الصاروخ الصيني: هل سيتسبب في كارثة؟
يتتبع العالم أجمع الآن الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة والمتوقع سقوطه خلال يومين تقريباً على كوكب الأرض في منطقة غير مُحددة بعد ومن الصعب تحديدها إلا قبل ساعات قليلة من هبوط الصاروخ الصيني فوقها، وما بين تصريحات أمريكية تصف سقوطه بالكارثة وبين رسائل طمأنة من الجانب الصيني الذي يرى أن الحدث لا يستدعي كل هذه الجلبة التي أُثيرت حوله، سنحاول خلال هذا المقال التحقق من مدى خطورة سقوط هذا الصاروخ التائه في الفضاء ويدور بلا توقف حول كوكب الأرض حالياً وهل بالفعل يُمثل سقوطه كارثة أم الأمور أخذت اتجاه سياسي فزاد التهويل من وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، وذلك من خلال رصدنا لأهم ما تم التصريح به من مختلف الجهات المعنية بهذا الحدث وتحليلات علماء الفلك للوضع الحالي للصاروخ الصيني واحتمالات سقوطه وعواقب هذا.
الصاروخ الصيني التائه
نبدأ مع قصة إطلاق الصاروخ الصيني لمن لم يسمعها عشرات المرات الفترة الماضية حيث أصبحت حديث العالم كله، وهي باختصار كأي قصة إطلاق صورايخ إلى الفضاء بشكلٍ اعتادنا عليه في الألفية الجديدة، حيث كان يحمل الصاروخ الصيني التائه حالياً والذي يُسمى ( لونج مارتش 5 بي) الوحدة الأساسية اللازمة لبناء محطة الفضاء المدارية الدائمة الصينية وهو الحلم الذي تسعى له الصين وتعمل عليه منذ سنوات لزيادة توسعها في الفضاء الخارجي مثل أمريكا وروسيا، وهو واحد من ضمن 10 صواريخ تنوي الصين إطلاقهم لنقل معدات بناء المحطة وأجزائها حتى يكتمل تشيدها في عام 2022.
وكان قد تم إطلاق الصاروخ الصيني الذي يبلغ وزنه نحو 22 طناً وطوله حوالي 30 متراً في الثلاثاء 29 من أبريل الماضي وسط احتفاء صيني كبير قبل أن يتم الإعلان عن خروج الصاروخ عن السيطرة وعدم القدرة على التحكم في توجيهه أو إسقاطه، ومن حينها بات العالم يترقب سقوط هذه الكتلة الضخمة بسرعتها الكبيرة للغاية التي تصل إلى 1200 ميل في الساعة فوق سطح الأرض.
أين يسقط الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة
لعل هذا هو السؤال الأكثر رعباً خلال الأيام الماضية وتخطى حتى الرعب من الإصابة بفيروس كورونا المستجد عند البعض، فمكان سقوط الصاروخ والمساحة التي سوف تتناثر فوقها حطام المحطمة سؤال يبحث عن إجابته الجميع في الوقت الحالي بما فيهم حكومات أكبر الدول وعلمائها، فبحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية لا يُمكن تحديد مكان سقوط الصاروخ الصيني إلا قبل ساعات من دخوله للغلاف الجوي للأرض حيث قال "لا يمكن تحديد نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض إلا في غضون ساعات من عودته" وهو ما أكده العديد من علماء الفلك مع تكهنات بنطاق سقوط الصاروخ في حال سقط في الموعد المتوقع ما بين السبت 8 مايو والأحد 9 مايو.
حيث من المتوقع أن يسقط ما تبقى من حطام الصاروخ بين خطي عرض 41 شمالاً وجنوباً والتي تضم قارة أفريقيا بالكامل وأجزاء من قارة آسيا وأمريكا الشمالية وأغلب أمريكا الجنوبية وجزء صغير من قارة أوروبا وسوف تُبين الساعات القليلة التي تسبق دخول الصاروخ الصيني الغلاف الجوي لكوكب الأرض النطاق المُحدد الذي سيسقط فيه الصاروخ الصيني، وفيما يلي صورة عن وكالة الأنباء البريطانية بي بي سي توضح مكان سقوط الصاروخ الصيني المتوقع.
مدى خطورة الصاروخ الصيني
تكمن خطورة الصاروخ الصيني في الأجزاء الكبيرة منه التي من الممكن ألا يتمكن الغلاف الجوي للأرض من حرقها والتي ستسقط بسرعة كبيرة تتخطي 1200 ميل في الساعة على أي منطقة في كوكب الأرض وستمتد تأثيرها حتى 100 كيلو متر تقريباً حسب توقعات الخبراء، والكارثة أن يسقط الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة على منطقة مأهولة بالسكان مع صعوبة إجلاء أي مكان في خلال الساعات القليلة التي سيكون بإمكاننا معرفة مكان سقوط الصاروخ الصيني.
دعوة للهدوء والاطمئنان
من جانبها أكدت الصين الجمعة 7 مايو أن مخاطر الصاروخ الخارج عن السيطرة ضئيلة جداً ولا تُمثل كارثة على الأرض وذلك رداً على الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للصين، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "احتمال التسبب بأضرار على الأرض ضئيل جدا" حيث أوضح احتراق حطام الصاروخ التائه بمجرد دخوله الغلاف الجوي للأرض وبذلك يُصبح من المستبعد أن يُسبب أي ضرر كبير.
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده مهتمة أشد الاهتمام بإعادة دخول الجزء الأكبر من الصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض، وقال إن "يتبنى هذا النوع من الصواريخ تصميما تقنيا خاصا، وسوف يتم احتراق الغالبية العظمى من الأجهزة وتدميرها أثناء عملية إعادة الدخول، التي لديها احتمالية منخفضة جدا للتسبب في ضرر لأنشطة الطيران أو على الأرض".
وما بين وصف أمريكا ووسائل إعلامها لسقوط الصاروخ الصيني بالكارثة وتصريحات الجانب الصيني بأنه لا داعي للقلق وأن مخاطر الصاروخ تكاد تكون معدومة يبقى الأمل الحقيقي لتفادي البشرية أي مخاطر لهذا الصاروخ حسب توقعات الخبراء أن يسقط في منطقة من مناطق المياه الدولية أو في صحراء فارغة من السكان، أما في حال سقوط أي من حطام الصاروخ على مناطق مأهولة بالسكان فسوف يتسبب الأمر غالباً في خسائر لا يتمناها أحد نظراً للسرعة الكبيرة التي سيسقط بها هذا الحطام والمسافة المرتفعة الساقط منها.