أولًا، مشيرين إلى أن التضخم المنخفض والضغوط الاقتصادية الخارجية القوية؛ بسبب تصاعد تهديدات التعريفات الجمركية تدعم الدعوات للتيسير النقدي".
وأضافوا أن "الاعتبارات المتعلقة باستقرار العملة قد تدفع بنك الشعب الصيني إلى الانتظار، حتى يتم خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي".