الصحة العالمية تكشف خطر المضادات الحيوية وعلاج كوفيد-19
شدد خبراء منظمة الصحة العالمية على تحذيراتهم بشأن الإفراط في تناول المضادات الحيوية دون الحاجة إليها حتى ولو كانت موصوفة بواسطة طبيب!
وكشفت دكتور حنان بلخي مساعد مدير منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية أن هناك قلقاً متزايداً داخل المنظمة بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأكدت دكتور بلخي على أن المضاد الحيوية مفيدة فقط في معالجة الالتهابات البكتيرية ولكن ليس لها دور في علاج الالتهابات الفيروسية ومنها فيروس كورونا.
كورونا عدوى فيروسية وليست بكتيرية
وأوضحت بلخي أن كورونا هو عدوى فيروسية ولذلك فإن المضادات الحيوية لا تساهم في العلاج منه خاصة وأن حالات الإصابة الخفيفة ممكن أن تتعالج في المنزل، ولا يتطلب الدخول إلى المستشفى إلا في الإصابات الشديدة التي تكون لها أعراض حادة على المريض.
وصححت دكتور بلخي معلومة خاطئة وأن الاستخدام المفرط للمضاد الحيوي دون الحاجة إليه قد يتسبب في مشكلات إضافية بدلاً من المساعدة في شفاء المرضى.
وأشارت بلخي أنه يمكن استخدام المضادات الحيوية لبعض المصابين بفيروس كورونا ولكن بشرط أن يكونوا مصابين بعدوى بكتيرية أخرى بجانب الفيروس.
خطر الإفراط في تناول المضادات الحيوية
وحذرت دكتور بلخي أن الإفراط في تقديم المضادات الحيوية إلى المرضى قد يتسبب في إصابتهم بما يسمى "العدوى الفائقة بالبكتيريا"
وأوضحت مساعد مدير منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية أن توصيات المنظمة تحدد موعد استخدام المضادات الحيوية في سياق المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا والذين يكونون في العادة مصنفين ضمن حالات الإصابة المعتدلة إلى الشديدة وبضوابط دقيقة.
فيما حذرت دكتور بلخي كذلك من ظاهرة تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية أو عدم استكمال جرعة المضاد الحيوي كاملة والتي تسبب في اكتساب بعض البكتيريا للمناعة ضد هذه المضادات الحيوية.
وأكدت دكتور بلخي أنه يجب أن يوصف المضاد الحيوي من قبل مقدمي الرعاية الصحية المرخصين وذلك لضمان التشخيص الصحيح مع تحديد الجرعات مع المدة المناسبة كذلك.
وشددت على أن اكتساب البكتيريا لمقاومة المضادات الحيوية في أجساد المرضى هو أحد أخطر التحديات التي تواجه الأطباء.
وأشارت دكتور بلخي أن مع اكتساب البكتيريا في جسد الإنسان للمناعة ضد المضادات الحيوية فإنها قد تتمكن من الجسد وتصبح قادرة على مقاومة أي علاج ضدها وهو الأمر الذي سيهدد حياة هذا الشخص في المستقبل.
ووصفت دكتور بلخي العالم حالياً بأنه يعيش عصر ما بعد المضادات الحيوية خاصة وأن بعض المضادات الحيوية الأكثر شيوعاً وقوة لم تعد بنفس الفاعلية وذلك بسبب تغذية مقاومة البكتيريا في أجساد المرضى بالاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية.
الصحة العالمية: اللقاحات وحدها لن توقف كورونا
يأتي ذلك بعدما ذكر المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو، أمس الاثنين، أن التطعيم وحده لن يوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وأشار إلى أنه من الضروري الاستمرار في ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي.
خلال تصريحات صحفية قال نابارو إن اللقاحات وحدها لن توقف الوباء بالكامل، يمكن للقاح أن يمنع حدوث الوفاة ويمكن له أن يوقف تطور الأعراض حتى لا تصل الحالة إلى مرحلة الأعراض الخطيرة، ولكن لوقف انتشار الفيروس، يجب أن نستخدم طرقاً أخرى، بما في ذلك الالتزام بوضع الأقنعة والتباعد الاجتماعي.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعربت عن قلقها بشأن ارتفاع معدلات انتقال فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، في أوروبا.
أوضح رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا أن هناك ثلاثة عوامل مثيرة للقلق: معدلات انتقال الفيروس العالية، وتباطؤ التطعيمات، وتخفيف القيود.
في أغسطس الماضي، قال هانز كلوج، مدير قسم أوروبا بالوكالة في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن إن 33 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 53 دولة لديها معدل إصابة أعلى من 10% في الأسبوعين الماضيين للتصريح، يعود هذا الأمر إلى سيطرة متحور دلتا شديد العدوى.
مُضيفاً أن الانتشار السريع للفيروس مُقلق للغاية، لا سيما في ضوء انخفاض معدل التطعيم في الفئات السكانية ذات الأولوية في عدد من البلدان. وفقاً لكلوج، فقد تراجعت نسبة التطعيمات خلال الأسابيع الستة الماضية لتصريحاته، بنسبة 14%، متأثرة بنقص الوصول إلى اللقاحات في بعض البلدان، وعدم قبول اللقاح في دول أخرى.
أضاف كلوج: "إن الركود في تناول اللقاحات في منطقتنا مقلق للغاية، لذلك يجب على البلدان زيادة الإنتاج، وتقاسم الجرعات، وتحسين الوصول إلى اللقاح".
متحور كورونا أخطر من الفيروس الأصلي
يُذكر أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض كانت قد قالت سابقاً إن الحرب ضد فيروس كورونا المُستجد، كوفيد -19، قد تغيرت بسبب متغير دلتا شديد العدوى، مقترحة أن اللقاحات يجب أن تكون إلزامية للعاملين في مجال الصحة ويجب العودة إلى الالتزام التام بارتداء الكمامات.
ذكرت وثيقة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن متغير دلتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند، والذي أصبح سائداً الآن في جميع أنحاء العالم، مُعدي مثل جدري الماء وأكثر عدوى بكثير من نزلات البرد أو الإنفلونزا. يمكن أن ينتقل دلتا حتى في ظل الحصول على التطعيم، وهو أكثر خطورة على الصحة من سلالات فيروس كورونا السابقة.
أكدت الوثيقة أن متحور دلتا يتطلب نهجاً جديداً لمساعدة الجمهور على فهم الخطر، بما في ذلك توضيح أن الأشخاص غير الحاصلين على لقاح كورونا المُستجد، كانوا أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للأعراض الشديدة والموت، من أولئك الذين تم تطعيمهم.